الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور

          3395- السَّابع عشرَ: عن هشام بن عروةَ عن أبيه عن عائشَةَ: «أنَّ امرأةً قالت: يا رسولَ الله؛ أقولُ إنَّ زوجي أعطاني ما لم يُعطني؟، فقال رسول الله: المتشبِّعُ بما لم يُعطَ(1) كلابس ثَوبَي زورٍ». /
          وفي حديث فاطمةَ بنتِ المنذر عن أسماءَ إنَّها قالت: «إنَّ لي ضَرَّةً، فهل عليَّ جُناحٌ أن أتشبَّعَ من مال زوجي؟ فقال...» فذكَر مثلَ ذلك، وهو مذكور في مسندها.


[1] المتشبِّعُ بما لم يملك: أي؛ المتكبِّر المفتخِر بأكثر مما عنده، أو بما ليس عنده منه شيء، كمن يتشبَّه بالزهاد وليس بزاهد، حرصاً على أن يُنسب إلى ما ليس أهلاً له، فقد لبس ثياب الزور والباطل، وتضاعفَت له الجرأة على الكذب والتلبيس على من يثق بما أظهره مما لا أصل له، وتشبيهُه بلابسِ ثَوبَي زور مَثلٌ مضروب ومبالغةٌ في الذم، فإن كان ذلك في حق الضرَّة، فقد زاد ذلك دعاء لما فيه من الإفساد بين الزوجين.(ابن الصلاح نحوه).