إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

باب {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا}

          ░2▒ هذا (بَابٌ) بالتَّنوين في قوله: ({ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ}) الكافُ تتعلَّق(1) بـ {نُّعِيدُهُ} و«ما» مصدريَّة، و{بَدَأْنَا} صلتُها، و{أَوَّلَ خَلْقٍ} مفعولُ {بَدَأْنَا} قاله أبو البقاء، أي: نعيد أولَ خَلْق إعادةً مثلَ بداءتنا(2) له، أي: كما أبرزناه مِنَ العدم إلى الوجود نعيدُه مِنَ العدم إلى الوجود، وقد اختُلف في كيفيَّة الإعادة؛ فقيل: إنَّ الله يفرِّقُ أجزاء الأجسام ولا يَعْدِمها ثم يُعيدُ تركيبَها، أو يَعْدِمُها بالكلية ثم يُوجدُها بعينها، والآية تدُلُّ على ذلك؛ لأنَّه شبَّه الإعادة بالابتداء، وهو عن الوجود بعد العدم ({وَعْدًا عَلَيْنَا}[الأنبياء:104]) الإعادةُ، وقيل: المراد: حقًّا علينا؛ بسبب الإخبار عن ذلك، وتعلَّق العِلم بوقوعه، فإنَّ(3) وقوع ما عَلِمَ الله وقوعَه واجبٌ، وسقط «باب» لغير أبي ذرٍّ، وكذا «{وَعْدًا عَلَيْنَا(4).


[1] في (م): «متعلق».
[2] في (د): «بدئْنا».
[3] في (د): «وإنَّ».
[4] «وكذا { وَعْدًا عَلَيْنَا}»: ليس في (د) و(م).