الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك

          3381- الثَّالثُ: عن الأعرج عن أبي هريرَةَ عن عائشَةَ قالت: «فقدتُ رسول الله من الفراش، فالتمستُه فوقَعتْ يدِي على بطن قدمَيه وهو في المسجد وهما مَنصوبتانِ وهو يقول: اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ برضاكَ من سَخطِكَ، وبمعافاتِك من عقوبتِكَ، وأعوذُ بكَ منك، لا أُحصي ثناءً عليكَ، أنت كما أَثنيتَ على نفسكَ».
          قال الإمامُ أبو بكرٍ البَرقانيُّ: وافق أبا أسامةَ عبدةُ بن سليمانَ، فرواه عن عُبيد(1) الله بن عمرَ عن محمد بن يحيى بن حَبَّانَ عن الأعرج عن أبي هريرةَ كذلك، ومنهم من قال: عن الأعرج عن عائشَةَ، وروايةُ من روى عن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشَةَ أولى لأنَّه زاد، وزيادةُ الثقةِ مقبولةٌ، وهي التي عوَّل مسلمٌ عليها، ولم يُخرِّج الرِّوايةَ الأخرى.
          ولمسلمٍ من حديث ابنِ أبي مُليكةَ عبد الله بن عُبيد الله عن عائشَةَ قالت: «افتقدتُ النَّبيَّ ذاتَ ليلةٍ فظننتُ أنَّه ذهَب إلى بعض نسائِه، فتحسَّستُ ثم رجَعتُ، فإذا هو راكعٌ أو ساجدٌ يقول: سبحانَكَ وبحمدكَ لا إله إلا أنت. فقلت: بأبي أنت وأمِّي، إنِّي لفي شأنٍ وإنَّكَ لفي آخرَ».
          ولمسلمٍ في معنى التسبيحِ لفظٌ آخرُ من حديث مُطَرِّفِ بن عبد الله بن الشِّخِّيرِ: أنَّ عائشةَ نبَّأتْه:
          «أنَّ رسول الله كان يقولُ في ركوعه وسجوده: / سبُّوحٌ قدُّوسٌ، ربُّ الملائكةِ والروحِ».


[1] تحرف في (ظ) إلى: (عبد).