الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان

          2690- الرَّابع بعد المئة: عن أبي حازم عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «تقيء الأرض أفلاذ كبدها(1) أمثال الأُسطوانِ(2) من الذَّهب والفضَّة، فيجيء القاتل فيقول: في هذا قتلت، ويجيء القاطع فيقول: في هذا قطعت رحمي، ويجيء السَّارق فيقول: في هذا قطعت يدي، ثمَّ يدَعونه فلا يأخذون منه شيئاً».


[1] تقيءُ الأرضُ أفلاذَ كبِدِها: أي: تخرج الكنوز المدفونة فيها، قال ابن السكيت: الفِلْذ لا تكون إلا للبعير، وهو قطعةٌ من كبدِه، وفِلْذةٌ واحدةٌ، وجمعها فِلَذٌ وأَفلاذٌ، وهي القطع المقطوعة طولاً، وهذا مثل قول الله تعالى: {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} [الزلزلة:2] وسمي ما في باطن الأرض كبداً، تشبيهاً بالكبد الذي في بطن البعير وتمثيلاً، وكذلك قوله: تقيء، وقيئُها: إخراجُها لذلك، وتأتِّيه منها وقُرْبِ وجوده فيها، وخُصَّ الكبد؛ لأنَّه من أطايب الجَزور، و العرب تقول: من أطايب الجزور السَّنام و الكبد.
[2] الأَساطينُ: للمسجد وغيره الأعمدة، واحدها أُسطوانة، وهي الجُذوع القائمة التي تُعمد لبناءِ السقوف عليها.