- فاتحة الكتاب
- سند نسخة الحافظ اليونيني رحمه الله
- كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
- كتاب الإيمان
- كتاب العلم
- كتاب الوضوء
- كتاب الغسل
- كتاب الحيض
- كتاب التيمم
- كتاب الصلاة
- كتاب مواقيت الصلاة
- كتاب الأذان
- كتاب الجمعة
- باب صلاة الخوف
- كتاب العيدين
- باب ما جاء في الوتر
- باب الاستسقاء
- كتاب الكسوف
- أبواب سجود القرآن
- أبواب تقصير الصلاة
- أبواب التهجد
- أبواب التطوع
- باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
- أبواب العمل في الصلاة
- باب ما جاء في السهو
- باب الجنائز
- باب وجوب الزكاة
- باب فرض صدقة الفطر
- كتاب الحج
- باب العمرة
- باب المحصر
- باب جزاء الصيد
- باب حرم المدينة
- كتاب الصوم
- كتاب صلاة التراويح
- أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
- باب ما جاء في قول الله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا }
- باب: الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات
- باب تفسير المشبهات
- باب ما يتنزه من الشبهات
- باب من لم ير الوساوس ونحوها من المشبهات
- باب قول الله تعالى: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضوا إليها}
- باب من لم يبال من حيث كسب المال
- باب التجارة في البر
- باب الخروج في التجارة
- باب التجارة في البحر
- باب: {وإذا رأوا تجارةً أو لهوًا انفضوا إليها}
- باب قول الله تعالى: {أنفقوا من طيبات ما كسبتم}
- باب من أحب البسط في الرزق
- باب شراء النبي بالنسيئة
- باب كسب الرجل وعمله بيده
- باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع ومن طلب حقًا
- باب من أنظر موسرًا
- باب من أنظر معسرًا
- باب: إذا بين البيعان ولم يكتما ونصحا
- باب بيع الخلط من التمر
- باب ما قيل في اللحام والجزار
- باب ما يمحق الكذب والكتمان في البيع
- باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا}
- باب آكل الربا وشاهده وكاتبه
- باب موكل الربا
- باب: {يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم}
- باب ما يكره من الحلف في البيع
- باب ما قيل في الصواغ
- باب ذكر القين والحداد
- باب ذكر الخياط
- باب ذكر النساج
- باب النجار
- باب شراء الإمام الحوائج بنفسه
- باب شراء الدواب والحمير
- باب الأسواق التي كانت في الجاهلية فتبايع بها الناس في الإسلام
- باب شراء الإبل الهيم أو الأجرب
- باب بيع السلاح في الفتنة وغيرها
- باب: في العطار وبيع المسك
- باب ذكر الحجام
- باب التجارة فيما يكره لبسه للرجال والنساء
- باب: صاحب السلعة أحق بالسوم
- باب: كم يجوز الخيار؟
- باب: إذا لم يوقت في الخيار هل يجوز البيع؟
- باب: البيعان بالخيار ما لم يتفرقا
- باب: إذا خير أحدهما صاحبه بعد البيع فقد وجب البيع
- باب: إذا كان البائع بالخيار هل يجوز البيع؟
- باب: إذا اشترى شيئًا فوهب من ساعته قبل أن يتفرقا ولم ينكر
- باب ما يكره من الخداع في البيع
- باب ما ذكر في الأسواق
- باب كراهية السخب في السوق
- باب الكيل على البائع والمعطي
- باب ما يستحب من الكيل
