الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن

          2595- التَّاسع: عن عبد الله بن الفضلِ عن أبي سلمةَ بن عبد الرَّحمن عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله صلعم: «لقد رأيتُني في الحِجر وقريشٌ تسألُني عن مَسرايَ، فسألَتْني عن أشياءَ من بيت المقدِسِ لم أُثبِتْها، فكُرِبتُ كُربةً ما كُربتُ مثلَه قطُّ، قال: فرفعه الله لي أنظرُ إليه، ما يسألوني عن شيءٍ إلَّا أنبأتُهم به، وقد رأيتُني في جماعةٍ من الأنبياء، فإذا موسى قائمٌ يصلِّي، فإذا رجلٌ ضَربٌ جَعدٌ كأنَّه من رجال شَنوءةَ، وإذا عيسى بن مريمَ قائمٌ يصلِّي، أقربُ النَّاس به شبهاً عروةُ بن مسعودٍ الثَّقفيُّ، وإذا إبراهيمُ قائمٌ يصلِّي، أشبهُ النَّاس به صاحبُكم _يعني / نفسَه_ فحانت الصَّلاةُ فأمَمتُهم، فلمَّا فرغتُ من الصَّلاة قال قائلٌ: يا محمَّدُ؛ هذا مالكٌ خازنُ النَّار فسلِّمْ عليه، فالتفتُّ إليه فبدَأَني بالسَّلام».
          وقد أخرج البخاريُّ الفصلَ الأوَّل في كتابه بمعناه من حديث أبي سلمةَ بن عبد الرَّحمن، عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلعم قال: «لَمَّا كذَّبتْني قريشٌ قُمتُ في الحِجر، فجلَّى اللهُ لي بيتَ المقدِسِ(1)، فطَفِقتُ أُخبِرهم عن آياته وأنا أنظرُ إليه...». [خ¦4710]


[1] فجلا الله لي بيتَ المقدِس: أي؛ كشفَه، فجعل يخبرهم عن معاينةٍ معجزةً له.