الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه...

          3425- السَّابعُ والأربعونَ: عن سعد بن هشامِ بن عامرٍ عن عائشَةَ قالت: قال رسول الله: «من أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لقاءَه، ومن كرِه لقاءَ الله كره الله لقاءَه. فقلتُ: يا نبيَّ الله؛ أكراهيةُ الموتِ، فكُلُّنا يكره الموتَ؟ قال: ليس كذلك، ولكنَّ المؤمنَ إذا بُشِّر برحمة الله ورضوانِه وجنَّتِه أحبَّ لقاءَ الله فأحبَّ الله لقاءَه، وإنَّ الكافرَ إذا بُشِّر بعذابِ الله وسَخَطِه كره لقاءَ الله وكرِه الله لقاءَه».
          وأخرجه مسلمٌ أيضاً من حديث شُريحِ بن هانئٍ عن عائشَةَ قالت: قال رسول الله: «من أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لقاءَه، ومن كرِه لقاءَ الله كرِه الله لقاءَه، والموتُ قبل لقاءِ الله». /
          ومن حديث شُريحِ بن هانئٍ أيضاً عن أبي هريرةَ قال: قال رسول الله: «من أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لقاءَه، ومن كرِه لقاءَ الله كرِه الله لقاءَه».
          قال شُريحٌ: فأتيتُ عائشةَ فقلتُ: يا أمَّ المؤمنين، سمعتُ أبا هريرةَ يذكرُ عن رسول الله حديثاً إن كان كذلك فقد هلكنا، فقالت: إنَّ الهالِك من هلَك بقول رسول الله، وما ذاك؟ قلتُ:(1) قال رسول الله: «من أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لقاءَه ومن كرِه لقاءَ الله كرِه الله لقاءَه. وليس منَّا أحدٌ إلَّا وهو يكره الموتَ! فقالت: قد قاله رسول الله وليس الذي تذهبُ إليه، ولكن إذا شخَصَ البصرُ(2)، وحَشرَجَ(3) الصَّدرُ، واقشعَرَّ الجلدُ(4)، وتشنَّجتِ الأصابعُ(5)، فعند ذلك من أحبَّ لقاءَ الله أحبَّ الله لقاءَه، ومن كرِه لقاءَ الله كرِه الله لقاءَه».


[1] في (ابن الصلاح): (قال أبو هريرة).
[2] شَخَص بصرُه: أي؛ أحدَّ النظرَ.
[3] الحَشْرَجَة: تردُّد النَّفَس في الحلْق.(ابن الصلاح نحوه).
[4] اقْشعَرَّالجلدُ من العليل: انتفض وأخذته رِعْدةٌ، لهول ما هو فيه.(ابن الصلاح نحوه).
[5] التشَنُّج: التقَبُّض.(ابن الصلاح).