الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لو قد جاء مال البحرين قد أعطيتك

          1532- التَّاسع: عن محمَّد بن علي عن جابرٍ قال: قال النَّبيُّ صلعم: «لو قَد جاء مالُ البحرينِ قد أعطيتُك هكذا وهكذا وهكذا. فلم يجئْ مالُ البحرين حتَّى قُبِضَ النَّبيُّ صلعم». فلمَّا جاء مالُ البحرين أمر أبو بكرٍ فنادى: مَن كان له عند رسول الله صلعم عِدَةٌ أو دَينٌ فَليَأتِنا، فأتيتُه فقلت: «إنَّ النَّبيَّ صلعم قال لي كذا وكذا»، فحثا(1) لي حَثْيةً، فعددتُها فإذا هي خمسُ مئةٍ، فقال: خُذ مثلَيها. [خ¦2296]
          وأخرجاه من حديث محمَّد بن المنكدِر عن جابر بنحوه. /
          زاد ابن المنكدِر في رواية عليٍّ عن سفيانَ: أنَّ جابراً قال مرَّةً: فأتيت أبا بكرٍ فسألته فلم يُعطِنِي، ثمَّ أتيته فلم يعطني، ثمَّ أتيته الثَّالثة فقلت: سألتُك فلم تعطني، ثمَّ سألتك فلم تعطني، ثم سألتك فلم تعطني(2)، فإمَّا أن تعطيَني وإمَّا أن تَبخَلَ عنِّي! قال: قلتَ: تَبخَلُ عنِّي؟ ما منعتُك من مرَّةٍ إلَّا وأنا أريدُ أن أعطيَك، وقال _يعني ابنَ المنكدِر_ : وأيُّ داءٍ أدوى من البُخل(3) ؟!. [خ¦2598]


[1] الحَثْية: ما أُخذ بالكف المبسوطة.
[2] ذُكرت هذه العبارة في (ابن الصلاح) و(غ) مرتين فقط، وما أثبتناه من (ق) موافق لنسخنا من روايات البخاري ومسلم.
[3] قوله: (وأيُّ داء أدوى من البخل) أي: أقبح، كذا يرويه المحدثون غيرَ مهموز، والصواب: (أدوأ) بالهمز؛ وبالوجهين بالهمز والتسهيل قيدناه على أبي الحسين رحمه اللهُ.«مشارق» 1/264.