الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لقد شقيت إن لم أعدل

          1583- السِّتُّون: من ترجمتين أيضاً، أخرجه البخاريُّ عن عمرو بن دينار عن جابرٍ قال: «بينما رسول الله صلعم يَقسِم غنيمةً بالجِعرَانة إذ قال له رجلٌ: اعدِلْ! فقال: لقد شَقِيتَُ إن لم أعدِل». [خ¦3138]
          وأخرجه مسلم من حديث يحيى بنِ سعيد الأنصاريِّ عن أبي الزُّبير عن جابر قال: «أتى رجلٌ بالجِعرَانة مُنصَرفَه من حُنينٍ وفي ثوب بلال فِضَّةٌ ورسول الله صلعم يقبضُ منها ويعطي النَّاسَ، فقال: يا محمَّدُ؛ اعدِل! فقال: ويلكَ(1) ! ومَن يعدِلُ إذا لم أعدِل؟! لقد خبتُ وخسرتُ إن لم أكن أعدِلُ.
          فقال عمر / بن الخطَّاب: دَعني يا رسول الله فأقتلَ هذا المنافقَ، فقال: مَعاذَ الله أن يتحدَّث النَّاس أنِّي أقتل أصحابي! إنَّ هذا وأصحابَه يقرؤون القرآنَ لا يَجوز حناجِرَهم(2)، يَمرقون(3) منه كما يَمرُقُ السَّهمُ من الرَّمِيَّة(4)».
          ومن حديث قرَّةَ بن خالد عن أبي الزُّبير عن جابرٍ: «أنَّه ◙ كان يقسم مغانِمَ...» بنحوه.
          وليس ليحيى بن سعيد عن أبي الزُّبير عن جابر في الصَّحيح غيرُ هذا.
          وفي حديث مسلم زيادةٌ على معنى المتَّفَق عليه قد انفردَ بها.


[1] في (ق): (ويحك)، وفي هامشها نسخة: (ويلك)، وما أثبتناه موافق لنسختنا من رواية مسلم.
[2] الحَنجرة: أعلى غضروف الحلق وجمعه حناجر.
[3] يمرُقُون من الدين: يخرجون منه.
[4] الرَّمِيَّة: الهدف أو الصيد الذي يقصد بالرمي.