- باب بركة صاع النبي ومدهم
- باب ما يذكر في بيع الطعام والحكرة
- باب بيع الطعام قبل أن يقبض وبيع ما ليس عندك
- باب من رأى إذا اشترى طعامًا جزافًا ألا يبيعه حتى يؤويه
- باب: إذا اشترى متاعًا أو دابة فوضعه عند البائع أو مات قبل
- باب: لا يبيع على بيع أخيه ولا يسوم على سوم أخيه حتى يأذن له
- باب بيع المزايدة
- باب النجش
- باب بيع الغرر وحبل الحبلة
- باب بيع الملامسة
- باب بيع المنابذة
- باب النهي للبائع أن لا يحفل الإبل والبقر والغنم وكل محفلة
- باب: إن شاء رد المصراة وفى حلبتها صاع من تمر
- باب بيع العبد الزاني
- باب البيع والشراء مع النساء
- باب: هل يبيع حاضر لباد بغير أجر؟وهل يعينه أو ينصحه؟
- باب من كره أن يبيع حاضر لباد بأجر
- باب: لا يبيع حاضر لباد بالسمسرة
- باب النهي عن تلقي الركبان
- باب منتهى التلقي
- باب: إذا اشترط شروطًا في البيع لا تحل
- باب بيع التمر بالتمر
- باب بيع الزبيب بالزبيب والطعام بالطعام
- باب بيع الشعير بالشعير
- باب بيع الذهب بالذهب
- باب بيع الفضة بالفضة
- باب بيع الدينار بالدينار
- باب بيع الورق بالذهب نسيئة
- باب بيع الذهب بالورق يدًا بيد
- باب بيع المزابنة
- باب بيع الثمر على رؤوس النخل بالذهب والفضة
- باب تفسير العرايا
- باب بيع الثمار قبل أن يبدو صلاحها
- باب بيع النخل قبل أن يبدو صلاحها
- باب: إذا باع الثمار قبل أن يبدو صلاحها ثم أصابته عاهة
- باب شراء الطعام إلى أجل
- باب: إذا أراد بيع تمر بتمر خير منه
- باب من باع نخلًا قد أبرت أو أرضًا مزروعةً أو بإجارة
- باب بيع الزرع بالطعام كيلًا
- باب بيع النخل بأصله
- باب بيع المخاضرة
- باب بيع الجمار وأكله
- باب من أجرى أمر الأمصار على ما يتعارفون بينهم في البيوع
- باب بيع الشريك من شريكه
- باب بيع الأرض والدور والعروض مشاعًا غير مقسوم
- باب إذا اشترى شيئًا لغيره بغير إذنه فرضي
- باب الشراء والبيع مع المشركين وأهل الحرب
- باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه
- باب جلود الميتة قبل أن تدبغ
- باب قتل الخنزير
- باب: لا يذاب شحم الميتة ولا يباع ودكه
- باب بيع التصاوير التي ليس فيها روح وما يكره من ذلك
- باب تحريم التجارة في الخمر
- باب إثم من باع حرًا
- باب أمر النبي اليهود ببيع أرضيهم
- باب بيع العبيد والحيوان بالحيوان نسيئةً
- باب بيع الرقيق
- باب بيع المدبر
- باب: هل يسافر بالجارية قبل أن يستبرئها؟
- باب بيع الميتة والأصنام
- باب ثمن الكلب
- كتاب السلم
- كتاب الشفعة
- كتاب الإجارة
- الحوالات
- باب الكفالة في القرض والديون
- كتاب الوكالة
- ما جاء في الحرث
- كتاب المساقاة
- كتاب الاستقراض
- في الخصومات
- كتاب في اللقطة
- كتاب في المظالم
- باب الشركة
- كتاب في الرهن
- في العتق وفضله
- في المكاتب
- كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
- كتاب الشهادات
- كتاب الصلح
- كتاب الشروط
- كتاب الوصايا
- كتاب الجهاد والسير
- باب فرض الخمس
- باب الجزية والموادعة
- كتاب بدء الخلق
- كتاب أحاديث الأنبياء
- كتاب المناقب
- باب فضائل أصحاب النبي
