-
فاتحة الكتاب
-
سند نسخة الحافظ اليونيني رحمه الله
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
كتاب الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
باب ما جاء في الوتر
-
باب الاستسقاء
-
كتاب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
أبواب التهجد
-
أبواب التطوع
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
أبواب العمل في الصلاة
-
باب ما جاء في السهو
-
باب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
باب فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
باب العمرة
-
باب المحصر
-
باب جزاء الصيد
-
باب حرم المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
الحوالات
-
باب الكفالة في القرض والديون
-
كتاب الوكالة
-
ما جاء في الحرث
-
كتاب المساقاة
-
كتاب الاستقراض
-
في الخصومات
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب في المظالم
-
باب الشركة
-
كتاب في الرهن
-
في العتق وفضله
-
في المكاتب
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
باب فرض الخمس
-
باب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب أحاديث الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
حديث ابن عباس: {وجعلناكم شعوبًا وقبائل}
-
حديث: يا رسول الله من أكرم الناس؟قال: أتقاهم
-
حديث: فممن كان إلا من مضر؟!من بني النضر
-
حديث: نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والمقير والمزفت
-
حديث: تجدون الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام
-
حديث: الناس تبع لقريش في هذا الشأن
-
باب
-
باب مناقب قريش
-
باب: نزل القرآن بلسان قريش
-
باب نسبة اليمن إلى إسماعيل
-
باب
-
باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع
-
باب: ابن أخت القوم ومولى القوم منهم
-
باب: قصة زمزم
-
باب ذكر قحطان
-
باب ما ينهى من دعوى الجاهلية
-
باب قصة خزاعة
-
باب قصة زمزم وجهل العرب
-
باب من انتسب إلى آبائه في الإسلام والجاهلية
-
باب قصة الحبش
-
باب من أحب أن لا يسب نسبه
-
باب ما جاء في أسماء رسول الله
-
باب خاتم النبيين
-
باب وفاة النبي
-
باب كنية النبي
-
باب
-
باب خاتم النبوة
-
باب صفة النبي
-
باب: كان النبي تنام عينه ولا ينام قلبه
-
باب علامات النبوة في الإسلام
-
حديث: يا فلان ما يمنعك أن تصلي معنا؟
-
حديث: أتي النبي بإناء وهو بالزوراء
-
حديث: رأيت رسول الله وحانت صلاة العصر
-
حديث: خرج النبي في بعض مخارجه ومعه ناس من أصحابه
-
حديث: حضرت الصلاة فقام من كان قريب الدار
-
حديث: عطش الناس يوم الحديبية والنبي بين يديه
-
حديث: كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة والحديبية بئر فنزحناها
-
حديث: هلمي يا أم سليم ما عندك
-
حديث: حي على الطهور المبارك والبركة من الله
-
حديث جابر: أن أباه توفي وعليه دين فأتيت النبي
-
حديث عبد الرحمن بن أبي بكر: من كان عنده طعام اثنين
-
حديث: أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله
-
حديث ابن عمر: كان النبي يخطب إلى جذع فلما اتخذ
-
حديث: أن النبي كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة
-
حديث: كان المسجد مسقوفًا على جذوع من نخل
-
حديث: فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصدقة
-
حديث أبي هريرة: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قومًا نعالهم الشعر
-
حديث: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزًا وكرمان من الأعاجم
-
حديث: بين يدي الساعة تقاتلون قومًا نعالهم الشعر
-
حديث: بين يدي الساعة تقاتلون قومًا ينتعلون الشعر
-
