إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث:مقدمه صلى الله عليه و سلم المدينة

          حديث مقدمه صلعم المدينة
          333- حَدِيثُهُ: أَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صلعم إِلَى المَدِينَةِ وَهُوَ مُرْدِفٌ أَبَا بَكْرٍ، وَأَبُو بَكْرٍ شَيخٌ يُعْرَفُ، وَنَبِيُّ اللهِ صلعم شَابٌّ لَا يُعْرَفُ، قَالَ: فَيَلْقَى الرَّجُلُ أَبَا بَكْرٍ فَيَقُولُ: يَا بَا بَكْرٍ؛ مَنْ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بَينَ يَدَيكَ؟ فَيَقُولُ: هَذَا الَّذِي(1) يَهْدِي(2) السَّبِيلَ، فَيَحْسَبُ الحَاسِبُ أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي: بِالطَّرِيقِ(3)، وَإِنَّمَا يَعْنِي: سَبِيلَ الخَيرِ، فَالتَفَتَ أَبُو بَكْرٍ، فَإِذَا هُوَ بِفَارِسٍ قَدْ لَحِقَهُمْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ هَذَا فَارِسٌ قَدْ لَحِقَ بِنَا، فَالتَفَتَ نَبِيُّ اللهِ صلعم فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اصْرَعْهُ» فَصَرَعَهُ فَرَسُهُ(4)، ثُمَّ(5) قَامَتْ تُحَمْحِمُ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ؛ مُرْنِي بِمَ شِئْتَ، قَالَ: «فَقِفْ مَكَانَكَ، لَا تَتْرُكَنَّ أَحَدًا يَلْحَقُ بِنَا» قَالَ: فَكَانَ(6) أَوَّلَ النَّهَارِ جَاهِدًا عَلَى نَبِيِّ اللهِ، وَكَانَ آخِرَ النَّهَارِ مَسْلَحَةً لَهُ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلعم جَانِبَ الحَرَّةِ، ثُمَّ بَعَثَ إِلَى الأَنْصَارِ، فَجَاؤُوا إِلَى نَبِيِّ اللهِ صلعم(7)، فَسَلَّمُوا عَلَيهِمَا وَقَالُوا: ارْكَبَا آمِنَينِ مُطَاعَينِ، فَرَكِبَ نَبيُّ اللهِ صلعم وَأَبُو بَكْرٍ، وَحَفُّوا دُونَهُمَا بِالسِّلَاحِ، فَقِيلَ فِي المَدِينَةِ: جَاءَ نَبِيُّ اللهِ صلعم، فَأَشْرَفُوا يَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ: جَاءَ نَبِيُّ اللهِ، جَاءَ نَبِيُّ اللهِ(8)، فَأَقْبَلَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ جَانِبَ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ، وَإِنَّهُ(9) لَيُحَدِّثُ بِهِ أَهْلَهُ؛ إِذْ سَمِعَ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ وَهُوَ فِي نَخْلٍ لِأَهْلِهِ يَخْتَرِفُ لَهُمْ، فَعَجِلَ أَنْ يَضَعَ الَّذِي يَخْتَرِفُ لَهُمْ فِيهَا، فَجَاءَ وَهْيَ مَعَهُ، فَسَمِعَ مِنْ نَبِيِّ اللهِ صلعم، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صلعم: «أَيُّ بُيُوتِ أَهْلِنَا أَقْرَبُ؟» فَقَالَ أَبُو أَيُّوبَ: أَنَا يَا نَبِيَّ(10) اللهِ؛ هَذِه دَارِي، وَهَذَا بَابِي، قَالَ: «فَانْطَلِقْ فَهَيِّئْ لَنَا مَقِيلًا» قُومَا عَلَى بَرَكَةِ اللهِ، فَلَمَّا جَاءَ نَبِيُّ اللهِ صلعم؛ جَاءَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ، وَأَنَّكَ(11) جِئْتَ بِحَقٍّ، وَقَدْ عَلِمَتْ يَهُودُ أَنِّي سَيِّدُهُمْ وَابْنُ سَيِّدِهِمْ، وَأَعْلَمُهُمْ وَابْنُ أَعْلَمِهِمْ، فَادْعُهُمْ فَسَلْهُمْ(12) عَنِّي قَبْلَ أَنْ يَعْلَمُوا أَنِّي(13) أَسْلَمْتُ، فَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ؛ قَالُوا فِيَّ مَا لَيسَ فِيَّ.
          فَأَرْسَلَ نَبِيُّ اللهِ / صلعم(14)، فَدَخَلُوا عَلَيهِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلعم: «يَا مَعْشَرَ اليَهُودِ؛ وَيلَكُمْ! اتَّقُوا اللهَ، فَوَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؛ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ حَقًّا، وَأَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِحَقٍّ فَأَسْلِمُوا» قَالُوا: مَا نَعْلَمُهُ(15)، قَالُوا لِلنَّبِيِّ صلعم، قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ، قَالَ: «فَأَيُّ رَجُلٍ فِيكُمْ عَبْدُ اللهِ بْنِ سَلَامٍ؟» قَالُوا: ذَاكَ سَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا، وَأَعْلَمُنَا وَابْنُ أَعْلَمِنَا، قَالَ: «أَرَأَيتُمْ(16) إِنْ أَسْلَمَ؟» قَالُوا: حَاشَا للهِ! مَا كَانَ لِيُسْلِمَ، قَالَ: «أَفَرَأَيتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟» قَالُوا: حَاشَا للهِ! مَا كَانَ لِيُسْلِمَ، قَالَ: «أَفَرَأَيتُمْ إِنْ أَسْلَمَ؟» قَالُوا: حَاشَا للهِ! مَا كَانَ لِيُسْلِمَ، قَالَ: «يَا بْنَ سَلَامٍ؛ اخْرُجْ عَلَيهِمْ» فَخَرَجَ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ اليَهُودِ؛ اتَّقُوا اللهَ، فَوَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ؛ إِنَّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ، وَأَنَّهُ جَاءَ بِالحَقِّ(17)، فَقَالُوا: كَذَبْتَ، فَأَخْرَجَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلعم. [خ¦3911]


[1] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر، ورواية «اليونينية»: (الرجل).
[2] في (ب) و«اليونينية»: (يهديني).
[3] كذا في النسختين، ورواية «اليونينية»: (الطَّريق).
[4] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر، ورواية «اليونينية»: (الفرس).
[5] في (ب): (وقد).
[6] في (ب): (وكان).
[7] زيد في (ب): (وأبي بكر).
[8] (جَاءَ نَبِيُّ اللهِ): ليس في (ب).
[9] كذا في النسختين، ورواية «اليونينية»: (فإنَّه).
[10] في (ب): (رسول).
[11] في (ب): (فإنك).
[12] كذا في النسختين، ورواية «اليونينية»: (فاسألهم).
[13] زيد في (ب) و«اليونينية»: (قد).
[14] زيد في (ب): (إليهم)، وزيد في «اليونينية»: (وسلَّم، فأقبلوا).
[15] (قالوا: ما نعلمه): مخروم في (أ).
[16] كذا في النسختين، ورواية «اليونينية»: (أفرأيتم).
[17] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر عن الكشميهني، ورواية «اليونينية»: (بحقٍّ).