إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: ائذن له، وبشره بالجنة على بلوى تصيبك

          318- حَدِيثُهُ: أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ: أَنَّهُ تَوَضَّأ فِي بَيتِهِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقُلْتُ: لَأَلْزَمَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم، وَلَأَكُونَنَّ مَعَهُ يَومِي هَذَا، قَالَ: فَجَاءَ المَسْجِدَ، فَسَأَلَ عَنِ النَّبِيِّ ◙(1)، فَقَالَ(2): خَرَجَ وَجهُهُ(3) هَهُنَا، فَخَرَجْتُ عَلَى إِثْرِهِ أَسَأَلُ عَنْهُ، حَتَّى دَخَلَ بِئْرَ أَرِيسَ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ البَابِ، وَبَابُهَا مِنْ جَرِيدٍ، حَتَّى قَضَى رَسُولُ اللهِ صلعم حَاجَتَهُ فَتَوَضَّأَ، فَقُمْتُ إِلَيهِ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى بِئْرِ أَرِيسَ، وَتَوَسَّطَ قُفَّهَا، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيهِ، وَدَلَّاهُمَا فِي البِئْرِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، فَجَلَسْتُ عِنْدَ البَابِ، فَقُلْتُ: لَأَكُونَنَّ بَوَّابَ رَسُولِ اللهِ صلعم اليَومَ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَدَفَعَ البَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: أَبُو بَكْرٍ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ هَذَا أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ، فَقَالَ: «ائْذَنْ لَهُ وَبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ» فَأَقْبَلْتُ حَتَّى قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: ادْخُلْ وَرَسُولُ اللهِ صلعم يُبَشِّرُكَ بِالجَنَّةِ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ فِي القُفِّ، وَدَلَّى رِجْلَيهِ فِي البِئْرِ؛ كَمَا صَنَعَ النَّبِيُّ ◙(4)، وَكَشَفَ عَنْ سَاقَيهِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ، وَقَدْ تَرَكْتُ أَخِي يَتَوَضَّأُ وَيَلْحَقُنِي، فَقُلْتُ: إِنْ يُرِدِ اللهُ بِفُلَانٍ _يُرِيدُ: أَخَاهُ_ خَيرًا(5)؛ يَأْتِ بِهِ، فَإِذَا إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ البَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، ثُمَّ جِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلعم، فَسَلَّمْتُ عَلَيهِ، فَقُلْتُ: هَذَا عُمَرُ يَسْتَأْذِنُ، قَالَ(6): «ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ» فَجِئْتُ وَقَلْتُ(7): ادْخُلْ، وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللهِ ◙(8) بِالجَنَّةِ، فَجَلَسَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم فِي القُفِّ عَنْ يَسَارِهِ، وَدَلَّى رِجْلَيهِ فِي البِئْرِ، ثُمَّ رَجَعْتُ فَجَلَسْتُ، فَقُلْتُ / : إِنْ يُرِدِ اللهُ بِفُلَانٍ خَيرًا؛ يَأْتِ بِهِ، فَجَاءَ إِنْسَانٌ يُحَرِّكُ البَابَ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، فَقُلْتُ: عَلَى رِسْلِكَ، وَجِئْتُ(9) إِلَى النَّبِيِّ(10) صلعم فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «ائْذَنْ لَهُ، وَبَشِّرْهُ بِالجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُكَ»، فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: ادْخُلْ، وَبَشَّرَكَ رَسُولُ اللهِ صلعم بِالجَنَّةِ(11) عَلَى بَلْوَى تُصِيبُكَ.
          _ فِي لَفْظٍ: فَحَمَدَ اللهَ، ثُمَّ قَالَ: اللهُ المُسْتَعَانُ_ فَدَخَلَ فَوَجَدَ القُفَّ قَدْ مُلِئَ، فَجَلَسَ وجَاهَهُ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ.
          قَالَ شَرِيكٌ: قَالَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيَّبِ: فَأَوَّلْتُهَا قُبُورُهُمْ(12)، رَوَاهُ أَبُو مُوسَى. [خ¦3693] [خ¦3674]


[1] في (ب): (صلى الله عليه)، ورواية «اليونينية»: (صلعم).
[2] كذا في النسختين، ورواية «اليونينية»: (فقالوا).
[3] في هامش (ب): (وَجَّهَ).
[4] في (ب): (صلى الله عليه)، ورواية «اليونينية»: (صلعم).
[5] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر، ورواية «اليونينية»: (خيرًا يريد أخاه).
[6] كذا في النسختين، ورواية «اليونينية»: (فقال).
[7] كذا في (أ)، وفي (ب) و«اليونينية»: (فقلت).
[8] كذا في النسختين، ورواية «اليونينية»: (صلعم).
[9] كذا في النسختين، ورواية «اليونينية»: (فجئت).
[10] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر، ورواية «اليونينية»: (رسول الله).
[11] (بالجنة): ليس في (أ).
[12] كذا في (ب)، وفي (أ) بلا ضبط، ورواية «اليونينية»: (قبورَهم).