حديث: تقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم ثم يقول الحجر: يا مسلم
-
حديث: يأتي على الناس زمان يغزون، فيقال: فيكم
-
حديث: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة
-
حديث: إني فرطكم وأنا شهيد عليكم إني والله لأنظر إلى
-
حديث: هل ترون ما أرى؟إني أرى الفتن تقع خلال بيوتكم
-
حديث زينب: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب
-
حديث: يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم
-
حديث أبي هريرة: ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم
-
حديث: ستكون أثرة وأمور تنكرونها
-
حديث: يهلك الناس هذا الحي من قريش
-
حديث: هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش
-
حديث: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر
-
حديث: تعلم أصحابي الخير وتعلمت الشر
-
حديث: لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان دعواهما واحدة
-
حديث: لا تقوم الساعة حتى يقتتل فتيان فيكون بينهما مقتلة عظيمة
-
حديث: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت
-
حديث: يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام
-
حديث: كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه
-
حديث: اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار
-
حديث: اقرأ فلان فإنها السكينة نزلت للقرآن أو تنزلت للقرآن
-
حديث أبي بكر في الهجرة
-
حديث: لا بأس طهور إن شاء الله
-
حديث: ما يدري محمد إلا ما كتبت له فأماته الله فدفنوه
-
حديث: إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده
-
حديث جابر: إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده
-
حديث: بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب
-
حديث: رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل
-
حديث: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي
-
حديث: دعا النبي فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيه
-
حديث: كان عمر بن الخطاب يدني ابن عباس
-
حديث: أما بعد فإن الناس يكثرون ويقل الأنصار
-
حديث: ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين
-
حديث أنس: أن النبي نعى جعفرًا وزيدًا قبل أن يجيء خبرهم وعيناه
-
حديث: أما إنه سيكون لكم الأنماط
-
حديث: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام
-
حديث: رأيت الناس مجتمعين في صعيد فقام أبو بكر
-
حديث: أنبئت أن جبريل أتى النبي وعنده أم سلمة
-
حديث: يا فلان ما يمنعك أن تصلي معنا؟
-
باب قول الله تعالى: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}
-
باب سؤال المشركين أن يريهم النبي آية فأراهم انشقاق القمر
-
حديث ابن عباس: {وجعلناكم شعوبًا وقبائل}
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
كتاب المرضى و الطب
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
باب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
باب ما جاء في إِجازة خبر الواحد الصدوق
-
كتاب الاعتصام
-
كتاب التوحيد
3581- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) التبوذكيُّ قال: (حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ) سليمانَ بنِ طرخانَ قال: (حَدَّثَنَا أَبُوعُثْمَانَ) عبدُ الرحمن النهديُّ (أَنَّه حَدَّثَهُ(1) عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ) الصديق ( ☻ : أَنَّ أَصْحَابَ الصُّفَّةِ) وهو مكانٌ في مؤخَّر المسجد النبويِّ مظلَّلٌ أُعِدَّ لنزول الغرباء فيه ممَّن لا مأوى له ولا أهل (كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءَ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلعم قَالَ مَرَّةً: مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ) من أهل الصُّفَّة (وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ) منهم إن لم يكن عندَه ما يقتضي أكثرَ من ذلك (أَو سَادِسٍ) مع الخامس إن كان عندَه أكثرَ من ذلك(2) ولأبوي ذرٍّ والوقت: ”بسادس“ بموحدة قبل السين الأولى، وسقط لأبي ذرٍّ لفظ «أو» من قوله «أو سادس» (أَو كَمَا قَالَ) ╕ ‼: (وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلَاثَةٍ) من أهل الصُّفَّة إلى بيته، لأنَّه كان عندَه طعامُ أربعةٍ، ولعلَّه أخذ سابعًا زائدًا على ما ذكرَه صلعم في قوله: «ومَن كان عندَه طعامُ أربعةٍ فليَذهبْ بخامس أو سادس» لإرادة أن يُؤثِرَه(3) بنصيبه؛ إذ ظهر أنَّه لم يأكلْ أوَّلًا معهم (وَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلعم بِعَشَرَةٍ) منهم، وعبَّر عن أبي بكرٍ بلفظ المجيء لبعد بيته من المسجد، وعن النبي صلعم بالانطلاق، لقُربه (وَأَبُو بَكْرٍ) أخذ (ثَلَاثَةً) كذا بالنصب على رواية أبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ والمُستملي كما في هامش «اليونينية» وفرعها على إضمار «أخذ» كما مرَّ، لا يُقال: هذا تَكرار مع السابق، لأنَّ السابقَ لبيانِ مَن أحضرهم إلى منزله مع الإشارة إلى أنَّ أبا بكرٍ كان مِنَ المكثرين ممَّن عندَه طعامُ أربعةٍ فأكثر، وهذا الأخيرُ بيانٌ لابتداءِ ما في نصيبه، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ أيضًا: ”وأبو بكرٍ(4) بثلاثة“ بزيادة الموحَّدة، فيكون عطفًا على قوله: «وانطلق النبيُّ صلعم بعشرة(5)» أي: وانطلق أبو بكر بثلاثة، وهي رواية مسلم، وللباقين: ”وثلاثةً“ بالواو والنصب (قَالَ) عبد الرحمن بن أبي بكرٍ: (فَهْوَ) أي: الشأنُ (أَنَا) مبتدأٌ (وَأَبِي) أبو بكر الصديق (وَأُمِّي) أمُّ رومان زينب أو وَعْلَة، وخبرُ المبتدأِ محذوفٌ، أي: في الدار، قال أبو عثمان عبد الرحمن النَّهْديُّ: (وَلَا أَدْرِي هَلْ قَالَ) عبدُ الرحمن: (امْرَأَتِي) أُميمةُ(6) بنتُ عديِّ بنِ قيسٍ السهميَّةُ، أمُّ أكبرِ أولادِه أبي عتيقٍ محمَّدٍ (وَخَادِمِي) بالإضافةِ، ولم يُسَمَّ، ولأبي ذرٍّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”وخادم خِدْمَتها مشتركة“ (بَيْنَ بَيْتِنَا وَبَيْنَ بَيْتِ(7) أَبِي بَكْرٍ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى) أكل العشاء، وهو طعام آخرِ النهار (عِنْدَ النَّبِيِّ صلعم ) وحده (ثُمَّ لَبِثَ) بكسر الموحَّدة بعدَها مثلَّثة، مكث (حَتَّى صَلَّى العِشَاءَ) معه ╕ (ثُمَّ رَجَعَ) إلى منزله بالثلاثة، وأمر أهله أن يضيفوهم (فَلَبِثَ) فيه (حَتَّى تَعَشَّى رَسُولُ اللهِ صلعم ) ثم رجع إلى رسول الله صلعم فلبث عندَه، ثمَّ رجع إلى منزله (فَجَاءَ) إليه (بَعْدَ مَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللهُ) فـ «تعشَّى» الأوَّلُ إخبارٌ عن تعشِّي الصديقِ وحدَه، والثاني تعشِّيه صلعم ، أو الأوَّلُ مِنَ «العِشاء» بكسر العين المهملة، أي: الصلاة، والثاني بفتحها قاله الكِرمانيُّ، وقال في «فتح الباري»: قوله: «فلبث حتى تعشَّى مع رسول الله صلعم » مع قوله: «وأنَّ أبا بكرٍ تعشَّى عند النبي صلعم » تَكرارٌ، وفائدتُه الإشارةُ إلى أنَّ تأخُّرَه(8) عند النبيِّ صلعم كان بمقدار أن تعشَّى معه، وصلى معه العشاء وما رجع إلى منزله إلَّا بعد أن مضى مِنَ الليل قطعةٌ، وذلك أنَّ النبيَّ صلعم كان يحبُّ أنْ يُؤخِّرَ صلاة العشاء، وعند الإسماعيليِّ‼: «ثمَّ ركع» بالكاف بدل قوله: «رجع» بالجيم، أي: صلَّى النبيُّ صلعم النافلةَ التي