الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: من لكعب بن الأشرف؟ فإنه قد آذى

          1573- الخمسون: عن عمرو عن جابرٍ قال: قال رسول الله صلعم: «مَن لِكعبِ بن الأشرف؟ فإنَّه قد آذى الله ورسوله.
          قال محمَّد بن مسلمة: أتحبُّ أن أقتلَه؟ قال: نعم، قال: ائذن لي فَلْأَقُلْ، قال: قُلْ. فأتاه فقال له وذكر ما بينهم، وقال: إنَّ هذا الرَّجلَ قد أراد الصَّدقة، وقد عَنَّانا! فلمَّا سمعه قال: وأيضاً والله لَتَمَلُّنَّه! قال: إنَّا قد اتَّبعناه الآنَ ونكره أن ندعَه حتَّى ننظر إلى أيِّ شيءٍ يصير أمرُه، قال: وقد أردتُ أن تُسلِفني سَلَفاً، قال: فما ترهَنُنِّي؟ ترهَنُنِّي نساءكم؟ قال: أنتَ أجملُ العرب، أنرهَنُك نساءنا؟!(1) قال له: ترهَنُوني أولادَكم.
          قال: يُسَبُّ ابنُ أحدِنا، فيقالُ: رُهِنَ في وَسْقين(2) من تَمرٍ! ولكن نرهنُك اللَّأْمَةَ _يعني السِّلاحَ_ قال: فنعم.
          وواعدَه أن يأتيَه بالحارث وأبي عبس بن جبْر وعبَّاد بن / بشر، قال: فجاؤوا فدَعَوه ليلاً، فنزل إليهم. قال سفيان: قال غيرُ عمرو: وقالت له امرأتُه: إنِّي لَأسمع صوتاً كأنَّه صوتُ دَمٍ! قال: إنَّما هذا محمَّدٌ ورضيعُه أبو نائلةَ، إنَّ الكريم لو دُعي إلى طعنةٍ ليلاً لأجاب!.
          قال محمَّد: إنِّي إذا جاء فسوف أَمُدُّ يديَ إلى رأسه، فإذا استمكنْتُ منه فدونَكم، قال: فلمَّا نزل وهو متوشِّحٌ، فقالوا: نَجِدُ منك ريح الطِّيب! قال: نعم؛ تحتي فلانةٌ، أعطرُ نساء العرب.
          قال: فتأذَنُ لي أن أَشَمَّ منه؟ قال: نعم؛ فَشُمَّ، فتناول فَشَمَّ ثمَّ قال: أتأذَن لي أن أعود؟ قال: فاستَمْكَنَ منه ثمَّ قال: دونَكم! فقتلوه». [خ¦3031]
          وفي حديث علي بن عبد الله عن سفيانَ نحوُه، وفيه: «إنَّما هو محمَّد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة». وقال في آخره: «فقتلوه، ثمَّ أتَوا النَّبيَّ صلعم فأخبروه، قال: وقد جاء محمَّد بن مسلمة معه برجلين». قيل لسفيان: سَمَّاهم عمرو؟ قال: سَمَّى بعضهم، قال عمرو: جاء معهم برجلين، وقال غير عمرو: أبو عيسى بن جبْر والحارث بن أوس وعبَّاد بن بِشر. [خ¦2510]


[1] في هامش (ق): (بلغت المقابلة).
[2] الوسق من المكاييل ستون صاعاً.