- باب مناقب الأنصار
- كتاب المغازي
- كتاب التفسير
- كتاب فضائل القرآن
- كتاب النكاح
- كتاب الطلاق
- كتاب النفقات
- كتاب الأطعمة
- كتاب العقيقة
- كتاب الذبائح والصيد
- كتاب الأضاحي
- كتاب الأشربة
- كتاب المرضى و الطب
- كتاب الطب
- كتاب اللباس
- كتاب الأدب
- كتاب الاستئذان
- كتاب الدعوات
- كتاب الرقاق
- كتاب القدر
- كتاب الأيمان
- باب كفارات الأيمان
- كتاب الفرائض
- كتاب الحدود
- كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
- كتاب الديات
- كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
- كتاب الإكراه
- كتاب الحيل
- باب التعبير
- كتاب الفتن
- كتاب الأحكام
- كتاب التمني
- باب ما جاء في إِجازة خبر الواحد الصدوق
- كتاب الاعتصام
- كتاب التوحيد
░51▒ (بابُ) مؤنةِ (الكَيْلِ) فيما يُكال، ومؤنة‼ الوزن فيما يُوزن (عَلَى البَائِعِ وَ) كذا تكون على (المُعْطِي) بكسر الطَّاء، بائعًا كان أو موفيًا للدَّين أو غير ذلك، وهذا قول أبي حنيفة ومالكٍ والشَّافعيِّ (لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى) بلام التَّعليل للتَّرجمة، ولأبي ذرٍّ: ”وقولِ الله تعالى“ بالجرِّ / عطفًا على «الكيل» أي: بابٌ في بيان الكيل، وفي(1) بيان معنى قوله تعالى: ({وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ}[المطففين:3]) وفي حديث ابن عبَّاسٍ عند النَّسائيِّ وابن ماجه: لمَّا قَدِمَ نبيُّ الله صلعم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلًا، فأنزل الله تعالى: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ}[المطففين:1] فحسنوا بعد ذلك (يَعْنِي: كَالُوا لَهُمْ أوْ وَزَنُوا لَهُمْ، كَقَوْلِهِ: {يَسْمَعُونَكُمْ}[الشعراء:72]: يَسْمَعُونَ لَكُمْ) فحذف الجارَّ وأوصل الفعل، أو كالوا مكيلهم، فحُذِف المضاف وأُقيم المضاف إليه مُقامه(2).
قال في «الكشَّاف»: ولا يصحُّ أن يكون ضميرًا مرفوعًا «للمطفِّفين»؛ لأنَّ الكلام يخرج به إلى نظمٍ فاسدٍ، وذلك أنَّ المعنى: إذا أخذوا من النَّاس استوفوا، وإذا أعطوهم أخسروا، وإن جعلت الضَّمير «للمطفِّفين» انقلب إلى قولك: إذا أخذوا من النَّاس استوفوا، وإذا تولَّوا الكيل أو الوزن هم على الخصوص أخسروا، وهو كلامٌ متنافرٌ؛ لأنَّ الحديث واقعٌ في الفعل لا في المباشر. انتهى. وتعقَّبه أبو حيَّان فقال: لا تنافر فيه بوجهٍ، ولا فرق بين أن يُؤكَّد الضَّمير أو لا يُؤكَّد، والحديث واقعٌ في الفعل، غاية ما في هذا أنَّ متعلِّق الاستيفاء، وهو {عَلَى النَّاسِ} مذكورٌ وهو في {كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ} محذوفٌ للعلم به؛ لأنَّه معلومٌ أنَّهم لا يُخسرون الكيل والميزان إذا كان لأنفسهم، إنَّما يُخسرون ذلك لغيرهم، وسقط قوله «يعني: كالوا لهم...» إلى آخره في رواية ابن عساكر. (وَقَالَ النَّبِيُّ صلعم ) فيما وصله النَّسائيُّ وابن حبَّان في حديث: لمَّا اشترى من طارق بن عبد الله المحاربيِّ وأصحابه جملًا بصيعان من تمرٍ، وأرسل إليهم رجلًا بتمرٍ يأمرهم بالأكل من التَّمر، وقال: (اكْتَالُوا حَتَّى تَسْتَوْفُوا) ثمنَ جملكم.
