مصابيح الجامع

باب اغتسال الصائم

          ░25▒ (وَقَالَ أَنَسٌ: إِنَّ لِي أَبْزَنَ) قال القاضي: ضبطناه بفتح الألف وكسرها والباء ساكنة بعدها زاي مفتوحة ونون، وهي كلمةٌ فارسية، وهو شبه (1) الحوض الصغير.
          ومراده: أنه شيء يُتَبرَّدُ فيه وهو صائم، يستعين به على صومهِ من الحَرِّ والعطش.
          قال الزركشيُّ: ويجوز في ((أبْزَن)) النصبُ، على أنه اسم إن، والرفعُ، على أن اسمها ضمير الشأن، وتكون الجملة بعدها مبتدأ وخبرُهُ (2) في موضع رفع على أنه خبر إن.
          قلت: الثاني ضعيف.
          (أَتَقَحَّمُ فِيهِ) أي: / أُلقي نفسي فيه.
          (وَلَمْ يَرَ أَنَسٌ وَالْحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ بِالْكُحْلِ لِلصَّائِمِ بَأْساً) قال ابن المنيِّر: ردَّ البخاريُّ على مَنْ كرهَ اغتسال الصائم؛ لأنَّه إن كرهه خشيةَ وصول الماء إلى حَلقه، فالعلَّة باطلةٌ بالمضمضةِ، وبذَوْقِ القِدر، ونحو ذلك، فإن كرهه للرفاهية؛ فقد استحبَّ السلفُ للصائم الترفُّه والتجمُّل بالترجُّلِ والادِّهان والكحلِ، وغيرِ ذلك، فلهذا ساق البخاري هذه الأفعال تحتَ ترجمة الاغتسال، ومن (3) حذقِهِ ☼ أنه قدَّم للخصم في الكراهية علَّتين، وأبطل كلَّ واحدةٍ منهما.


[1] في (ج): ((يشبه)).
[2] في (ج): ((وخبر)).
[3] في (د) و(ج): ((من)).