الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن أبا بكر تزوج امرأةً من كلب

          3333- الثَّامنُ: عن ابنِ شهابٍ عن عُروَةَ عن عائشَةَ: «أنَّ أبا بكرٍ تزوَّج امرأةً من كلبٍ يقال لها: أمُّ بكر، فلما هاجر أبو بكرٍ طلَّقها فتزوَّجها ابنُ عمِّها هذا الشاعرُ الذي قال هذه القصيدةَ، رثى كفَّارَ قريش:
وماذا بالقَليب قليبِ بدرٍ                     من الشِّيزى(1) تُزَيَّنُ بالسَّنام(2) /
وماذا بالقَليب قليب بدرٍ                     من القَينات(3) والشَّرْبِ(4) الكرامِ
تُحييِّنا السلامةَ(5) أمُّ بكر                     وهل لي بعد قومي من سَلام
يُحدِّثنا الرسولُ بأنْ سَنَحيا                     وكيف حياةُ أصَداءٍ وهامِ»(6)[خ¦3921]


[1] الشِّيزَى: جِفَان الطعام تُزيَّن بالسنام؛ أي: بلحم أسنمة الإبل، وصْفُ من كان يفعل ذلك منهم.(ابن الصلاح نحوه).
[2] في هامش (ظ): (الشراب تجنى)، وما أثبتناه موافق لما في البخاري.
[3] في (ت): (الفتيان)، وما أثبتناه موافق لما في البخاري.القَيْنات: جمع قَيْنة وهي المغنية.(ابن الصلاح).
[4] الشَّرْب: القوم يجتمعون على الشراب.(ابن الصلاح نحوه).
[5] في هامش (ص): تحييِّ بالسلامة.كذا في (سع).
[6] وكيف حياةُ أصداءٍ وهَام؟: كنايةٌ عن الهلاك؛ أي: لا مَحيا لمن هلك، ومن قولهم: أصَمَّ الله صَلاه؛ أي: أهلكه، والأصل في الصَّدَى: الصوت تسمعه من الجبل أو البيت الرفيع، إذا أنت صوَّتَّ فأجابك، والصَّدَى يجيب الحي، فإذا هلك الرجل صُمَّ صَدَاه، كأنه لا يسمع شيئاً فيجيب عنه.والهامَة أيضاً: كانت العرب تقول: إنه يخرج من هامَة الميت طائرٌ إذا مات، وقد بطل ذلك القول بالإسلام، وجاء ذلك في قوله: «لا هامة».(ابن الصلاح نحوه).