إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: إنكم سترون من بعدي أثرة شديدة

          287- حَدِيثُهُ: أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ قَالُوا لِرَسُولِ اللهِ صلعم حِينَ أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ مَا أَفَاءَ، فَطَفِقَ يُعْطِي رِجَالًا مِنْ قُرَيشٍ المِئَةَ مِنَ الإِبِلِ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ صلعم، يُعْطِي قُرَيشًا وَيَدَعُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، قَالَ أَنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللهِ صلعم بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى الأَنْصَارِ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، وَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ أَحَدًا غَيرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلعم فَقَالَ: «مَا كَانَ(1) حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ؟» قَالَ لَهُ فُقَهَاؤُهُمْ: أَمَّا ذَوُو آرَائِنَا(2) يَا رَسُولَ اللهِ؛ فَلَمْ يَقُولُوا شَيئًا، وَأَمَّا أُنَاسٌ(3) مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللهُ لِرَسُولِ اللهِ، يُعْطِي قُرَيشًا وَيَتْرُكُ الأَنْصَارَ وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللِه صلعم: «إِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثِي عَهْدٍ(4) بِكُفْرٍ، أَمَا تَرْضَونَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالأَمْوَالِ، وَتَرْجِعُونَ إِلَى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللهِ؟ فَوَاللهِ؛ مَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ رَضِينَا، فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّكُمْ سَتَرَونَ مِنْ بَعْدِي أثَرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوا اللهَ وَرَسُولَهُ عَلَى الحَوضِ» قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ نَصْبِرْ. [خ¦3147]


[1] زيد في (ب): (مِن).
[2] في (ب): (رَأْيِنا).
[3] في (ب): (ناسٌ).
[4] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر وابن عساكر، ورواية «اليونينية»: (حديثٌ عهدهم).