إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث ابن عباس: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر

          4970- وبه قال: (حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ) التَّبوذكيُّ قال: (حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ) الوضَّاح اليشكُريُّ (عَنْ أَبِي بِشْرٍ) جعفرِ بن أبي وحشيَّة (عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ) ☻ أنَّه (قَالَ: كَانَ عُمَرُ) ☺ (يُدْخِلُنِي) عليه في مجلسهِ (مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ) الَّذين شهدوا وقعتها من المهاجرين والأنصار (فَكَأَنَّ بَعْضَهُمْ) بالهمزة وتشديد النون، وهو عبدُ الرَّحمن بن عوفٍ أحدُ العشرة، كما صرَّح به في «علامات النُّبوَّة» [خ¦3627] (وَجَدَ) غضب (فِي نَفْسِهِ فَقَالَ) لعمر: (لِمَ تُدْخِلُ هَذَا مَعَنَا) أي: وعادتك أن تُدخلَ النَّاس عليكَ(1) على قدر منازلهم في السَّابقة (وَلَنَا أَبْنَاءٌ مِثْلُهُ؟) في السِّنِّ فلم تدخلْهُم (فَقَالَ(2) عُمَرُ: إِنَّهُ) أي: ابن عبَّاس (مِنْ حَيْثُ عَلِمْتُمْ) من جهةِ قرابتهِ من رسولِ الله صلعم ، أو من جهةِ ذكائهِ وزيادة معرفتهِ‼، وعند عبدِ الرَّزَّاق: إنَّ لهُ لسانًا سؤولًا وقلبًا عقولًا، ولأبي ذرٍّ عن الحَمُّويي والمُستملي: ”إنَّه مَن قد علمْتُم“ (فَدَعَا) بحذف ضمير المفعول، أي: دعَا عمر ابن عبَّاس، ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: ”فدعَاهُ“ (ذَاتَ يَوْمٍ فَأَدْخَلَهُ مَعَهُمْ) أي: مع الأشياخِ، وفي «غزوةِ الفتحِ»: فدعاهُم ذاتَ يومٍ ودعانِي معهُم [خ¦4294] (فَمَا رُئِيتُ) بضم الراء وكسر(3) الهمزة، أي: ما ظننتُ(4) / (أنَّه دَعَانِي يَوْمَئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ) منِّي مثلَ ما رأى هو منِّي من العلمِ. وعندَ ابنِ سعدٍ: فقال: أما(5) إنِّي سأريكُم اليومَ ما تعرفونَ بهِ فضيلتَهُ، ثمَّ(6) (قَالَ) لهم: (مَا تَقُولُونَ في قَوْلِ اللهِ تَعَالَى) ولأبي ذرٍّ: ”╡“ بدل قولهِ: «تعالى»: ({ إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ}[النصر:1] فَقَالَ بَعْضُهُمْ: أُمِرْنَا نَحْمَدُ) ولأبي ذرٍّ: ”أنْ نحمد“ (اللهَ وَنَسْتَغْفِرُهُ إِذَا(7) نُصِرْنَا) بضم النون على عدوِّنا (وَفُتِحَ عَلَيْنَا) وفي الباب السَّابق قالوا: فتح المدائن والقُصور [خ¦4969] (وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَقَالَ) عمر (لِي: أَكَذَاكَ(8) تَقُولُ يَا بْنَ عَبَّاسٍ؟ فَقُلْتُ: لَا، قَالَ: فَمَا تَقُولُ؟ قُلْتُ: هُوَ أَجَلُ رَسُولِ اللهِ صلعم أَعْلَمَهُ لَهُ) ولأبي ذرٍّ: ”علَّمه“ بتشديد اللام وإسقاط الهمزة (قَالَ: { إِذَا جَاء نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ}[النصر:1] وَذَلِكَ عَلَامَةُ أَجَلِكَ) وعندَ ابنِ سعدٍ: فهو آيتُكَ في الموتِ ({فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}[النصر:3]) لأنَّ الأمرَ بالاستغفارِ يدلُّ على دنوِّ الأجلِ، وكان صلعم بعد نزولهَا يكثُر من قولِ: «سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه». (فَقَالَ عُمَرُ) لابنِ عبَّاس ♥ : (مَا أَعْلَمُ مِنْهَا إِلَّا مَا تَقُولُ) زادَ أحمدُ: فقال عمر: فكيفَ تلومونَني على حبِّ ما ترون؟


[1] قوله: «عليك»: ليست في (د).
[2] في (ص): «قال».
[3] في (م): «سكون».
[4] زاد في (ل) و(ج): «ولأبي ذرٍّ: ”فما رِبْت“ بكسر الراء وسكون الموحدة»، وفي (ص) و(س): «ولغير أبي ذرٍّ: ”فما رِبْت“ بكسر الراء وسكون الموحدة »، وهذه الفرق ليس في (م) و(د)، وهو الموافق لما في اليونينية إذ ثبت في متنها الوجهان معًا: «رُئِيتُ» و«رِبْت»، دون ذكر لأبي ذر، وكذا لم يذكر هذا الفرق في «فتح الباري».
[5] في (م): «لهما».
[6] «ثم»: ليست في (د).
[7] في (ص) زيادة: «جاء».
[8] في (م) و(د): «أكذلك».