الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ألا أستحي من رجل تستحيي منه الملائكة

          3411- الثَّالثُ والثَّلاثونَ: عن محمد بن أبي حرملةَ عن عطاءٍ وسليمانَ ابنَي يَسارٍ وأبي سلمةَ ابن عبد الرحمن عن عائشَةَ قالت: «كان رسول الله صلعم / مُضطجعاً في بيته كاشفاً عن فخِذَيه _أو ساقَيه_ فاستأذن أبو بكرٍ، فأذِنَ له وهو على تلك الحالِ، فتحدَّث، ثم استأذن عمرُ فأذِن له وهو كذلك، فتحدَّثَ، ثم استأذن عثمانُ، فجلَس رسول الله وسوَّى ثيابَه، قال محمدٌ: ولا أقولُ ذلك في يوم واحدٍ، فدخل فتحدَّث، فلما خرج قالت عائشةُ: دخل أبو بكرٍ فلم تَهْتشَّ(1) له ولم تُبالِه، ثم دخل عمرُ فلم تَهتشَّ له ولم تُبالِه، ثم دخل عثمانُ فجلستَ وسوَّيتَ ثيابَك، فقال: ألا أستحي من رجلٍ [تستَحيي] منه الملائكةُ».
          وأخرج مسلمٌ من حديث سعيدِ بن العاصِ أنَّ عائشةَ وعثمانَ حدَّثاه: «أنَّ أبا بكرٍ استأذن على رسول الله وهو مُضطجعٌ على فراشه لابسٌ مِرطَ عائشةَ فأذِن لأبي بكرٍ وهو كذلك فقضى إليه حاجتَه ثم انصرف، ثم استأذنَ عمرُ فأذِن له وهو على تلك الحالِ فقضى إليه حاجتَه ثم انصرَف، قال عثمانُ: ثم استأذنتُ عليه فجلَس وقال لعائشةَ: اجْمَعي عليكِ ثيابَكِ. فقضيتُ إليه حاجتي ثم انصرفتُ، فقالت عائشةُ: يا رسولَ الله؛ ما لي لم أرَكَ فزِعت لأبي بكرٍ وعمرَ كما فزِعت لعثمانَ؟ قال رسول الله: إنَّ عثمانَ رجلٌ حَيِيٌّ، وإنِّي خشيتُ إن أذنتُ له على تلك الحالِ ألَّا يبلُغَ إليَّ في حاجتِه».
          ومنهم من أخرج هذا الحديثَ في مسند عثمانَ أيضاً.


[1] رجل هَشٌّ ومُهْتَشٌّ: إذا كان طَلْق الوجه مستبشراً، وهشَّ فلان للمعروف إذا طرب له وسارع إليه.