الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أنه سأل عائشة عن قوله تعالى:

          3337- الثَّاني عشرَ: عن ابنِ شهابٍ عن عُروَةَ: أنَّه سأل عائشةَ عن قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ} أو: {كُذِّبُواْ}[يوسف:110]قالت: بل كذَّبهم قومُهم. فقلت: والله لقد استيقنوا أنَّ قومَهم كذَّبوهم وما هو بالظنِّ! فقالت(1) : يا عروةُ؛ أجل لقد استيقنوا بذلك. قلت: فلعلها: {قَدْ كُذِبُواْ}[يوسف:110(2) فقالت: معاذَ الله! لم تكن الرسلُ تظنُّ ذلك بربها. قلتُ: فما هذه الآيةُ؟ قالت: هم أتباعُ الرُّسلِ الذين آمنوا بربهم وصدَّقوهم وطال عليهم البلاءُ واستأخر عنهم النصرُ حتى إذا استيأستِ الرسلُ ممن كذَّبَهم من قومهم وظنوا أن أتباعهم كذَّبوهم جاءهم نصرُ الله عند ذلك. / [خ¦3389]
          وأخرجه أيضا من حديث أبي محمدٍ عبد الله بن عُبيدِ الله بن أبي مُليكةَ قال: قال ابنُ عباسٍ: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ}[يوسف:110] خفيفةً، قال: ذهب بها هنالك وتلا: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ}[البقرة:214].
          قال: فلقيتُ عروةَ بنَ الزُّبير فذكرت ذلك له، فقال: قالت عائشةُ: معاذَ الله! والله ما وعد الله رسولَه من شيء قطُّ إلا علِم أنَّه كائنٌ قبل أن يموتَ، ولكن لم يزل البلاءُ بالرسل حتى خافوا أن يكون من معهم من قومهم يُكذِّبونهم، وكانت تقرؤها: {وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُواْ}[يوسف:110] مثقَّلةً.


[1] وقع في (ظ) و(ت): (فقال)، وهو تصحيف.
[2] كذا ضبطت في (ظ)، وفي (ت): (كَذَبوا) مبني للمعلوم.