ومطابقته للتَّرجمة من جهة أنَّ الاكتيال يُستعمَل لما يأخذه المرء لنفسه، كقوله: اكتسب إذا حصل الكسب. (وَيُذْكَرُ) بضمِّ أوَّله وفتح ثالثه مبنيًّا للمفعول (عَنْ عُثْمَانَ ☺ ) فيما وصله الدَّارقطنيُّ وأحمد وابن ماجه والبزَّار: (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم قَالَ: إِذَا(3)) وللكُشْمِيْهَنِيِّ: ”قال له: إذا“ (بِعْتَ فَكِلْ) بكسر الكاف (وَإِذَا) بالواو، وللحَمُّويي والمُستملي: ”فإذا“ (ابْتَعْتَ) اشتريت (فَاكْتَلْ) يعني(4): إذا بعت فكن كائلًا، وإذا اشتريت فكن مكيلًا عليك، أي: الكيل على البائع‼ لا المشتري، قال ابن بطَّالٍ: فيه أنَّه يكيل له غيره إذا اشترى، ويكيل لغيره إذا باع.
[1] «في»: ليس في (د).
[2] قوله: «يَعْنِي: كَالُوا لَهُمْ أوْ وَزَنُوا... المضاف إليه مقامه»، جاء في (د) بعد قوله: «{ يُخْسِرُونَ }» السَّابق، ووقع في (ص) اضطرابٌ.
[3] «إذا»: ليس في (د).
[4] في (ب) و(س): «أي».
اسم الكتاب : إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري
اسم المؤلف الكامل : القسطلاني أبو العباس أحمد بن محمد الشافعي
تاريخ الوفاة : 923
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1437
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : المقابله بإشراف الشيخ: توفيق تكله، والمراجعة والقراءة الأخيره بإشراف الدكتور محمد عيد منصور_ محمد طاهر شعبان
الأجزاء : 10
حول الكتاب :
أفضل شرح مزجي لنسخة اليونيني من صحيح البخاري، أنهى مؤلفه الإمام القسطلاني كتابته قبيل وفاته بسبع سنوات، قال في ختامه: وقد فرغت من تأليفه وكتابته في يوم السبت سابع عشري ربيع الثاني سنة ست عشرة وتسعمائة حامدًا مُصَلِّيًا مسلِّمًا ومحوقلًا ومحسبلًا».
ثم نظر فيه وقابله على كل ما يقف عليه من الأجزاء للنسخة اليونينة التي وقف عليها بعد الانتهاء من شرحه سنة 916هـ، وانتهى من مقابلتها في العشر الأخير من المحرَّم سنة سبع عشْرة وتسعمئةٍ.
قدَّم المصنف لكتابة بمقدمة أخذ غالب مادتها من مقدمة الإمام النووي لشرحه على صحيح مسلم.
ثم انخرط في الشرح فأكثر الاعتماد على كتاب «فتح الباري» للحافظ ابن حجر، وكتاب «عمدة القاري» للإمام العيني، ونظر في غيرهما بشكل أقل، لا سيما «بهجة النفوس» لابن أبي جمرة، و«الكواكب الدراري» للكرماني، و«اللامع الصبيح» للبرماوي، و«مصابيح الجامع» للدماميني وغيرها.
منهج الإمام القسطلاني في شرحه للكتاب:
وضع الإمام القسطلاني منهجًا واضحًا منضبطًا سار عليه في شرحه للصحيح، والناظر في كتاب «إرشاد الساري» يجد ذلك في كل حديث قام المؤلف بشرحه في الكتاب، وقد اعتمد الإمام على طريقة المزج في شرحه، لذلك لم تفته كلمة من الكتاب إلا وشرحها، وفيما يأتي بيان لمعالم هذا المنهج:
يشرح الإمام القسطلاني الحديث شرحًا مزجيًّا ، يبدأ بذكر الباب شارحًا لألفاظه، موضحًا مراد الإمام البخاري من هذه الترجمة، ويتكلم أحيانًا عن مناسبتها لما قبلها ولما بعدها من التراجم، ثم يبين مرة أخرى المناسبة بينها وبين الحديث أو الأحاديث التي يوردها الإمام البخاري تحتها.