بعدَ صلاة العشاء، ولمسلمٍ والإسماعيليِّ أيضًا بدل: «حتَّى تعشَّى» بالمعجمة: «نَعَس» بالسين المهملة، من النُّعاس، وهو أوجه، وقال القاضي عياض: إنَّه الصوابُ، وبهذا ينتفي التكرارُ / كلُّه إلَّا في قوله: «لبث» وسببه اختلاف(9) تعلُّق أسبابِ اللُّبْثِ، وحينئذٍ فيكون المعنى: وأنَّ أبا بكرٍ تعشَّى عند النبيِّ صلعم ، ثمَّ لَبِثَ عندَه حتى صلَّى العشاء، ثمَّ ركع النافلةَ التي بعدَها، فلبِثَ حتى أخذَ النبيَّ صلعم النُّعاسُ وقام لينام، فرجع أبو بكرٍ حينئذٍ إلى بيته، فجاء بعدَما مضى من الليل ما شاء الله (قَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ) أمُّ رُومان: (مَا حَبَسَكَ عَنْ) ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”من“ (أَضْيَافِكَ) الثلاثة (أَوْ) قالت: (ضَيْفِكَ؟) بالإفراد، اسمُ جنسٍ يُطلق على القليل والكثير، والشكُّ من الراوي (قَالَ) أبو بكرٍ لزوجتِه: (أَوَعَشَّيْتِهِمْ؟) بهمزة الاستفهام وحذف الياء المتولِّدة من المثنَّاة الفوقيَّة، ولأبي ذرٍِّ عن الكُشْمِيهَنيِّ: ”أوَما عشيتهم“ بزيادة «ما» (قَالَتْ: أَبَوْا)(10) بفتح الهمزة والموحَّدة وسكون الواو، امتنعوا من الأكل (حَتَّى تَجِيءَ، قَدْ عَرَضُوا) أي: الخَدَم (عَلَيْهِمْ) أي: العَشاء فأبَوا، فعالجوهم (فَغَلَبُوهُمْ) ولم يأكلوا حتى تحضُرَ وتأكلَ معهم، قال عبدُ الرحمن: (فَذَهَبْتُ فَاخْتَبَأْتُ) أي: فاختفيتُ خوفًا منه (فَقَالَ) لي: (يَا غُنْثَرُ) بضمِّ الغين المعجمة وفتح المثلَّثة بينهما نونٌ ساكنة آخره راء، أي: يا جاهلُ أو يا ثقيلُ أو يا لئيمُ (فَجَدَّعَ) بالجيم والدال والعين المهملتين المفتوحتين، دعا عليَّ بالجَدْعِ، وهو قطعُ الأنف أو(11) الأُذُن أو الشَّفَة (وَسَبَّ) شتم، أي: ظنًّا منه أنَّه فرط في حقِّ الأضياف (وَقَالَ) للأضياف: (كُلُوا) زاد في «الصلاة» [خ¦602]: «لا هنيئًا» قاله تأديبًا لهم لِمَا ظهر له أنَّ التأخير منهم، أو هو خبرٌ، والمعنى: أنَّكم لم تتهنؤوا بالطعام في وقته (وَقَالَ) أبو بكرٍ: (لَا أَطْعَمُهُ أَبَدًا) وفي رواية الجريري [خ¦6140]: «فقال: إنَّما انتظرتموني والله لا أطعمُه أبدًا، فقال الآخرون: لا نطعمه أبدًا حتى تطعمه» ولأبي داود من هذا الوجه: «هاتِ طعامك، فوضع فقال: بسم الله» (قَالَ) عبد الرحمن: (وَايْمُ اللهِ) بهمزة وصلٍ، ويجوزُ قطعُها، مبتدأٌ خبرُه محذوفٌ، أي: قسمي (مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنَ اللُّقْمَةِ) في «الصلاة» [خ¦602] «لقمةٍ»، بحذف «أل» (إِلَّا رَبَا) زاد في(12) الطعام (مِنْ أَسْفَلِهَا) من أسفل اللقمة (أَكْثَرُ مِنْهَا حَتَّى شَبِعُوا) بكسر الموحَّدة (وَصَارَتْ) أي: الأطعمة أو الجفنةُ (أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلُ، فَنَظَرَ أَبُو بَكْرٍ) أي: «إليها» كما في «الصلاة» [خ¦602] (فَإِذَا شَيْءٌ) قدرُ الذي كان (أَو أَكْثَرُ، قَالَ) أي: أبو بكرٍ، ولأبي ذرٍّ: ”فقال“ (لاِمْرَأَتِهِ) أمِّ رُومان: (يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ) بكسر الفاء وتخفيف الراء وبعد الألف سين مهملة، وهو ابن غَنْم بن مالك بن كِنانة، وأمُّ رومان من ذُرِّيَّةِ الحارث بن غَنْم، وهو أخو فراس بن غَنْم، فالظاهرُ أنّ أبا بكرٍ نسبَها إلى بني فِراس، لكونهم أشهرُ‼ مِن بني الحارث، والمعنى: يا أخت القوم المنتسبين إلى بني فِراس، وفي «الصلاة» [خ¦602] «ما هذا؟» وهو استفهامٌ عن الزيادة الحاصلة في ذلك الطعام (قَالَتْ: لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي) تعني(13): النبيَّ صلعم ، و«لا» زائدةٌ أو نافيةٌ على حذفٍ تقديرُه: لا شيءَ غيرُ ما أقولُ، وقال الكِرمانيُّ: «ما هذه الحالة؟ فقالت: لا أعلم» (لَهْيَ) الأطعمةُ أو(14) الجفنةُ (الآنَ أَكْثَرُ مِمَّا قَبْلُ بِثَلَاثِ مَرَّاتٍ) ولأبي ذرٍّ: ”مِرار“ وهذا النُّمُوُّ آيةٌ مِن آياتِه صلعم ظهرتْ(15) على يدِ الصديقِ كرامةً له، وإنَّما حلفتْ أمُّ رومان لِمَا وقعَ عندَها من السرور بذلك (فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ الشَّيْطَانُ) الحامل لي على ذلك (يَعْنِي: يَمِينَهُ) التي حلفها حيثُ قال: «والله لا أطعمه» ولمسلمٍ(16): «إنَّما كان ذلك من الشيطان، يعني: يمينه» والحاصلُ كما في «الفتح»: أنَّ اللهَ أكرمَ أبا بكرٍ، فأزال ما حصل له من الحَرَج، فعاد مسرورًا، وانقلب الشيطانُ مدحورًا (ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً) ليُرغِمَ الشيطانَ بالحِنْثِ الذي هو خيرٌ، وإكرامًا لضيفانهِ، وليحصل مقصودُه مِن أكلهم ولكونه أكثرَ قدرةً منهم على الكفَّارة (ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى النَّبِيِّ صلعم فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ) ╕ (وَكَانَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ) أي: عهدُ مُهادَنَةٍ (فَمَضَى الأَجَلُ) فجاؤُوا إلى المدينة (فَعَرَّفْنَا) بالعين المهملة وتشديد الراء وبالفاء (اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا) بألفٍ(17) على لغةِ مَن يجعلُ المثنى كالمقصور في أحواله الثلاث(18)، أي: جعلناهم عُرفاء على بقيَّة أصحابِهم(19)، وللحَمُّويي: ”فتفرَّقْنا“ بالفوقيَّة بعد الفاء وتشديد الراء وسكون القاف، وفي نسخة: ”فَفَرَّقَنا“ بفتح القاف / ، فالضميرُ المرفوعُ فيه(20) للنبيِّ صلعم و«نا» مفعولُه (مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ، اللهُ أَعْلَمُ كَمْ) رجل (مَعَ كُلِّ رَجُلٍ) جملةٌ اعتراضيَّةٌ (غَيْرَ أَنَّهُ) صلعم (بَعَثَ مَعَهُمْ) نصيبَ أصحابِهم مِن تلك الجفنة أو(21) الأطعمة إليهم (قَالَ) عبدُ الرحمن: (أَكَلُوا مِنْهَا) أي: أكل الجيش مِنَ الأطعمة أو الجفنة (أَجْمَعُونَ، أَوْ كَمَا قَالَ) الشكُّ مِن أبي عثمانَ فيما قاله عبدُ الرحمن، وهذا هو المناسب للترجمة على ما لا يخفى؛ إذ ظهورُ أوائل البركة عند الصديق، وتمامُها في الحضرة المحمَّديَّة (وَغَيْرُهُمْ يَقُولُ(22): فَتَعَرَّفْنَا(23)) بالفوقيَّة بعدَ الفاء وتشديد الراء، وفي نسخة: ”قال البخاريُّ: وغيرُه“ بالإفراد مع زيادة: «قال البخاري»، ”يقولُ: فَعَرَفْنَا، مِنَ العِرافة“ بالعين المهملة، والعَريفُ: هو الذي يُعرِّفُ الإمامَ أحوالَ العسكر، وثبت في الفرع قوله: «وغيرُهم يقول: فتعرَّفْنا(24)» وسقط مِن أصله، وقال في الهامش: ”وغيرُه يقولُ: فعَرفْنا، مِنَ العِرافة“ وعزاها لأبي ذرٍّ.
وهذا الحديث قد مرَّ في «باب السمر مع الأهل» آخر «المواقيت» [خ¦602].
[1] في (د): «حدَّث»، وفي (م): «قال: حدَّثنا».
[2] قوله: «أو سادس مع الخامس...»: ليس في (ص).
[3] في غير (د) و(م): «يؤثر».
[4] «أبو بكر»: مثبت من (د) و(م).
[5] «بعشرة»: ليست في النسخ.
[6] في (ب): «أمية».
[7] «بيت»: ليس في (ص) و(م).
[8] في (د) و(م): «تأخيره».
[9] «اختلاف»: مثبت من (د).
[10] في (م): «فقالت أبو».
[11] في (م): «و».
[12] «في»: ليس في (د).
[13] «تعني»: مثبت من (س) و(ص).
[14] في (م): «و».
[15] في (د) و(م): «أظهرت».
[16] وهذا لفظ البخاري أيضًا [602].
[17] في (م): «بالألف».
[18] «الثلاث»: ليس في (ب)، وفي (د): «الثلاثة».
[19] قوله: «على بقيَّة أصحابِهم» مثبت من (ب) و(س).
[20] «فيه»: ليس في (د).
[21] في غير (م): «و».
[22] في (م): «يقولون».
[23] في غير (د): «فتفرقنا».
[24] في (م): «تفرقنا».