إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: سألت أبي بن كعب: قلت: أبا المنذر إن أخاك

          4977- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بنُ عُيينة قال: (حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ أَبِي لُبَابَةَ) بضم اللام وبين الموحدتين الخفيفتين ألف، الأسديُّ (عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ) قال سفيانُ: (وَحَدَّثَنَا) أيضًا (عَاصِمٌ) هو ابنُ أبي النَّجود (عَنْ زِرٍّ) أنَّه (قَالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ قُلْتُ) له: يا (أَبَا المُنْذِرِ) هي كنيةُ أُبيٍّ (إِنَّ أَخَاكَ) في الدِّين (ابْنَ مَسْعُودٍ) عبد الله (يَقُولُ كَذَا وَكَذَا) يعني: أنَّ المعوِّذتين ليستَا من القرآنِ، كما مرَّ التَّصريح به في حديثٍ (فَقَالَ أُبَيٌّ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم ) عنهما (فَقَالَ لِي: قِيلَ لِي) بلسانِ جبريلَ، ولأبي ذرٍّ: ”فقيل لي“ (فَقُلْتُ) كما قيل لي: (قَالَ) أُبيٌّ: (فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم ) وهذا ممَّا اختُلِف فيهِ، ثمَّ ارتفعَ الخلافُ ووقعَ الإجماعُ عليه، فلو أنكرَ أحدٌ اليوم قرآنيَّته كفر، وفي «مسلم» من حديثِ عقبةَ بنِ عامرٍ، قال: قال رسول الله صلعم : «ألم ترَ آياتٍ أُنزلَتْ(1) هذه اللَّيلة لم يُرَ مثلهنَّ قط: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ». وعنه أيضًا: أَمَرني رسولُ الله صلعم أن أقرأَ بالمعوِّذات في دبرِ كلِّ صلاةٍ‼. ورواه أبو داودَ والتِّرمذيُّ. وعند النَّسائيِّ عنه أيضًا: أنَّ النَّبيَّ صلعم قرأ بهمَا في صلاةِ الصُّبح. وقد رويَ ذلك من طرقٍ قد / تفيدُ التَّواتر يطولُ إيرادهَا. والله الموفِّق للصَّواب.
          اشتملَ «كتابُ التَّفسير» على خمس مئة حديث وأربعين حديثًا من الأحاديث المرفوعة وما في حكمِها، الموصولُ من ذلك أربعُ مئة حديثٍ وخمسةٌ وستونَ حديثًا، والبقيَّة معلَّقة، وفيه من الآثارِ عن الصَّحابة فمن بعدهم خمس مئة وثمانونَ أثرًا، والله الموفِّق للصَّواب(2).
          تمَّ التَّفسير _والله أعلم بأسرار كتابه_ في يوم الإثنين، الحادي والعشرين من شعبان، سنة عشر وتسع مئة، أحسنَ الله تعالى بمنِّه وكرمِهِ عاقبتنا والمسلمين فيها، وكفانَا كلَّ مهمةٍ(3)، ويسَّرَ إكمالَ هذا المجموعِ ونفعَ به، وجعلهُ خالصًا لوجههِ الكريم، أستودعه تعالى ذلك فإنَّه الحفيظُ الجوادُ الكريم الرَّؤوف الرَّحيم(4).
           وصلَّى الله على سيدنا محمَّد وآله وصحبهِ وسلَّم أفضلَ الصَّلاة وأتمَّ التَّسليم، آمين(5).


[1] في (م): «نزلت».
[2] قوله: «اشتمل كتاب... والله الموفق للصواب»: زيادة من (م).
[3] في (د): «مهم».
[4] قوله: «الرحيم»: ليست في (د).
[5] العبارة في (م): «وإليه المرجع والمآب، تم الجزء الخامس من شرح البخاري للعمدة العلامة محيي السنة القسطلاني، نفعنا الله ببركته والمسلمين أجمعين، أنهاه كتابة العبد الفقير الذليل الراجي عفو ربه الصمد الدرويش عيسى السلمي المصري، وذلك بمدينة بعلبك المحمية حميت عن كل آفة، ويليه برسم خزانة مفتيها افتخار العلماء والمدرسين الكرام، زينة الفقهاء والمحدثين الفخام، مولانا وسيدنا الشيخ يحيى أفندي ابن المرحوم المبرور العلامة الشيخ عبد الرحمن، تغمده الله برحمته وأسكنه بحبوحة جنته، أدام الله النفع به للإسلام والمسلمين، وذلك في يوم الأحد السادس عشر من شهر شوال المكرم سنة ستة وأربعين ومئة وألف».