الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: يا عائشة هل عندكم شيء

          3443- الخامسُ والسِّتونَ: عن عائشَةَ بنتِ طلحةَ عن عائشَةَ أمِّ المؤمنين قالت: قال لي رسول الله ذاتَ يومٍ: «يا عائشةُ؛ هل عندكم شيءٌ؟ قالت: فقلتُ: يا رسولَ الله؛ ما عندنا شيءٌ. قال: فإنِّي صائمٌ. قالت: فخرَج فأُهديت لنا هديةٌ أو جاءَنا زَوْرٌ(1)، قالت: فلما رجَع رسول الله قلت: يا رسولَ الله؛ أُهديتْ لنا هديَّةٌ، أو جاءنا زَوْرٌ، وقد خَبَأتُ لك شيئاً، قال: وما هوَ؟ قلتُ: حَيْسٌ(2)، قال: هاتيه. فجئتُ به فأكَل، ثم قال: قد كنتُ أصبحتُ صائماً».
          قال طلحةُ: فحدَّثتُ مجاهداً بهذا الحديثِ فقال: ذلك بمنزلة الرَّجلِ يُخرج الصَّدقةَ من ماله، فإن شاء أمضاها وإن شاء أمسكَها.
          وفي حديث وكيعٍ عن طلحةَ بنِ يحيى عن عمَّته عائشةَ بنتِ طلحةَ عن عائشَةَ أمِّ المؤمنين قالت: «دخَل عليَّ النَّبيُّ ذاتَ يومٍ فقال: هل عندكم / شيءٌ؟ فقلنا: لا، قال: فإنِّي إذاً صائمٌ. ثم أتانا يوماً آخرَ فقلنا: يا رسولَ الله؛ أُهدي لنا حَيْسٌ، فقال: أَرِينِيه، فلقد أصبَحتُ صائماً. فأكَل».


[1] الزَّوْر: الجماعة الزائرون.(ابن الصلاح).
[2] الحَيْسُ: أصله الخَلط، يقال: حاسَ يَحِيس حَيساً وبه الحَيس: وهو ما جُمعت فيه أخلاطٌ من أَقِط وسمن وتمر، وما اتفق لهم.