الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أما إنه لم يمنعني أن أرد عليك

          1536- الثَّالث عشر: عن عطاء بن أبي رباح عن جابرٍ قال: «كنَّا مع النَّبيِّ صلعم فبعثني في حاجةٍ، فرجعتُ وهو يصلِّي على راحلته ووجهُه على غير القبلة، فسلَّمتُ عليه فلم يردَّ عليَّ، فلمَّا انصرف قال: أمَا إنَّه لم يمنعْني أن أردَّ عليك إلَّا أنِّي كنت أصلِّي». [خ¦1217]
          وأخرج البخاريُّ من حديث محمَّد بن عبد الرَّحمنِ بنِ ثوبانَ عن جابرٍ: «أنَّ النَّبيَّ صلعم كان يصلِّي التَّطوُّعَ وهو راكبٌ في غير القبلة». [خ¦400]
          وفي رواية هشام عن يحيى بن أبي كثير عن محمَّد بن عبد الرحمن: «كان يُصلِّي على راحلَتِه نحو المشرقِ، فإذا أرادَ أن يصلِّيَ المكتوبةَ نزل فاستقبلَ القبلة». [خ¦1099]
          وليس لمحمَّد بن عبد الرَّحمن في الصَّحيح عن جابرٍ غيرُ هذا الحديث.
          وأخرج البخاريُّ من حديث عثمانَ بن عبد الله بن سُراقةَ العدويِّ عن جابرٍ قال: «رأيت النَّبيَّ صلعم في غزوةِ أنمارٍ يصلِّي على راحلته متوجِّهاً قِبَلَ / المشرق متطوِّعاً(1)». [خ¦4140]
          وليس لعثمانَ بن عبد الله بن سُراقة في «صحيح البخاريِّ» عن جابر غيرُ هذا الحديث.
          وأخرجه مسلم من حديث اللَّيث عن أبي الزُّبير عن جابرٍ أنَّه قال: «إنَّ رسولَ الله صلعم بعثني لحاجةٍ، ثمَّ أدركتُه وهو يصلِّي _وفي رواية ابن رُمْح: وهو يسيرُ_ فسلَّمت عليه فأشار إليَّ، فلمَّا فرغ دعاني فقال: إنَّك سلَّمت آنفاً وأنا أصلِّي. وهو موجِّهٌ حينئذٍ قِبَلَ المشرق».
          ومن حديث زهير بن معاوية عن أبي الزُّبير عنه قال: «أرسلَني رسولُ الله صلعم وهو منطلقٌ إلى بني المُصْطَلِق، فأتيتُه وهو يصلِّي على بعيره فكلَّمتُه، فقال لي بيده هكذا _وأومأ(2) زهيرٌ بيده_ ثمَّ كلَّمتُه فقال لي هكذا _وأومأَ زهيرٌ بيده نحوَ الأرض_ وأنا أسمعه يقرأ يومِئ برأسه، فلمَّا فرغَ قال: ما فعلتَ في الَّذي أرسلتُك له؟ فإنَّه لم يمنعْني أن أكلِّمَك إلَّا أنِّي كنت أصلِّي».


[1] في (ق): (تطوعاً)، وما أثبتناه من باقي الأصول وهامش (ق) موافق لنسختنا من رواية البخاري.
[2] أَوْمَأْتُ إليه ووَمَأْتُ أُومِيءُ إيماءً ووَمْئَاً: أشرتُ، ويكون باليد وبالعين وغيرهما، وأنشدوا: وما كان إلا وَمْؤُهَا بالحواجب.