ثم يبدأ بسياق سند الحديث متكلمًا عن كل رجل من رجاله، ضابطًا لاسمه ونسبه بالحروف على الغالب، ومعرِّفًا به وذاكرًا لفضله، ومبينًا وفاته، حتى يصل إلى الصحابي راوي الحديث، فيترجمه ترجمة موجزة لائقًا ويذكر أحيانًا عدد أحاديثه التي رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولا يُخلي ذلك من فوائد إسنادية، أو لطائف حديثية، ويكرر توضيح ذلك في كثير من الأسانيد.
وينقل كلام الحافظ ابن حجر في المعلقات في الغالب، وقد يعتمد على غيره، فيذكر من وصلها، ويبين سبب تعليق الإمام البخاري رحمه الله تعالى لها.
وينقل عن «هُدى الساري» كثيرًا من إجابات الحافظ عن أحاديث انتُقدت على الصحيح، أو كان فيها خلاف.
ثم يبدأ بشرح ألفاظ الحديث مزجًا دون وضعها في بداية شرح الحديث، فيذكر أولًا اختلاف روايات الصحيح لهذه اللفظ من الحديث مهما كانت يسيرة، ويبين من اجتمع عليها ومن خالفهم موجِّهًا لهذه الألفاظ ومبينًا لمعانيها، معتمدًا في ذلك على الروايات التي ملأت حواشي النسخة اليونينية التي اعتمد عليها في شرحه، وقد يذكر بعض اختلافٍ للروايات من خارج اليونينية.
ثم يذكر معاني ألفاظ الحديث اللغوية، ويذكر معناها بحسب السياق التي مرت فيه معتمدًا في ذلك الشروح السابقة، وهو وإن ذكر «مشارق الأنوار» للقاضي عياض، و«مطالع الأنوار» لابن قرقول، و«النهاية في غريب الحديث» لابن الأثير، وغيرها من الكتب، إلا أنه يسوق ما فيها مما أورده ابن حجر والعيني غالبًا، ويكرر ذلك في شرح بعض الأحاديث المكررة في الصحيح.
ثم يبين مدلولها الشرعي، وما استنبطه العلماء منها من أحكام شرعية على المذاهب الأربعة وغيرها أحيانًا، ولا يعمد إلى ترجيح قول على قول.
ويتوسَّع في فوائد الحديث التربوية والسلوكية، وينبِّه إلى إشاراته الروحية، ويمزج كلام التصوف وحكايات الصالحين في بعض شروح الأحاديث.
حول المؤلف :
اسمه ونسبه:
هو: أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن الصفيِّ محمد بن المجد حسين بن التاج علي القسطلاني الأصل، المصري، الشافعي، ويعرف بالقسطلاني، وأمه حليمة ابنة الشيخ أبي بكر بن أحمد بن حميدة النحاس.
والقسطلاني: نسبة لقسطيلية إقليم قديم في الشمال الإفريقي، تمتد رقعته حاليًا شمال شط الجريد في الجمهورية التونسية وصولًا إلى الأراضي الجزائرية ومن مدنه بسكرة.
ولادته ونشأته:
ولد يوم الثاني عشر من ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وثمانمئة، وترعرع في مصر وعن علمائها أخذ أكثر علومه.
رحلته:
بدأ تحصيله في مصر ثم رحل للشام والحجاز.
مذهبه:
أجمعت المصادر على أنه كان شافعي المذهب، وصرح هو في التحفة بذلك.
