الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لما كان يوم غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة

          2626- الأربعون: عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرةَ أو عن أبي سعيد _شكَّ الأعمش_ قال: «لَمَّا كان يوم غزوة تبوكَ أصاب النَّاسَ مجاعةٌ(1)، فقالوا: يا رسول الله، لو أَذِنت لنا فنحرنا نواضحنا(2)، فأكلنا وادَّهنَّا، فقال رسول الله صلعم: افعلوا. فجاء عمر فقال: يا رسول الله، إن فعلتَ قَلَّ الظَّهر(3)، ولكن ادعهم بفضل أزوادهم ثمَّ ادع الله لهم عليها بالبركة لعلَّ الله أن يجعل في ذلك، فقال رسول الله صلعم: نعم. قال: فدعا بنِطعٍ فبسطه، ثمَّ دعا بفضل أزوادهم، قال: فجعل الرَّجل يجيء بكفِّ ذرةٍ، قال: ويجيء الآخر بكفِّ تَمرٍ، قال: ويجيء الآخر بكسرةٍ، حتَّى اجتمع على النِّطع من ذلك شيءٌ يسيرٌ، قال: فدعا رسول الله صلعم بالبركة، ثمَّ قال: خذوا في أوعيتكم. قال: فأخذوا في أوعيتهم حتَّى ما تركوا في العسكر وعاءً إلَّا مَلَؤوه، قال: وأكلوا حتَّى شَبِعوا وفضلت فضلةٌ، فقال رسول الله صلعم: أشهد أن لا إله إلَّا الله وأنِّي رسول الله، لا / يلقى الله بها عبدٌ غيرَُ شَاكٍّ فيُحجَب عن الجنَّة».
          وأخرجه مسلم أيضاً من حديث طلحة بن مصرف عن أبي صالح عن أبي هريرةَ قال: «كنَّا مع النَّبيِّ صلعم في مسيرٍ، قال: فنَفِدَت أزواد القوم حتَّى هَمَّ بنحر بعض حمائلهم(4)، قال: فقال عمر: يا رسول الله، لو جَمعتَ ما بقي من أزواد القوم فدعوت الله عليها، قال: ففعل، فجاء ذو البُرِّ ببُرِّه، وذو التَّمر بتمره، _قال: وقال مجاهد: وذو النَّواة بنواه_ قلت: وما كانوا يصنعون بالنَّوى؟ قال: يَمصُّونَهُ ويشربون عليه الماء، قال: فدعا عليها، قال: حتَّى ملأ القوم أزوِدَتَهم، قال: فقال عند ذلك: أشهد أن لا إله إلَّا الله وأنِّي رسول الله، لا يلقى الله بهما عبدٌ غيرَ شَاكٍّ فيهما إلَّا دخل الجنَّة».
          وليس لطلحة بن مصرِّف عن أبي صالح في مسند أبي هريرةَ من الصَّحيح(5) غير هذا الحديث.


[1] يقال عامُ مجاعةٍ: وعامُ مجوعةٍ؛ أي: عام شدةٍ وجوع.
[2] النَّواضحُ: التي يُسقى بها النخل والشجر.
[3] قلَّ الظَّهرُ: أي: قَلَّت الإبلُ التي يُستظهَر بها في الحمل والركوب.
[4] الجَمائلُ والجِمالاتُ: جمع جمَل، والجُمالات بضم الجيم: ما جُمع من الحبال والقُلوس.ومعنى الحمائل: جمع حميل وهي الإبل التى يُحمل عليها.
[5] في (الحموي): (الصحيحين) وكلاهما بمعنى.