الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بفاتحة

          2723- السَّابع والثَّلاثون بعد المئة: عن أبي السائب مولى عبد الله بن هشام بن زهرة وعبد الرَّحمن بن يعقوب مولى الحُرَقة والد العلاء _وكانا جليسي أبي هريرةَ كلاهما_ عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «من صلَّى صلاةً لَم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خِداج(1)» _يقولها ثلاثاً_ لمثل حديث سفيان بن عيينة عن العلاء عن أبيه، وفي حديث سفيان «فهي خداج _ثلاثاً_ غيرُ تمامٍ».
          فقيل لأبي هريرةَ: إنَّا نكون وراء الإمام، فقال: اقرأ بها في نفسك، فإنِّي سمعت رسول الله صلعم يقول: «قال الله ╡: قسمت الصَّلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل».
          وفي حديث مالك وابن جريج: «فنصفها لي ونصفها لعبدي، فإذا قال العبد: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2] قال الله: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ}[الفاتحة:3] قال الله: أثنى عليَّ عبدي، وإذا قال: {مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ}[الفاتحة:4] قال الله: مجَّدني عبدي، وقال مرَّةً: فوَّض إليَّ عبدي(2)، وإذا قال: / {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة:5](3) قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}[الفاتحة:6-7] قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل».


[1] الخِداج: النقصان، يقال: أَخْدَجَت الناقةُ إذا ألقت ولدها قبل أوان النتاج وإن كان تام الخَلْق، يراد بذلك نقصان المدة، وأخْدَجَتْه إذا ولدَتْه ناقصَ الخلق وإن كان لتمام الحمل، وقيل: لذي الثُّدَيَّة مُخْدَجُ اليد؛ أي ناقصها، قال ابن الأنباري: فهي خِداج؛ أي: فهي ذاتُ خداج؛ أي: ذات نقصان، فحُذف ذات وأُقيم الخِداج مقامه على مذهبهم في الاختصار، قال: ويجوز أن تكون خِداج بمعنى مُخْدَجَة؛ أي: ناقصة فأحَلَّ المصدر محلَّ الفعل، كما قالوا: عبد الله إقبالٌ وإدبارٌ وهم يريدون مقبلٌ ومدبرٌ.
[2] فَوَّضَ إليه أمره: إذا ردَّه إليه، وعوَّل فيه عليه.
[3] استعنتُ به أَستعينُ، إذا طلبتَ عونه.