معتقده:
يظهر جليًّا أنه على مذهب أبي الحسن الأشعري، مع بعض التصوف.
حليته رحمه الله:
قال تلميذه الشيخ عبد الوهاب الشعراوي: «كان من أحسن الناس وجهًا، طويل القامة، حسن الشيب. يقرأ بالأربع عشرة رواية، وكان صوته بالقرآن يبكي القاسي إذا قرأ في المحراب تساقط الناس من الخشوع والبكاء».
أما حالته الصحية فيقول شيخه السخاوي: «كثير الأسقام.... كان الله له».
علومه:
تخرَّج رحمه الله بكبار علماء عصره في القراءات، والحديث الشريف، والفقه الشافعي، واللغة العربية، وطالع كتب معاصريه وسابقيه، حتى أصبح مشكاةً لمختلف العلوم الشرعية.
منزلة القسطلاني:
أوتي ⌂ مَلَكة الفهم والتفهيم، ورُزق السعادة في الإقراء والتأليف فأقرأ وألَّف في مختلف علوم الشريعة، وكان يعظ بالجامع العمري وغيره، ويجتمع عنده الجم الغفير، ولم يكن له نظير في الوعظ.
وقد حظي بمكانة علمية بين معاصريه، فأثنى عليه شيوخه قبلَ أقرانه، واعترف له بأصالة المعرفة ورسوخ القَدم في العلم الكبارُ من معاصريه كالحافظ السخاويِّ وغيرِه، وقد لَخَّص القَولَ في وصف حاله العلَّامةُ العَيدروس ⌂ فقال في خِتام ترجمته: (وبالجُملة فإنَّه كان إمامًا حافظًا متقنًا جليل القدر حسن التقرير والتحرير لطيف الإشارة بليغ العبارة حسن الجمع والتأليف لطيف الترتيب والترصيف، كان زينة أهل عصره ونقاوة ذوي دهره)
منزلة إرشاد الساري بين شروح الصحيح:
لاقى (إرشاد الساري) رواجًا وقَبولًا منقطع النظير لدى معاصريه فهلُمَّ جَرًّا، قال عنه العَيدَروس ⌂: (أُعطي السعدَ في قَلَمِه وكَلِمِه، وصَنَّف التصانيفَ المقبولةَ التي سارَت بها الرُّكبانُ في حياته، ومِن أَجَلِّها شَرحُه على صحيح البخاري مَزْجًا في عشرة أسفارٍ كِبَارٍ، لَعَلَّه أَحْسَنُ شُروحه وأجمَعُها وأَلْخَصُها)، وقال العلَّامة عبد الحي الكتاني: (وكان بعض شيوخنا يفضِّله على جميع الشروح من حيث الجمع وسهولة الأخذ والتكرار والإفادة، وبالجملة فهو للمُدَرِّس أحسن وأقرب من «فتح الباري» فمَن دُونَه).
مؤلفاته:
العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية. ط.
فتح الداني في شرح حرز الأماني، منه نسخة في الجامع الكبير بصنعاء تحت رقم: 1549.
الفتح المواهبي في ترجمة الإمام الشاطبي، ط.
مشارق الأنوار المضية في شرح الكواكب الدرية (شرح البردة)، مخطوطة منها نسخة في مكتبة برلين بألمانيا تحت رقم (7792).
الروض الزاهر في مناقب الشيخ عبد القادر، ذكر منه نسخة في المكتبة المركزية بجدة تحت الرقم (234مجاميع) هو الرسالة السادسة منها.
تحفة السامع والقاري بختم صحيح البخاري.
المواهب اللدنية في المنح المحمدية. ط.
إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري. وهو كتابنا هذا.
مدارك المرام في مسالك الصيام، ط.
مراصد الصلات في مقاصد الصلاة، ط.
لوامع الأنوار في الأدعية والأذكار، منه نسخة في مكتبة المسجد النبوي.
