مصابيح الجامع

حديث: فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصدقة

          3586- (فَقَالَ(1) : مَنِ الْبَابُ؟ قَالَ: عُمَرُ) قال الزركشيُّ: في تفسير حذيفةَ البابَ بعمرَ إشكالٌ؛ فإن الواقعَ في الوجود يشهد أن الأَوْلى بذلك الباب (2) أن يكون عثمانَ؛ لأن قتلَهُ هو السببُ الذي فَرَّقَ كلمةَ الناس، وأوقع بينهم تلك الحروبَ العظيمة، والفتنَ الهائلة.
          قلت: لا خَفاءَ أن مبدأ الفتنة هو قَتلُ عُمرَ ☺ جَهرةً بين ظهراني المسلمين، ثم ازداد الأمرُ بقتل عثمان ☺ (3)، ولا معنى لمنازعة حذيفةَ صاحبِ سِرٍّ (4) رسول الله صلعم في أن الباب هو عُمر، ولعلَّ (5) ذلك من جملة الأسرار التي ألقاها إليه النبيُّ صلعم.
          وفي قوله: ((إني حَدَّثتُه حديثًا ليس بالأغاليط)) إيماءٌ إلى ذلك، فينبغي تلقِّي قوله بالقبول، وإنما يَحْمِلُ على الاعتراضِ على مِثل هؤلاء السادة الجلَّة إعجابُ المعترض برأيهِ، ورضاه عن نفسهِ، فظنه (6) أنه تَأَهَّلَ للاعتراض حتى على الصَّحابة، وهو دون ذلك كلِّه.


[1] ((فقال)): ليست في (د)، وفي (ج): ((قال)).
[2] ((الباب)): ليست في (د) و(ج).
[3] من قوله: ((☺... إلى... قوله: عنه)): ليس في (د).
[4] في (د) و(ج): ((سنة)).
[5] في (د): ((لعمر ولعلي)).
[6] في (ق): ((وظن)).