الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتاً

          2721- الخامس والثَّلاثون بعد المئة: عن عبيد بن عمير اللَّيثي عن أبي هريرةَ عن النَّبيِّ صلعم قال: «بينا رجلٌ بفلاةٍ من الأرض فسمع صوتاً في سحابةٍ: اسقِ حديقة فلان، فتنحَّى ذلك السَّحاب فأفرغ ماءً في حرَّةٍ(1)، فإذا شَرجة(2) من تلك الشِّراج قد استوعبت ذلك الماء كلَّه، فتتبَّع الماء، فإذا الرَّجل قائمٌ في حديقةٍ(3) يحوِّل الماء بِمِسحَاته(4)، فقال له: يا عبد الله، ما اسمك؟ قال: فلان، للاسم الَّذي سَمِعَ في السَّحابة، فقال له: يا عبد الله، لِمَ سألتني عن اسمي؟ قال: سمعت في السَّحاب الَّذي هذا ماؤه يقول: اسقِ حديقة فلان _لاسمك_ فما تصنع فيها؟ قال: إمَّا إذا قلت هذا، فإنِّي أنظر إلى ما(5) يخرج منها فأتصدَّق بثلثه، وآكل أنا وعيالي ثلثه، وأَرُدُّ فيها ثلثه».
          وفي حديث أبي داوُد الطيالسي: «وأجعل ثلثه في المساكين والسَّائلين وابن السَّبيل».
          وليس لعبيد(6) بن عمير في الصَّحيحين غير هذا.


[1] الحَرَّةُ: أرضٌ ذاتُ حجارةٍ سود.
[2] شَرْجُ الوادي: ما انفتح منه، والجمع أَشْرَاج، والشِّراج مسائلُ الماء من الأرض المرتفعة إلى السهل، واحدها شَرْجٌ وشَرْجةٌ أيضاً.
[3] يقال للأرض ذات النخل والشجر حديقة، وقال أبو عبيدة: كل ما أحدق به البناء فهو حديقة، وما أحدقَ به الشجر من ذلك، يقال: حَدَق وأَحْدَق؛ أي: أحاط.
[4] سَحَوْتُ الشيءَ أَسْحاه وأَسْحُوه إذا قشَّرْتَه سَحْواً وسَحْياً وأنا أسحَى وأسحُو وأسحِي ثلاثُ لغات، ومنه سميت المِسحاةُ، وسَحَوْتُ الطينَ بها عن وجه الأرض، إذا أزلتَه وقشَّرْتَه.
[5] سقط قوله: (إلى ما) من (ت).
[6] تحرَّف في (ت): (عبيد الله).