لطائف الإشارات في علم القراءات، وهو من أوسع كتب القراءات طبع المجلد الأول منه في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمصر، وأخذ كرسائل علمية في الأزهر، وهو يحقق الآن في مجمع الملك فهد وسيصدر في حوالي عشر مجلدات.
مسالك الحنفا إلى مشارع الصلاة على النبي المصطفى، ط.
منهاج الابتهاج شرح مسلم بن الحجاج في ثمانية أجزاء، وصل فيه إلى أثناء كتاب الحج.
وله من الكتب الأخرى:
الأسعد في تلخيص الإرشاد من فروع الشافعية لشرف الدين المقري، لا يعلم عنه شيء.
اختصار «الضوء اللامع» لشيخه السخاوي.
اختصار «إرشاد الساري» لم يكمله.
رسائل في العمل بالربع.
الكنز في وقف حمزة وهشام على الهمز.
شرح على الشاطبية وصل فيه إلى الإدغام الصغير. قال السخاوي: زاد فيه زيادات ابن الجزري من طرق نشره مع فوائد غريبة لا توجد في شرح غيره.
شرح على الطيبة كتب منه قطعة مزجًا.
نفائس الأنفاس في الصحبة واللباس.
نزهة الأبرار في مناقب الشيخ أبي العباس الحرار.
وفاته:
توفي ⌂ ليلة الجمعة ثامن المحرم سنة 923 ه-الموافق 1517م، وصلِّي عليه بالأزهر عقب صلاة الجمعة، ودفن بقبة قاضي القضاة بدر الدين العيني من مدرسته بقرب جامع الأزهر.
عملنا :
قابلنا الكتاب على ثلاثة أصول خطية مع المقارنة بطبعة بولاق الأولى وطبعة بولاق السادسة، وسجلنا الفروق، وخرَّجنا مواضع العزو.
وصف الأصول الخطية المعتمدة:
1 -النسخة الأولى:
نسخة العلامة المحدث إسماعيل بن محمد العجلوني (ت: 1162) محدث الشام في عصره، قرأها وقابلها على نسخ عديدة تحت قبة الجامع الأموي سنة 1135هـ، وقُرئت على الشيخ محمد سليم العطار أيضًا سنة 1290هـ، وهي نسخة متينة مصححة عليها هوامش وحواشي موضحة، كتبت 1094-1097، وتقع في مجلدات سبع، مصدرها دار الكتب الظاهرية، وهي النسخة المرموز لها بالرمز (د).
2-النسخة الثانية نسخة منقولة من نسخة الحافظ أبي العز العجمي محدث مصر في عصره المشهورة بمقابلتها على أصول عديدة منها نسخة المؤلف، وعليها هوامش شارحة أيضًا، تاريخ نسخها يعود للقرن الحادي عشر، وتقع في مجلدات ست، مصدرها مكتبة حاجي سليم آغا بتركيا، وهي المرموز لها بالرمز (ص).
3-نسخة من دار الكتب الظاهرية تقع في مجلدات ثمان، وهي نسخة ملفقة كتب نصفها الأول ما بين عامي 964-965 إلى أثناء الجهاد، وتمم بخط علامة بعلبك يحيى بن عبد الرحمن التاجي سنة 1140هـ، والنسخة مصححة عليها هوامش شارحة، وهذه النسخة هي المرموز لها بالرمز (م). بالإضافة إلى قطع متفرقة من نسخ نفيسة، وطبعتي البولاقية الأولى المرموز لها بالرمز (ب)، والسادسة المرموز لها بالرمز (س).
قام بمقابلة هذا الكتاب فريقان بإشراف الشيخ محمد طاهر شعبان ، والشيخ توفيق تكله، وتمت قراءته ومراجعته من قبل فريق بإشراف الدكتور محمد عيد منصور ومشاركته، وشارك فيه الدكتور عدنان خضر والشيخ محمود الدالاتي وغيرهم.