إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث العمرة

          حَدِيثُ العُمْرَةِ(1)
          346- حَدِيثُهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم خَرَجَ مُعْتَمِرًا، فَحَالَ كُفَّارُ قريشٍ بينَهُ وبين البيتِ، فَنَحَرَ هَدْيَهُ وَحَلَقَ رَأْسَهُ بِالحُدَيبِيَةِ، وَقَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يَعْتَمِرَ العَامَ المُقْبِلَ، وَلَا يَحْمِلَ(2) سِلَاحًا عَلَيْهِمْ(3) إِلَّا سُيُوفًا، وَلَا يُقِيمَ(4) بِهَا إِلَّا مَا أَحَبُّوا، فَاعْتَمَرَ مِنَ العَامِ المُقْبِلِ، فَدَخَلَهَا كَمَا كَانَ صَالَحَهُمْ، فَلَمَّا أَنْ(5) أَقَامَ بِهَا ثَلَاثًا(6)؛ أَمَرُوهُ أَنْ يَخْرُجَ، فَخَرَجَ. [خ¦4252]
          347- حَدِيثُهُ: اِعْتَمَرَ النَّبيُّ صلعم فِي ذِي القَعْدَةِ، فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يَدَعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ، حَتَّى قَاضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَتَبُوا الكِتَابَ؛ كَتَبُوا: هَذَا مَا قَاضَانَا(7) عَلَيهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، قَالُوا: لَا نُقِرُّ لَكَ بِهَذَا، لَو نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ _صلعم(8)_؛ مَا مَنَعْنَاكَ شَيئًا، وَلَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: «أَنَا رَسُولُ اللهِ، وَأَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللهِ» ثُمَّ قَالَ لِعَليٍّ: «اِمْحُ رَسُولَ اللهِ» قَالَ: لَا وَاللهِ؛ لَا أَمْحُوكَ أَبَدًا، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلعم الكِتَابَ، وَلَيسَ يُحْسِنُ يَكْتُبُ، فَكَتَبَ: هَذَا مَا قَاضَى.
          [وَفِي لَفْظٍ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلعم الكِتَابَ، فَكَتَبَ: هَذَا مَا قَاضَى](9) مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: لَا يُدْخِلُ مَكَّةَ السِّلَاحَ إِلَّا السَّيفَ فِي القِرَابِ / ، وَألَّا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ إِنْ أَرَادَ أَنْ يتْبَعَهُ، وَأَلَّا يَمْنَعَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَدًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا، فَلَمَّا دَخَلَهَا وَمَضَى الأَجَلُ؛ أَتَوا عَلِيًّا، فَقَالُوا: قُلْ لِصَاحِبِكَ: اخْرُجْ(10) عَنَّا، فَقَدْ مَضَى الأَجَلُ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلعم، فَتَبِعَتْهُ ابْنَةُ حَمْزَةَ، تُنَادِي: يَا عَمِّ، يَا عَمِّ، فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ، فَأَخَذَ بِيَدِهَا، وَقَالَ لِفَاطِمَةَ: دُونَكِ بِنْتَ(11) عَمِّكِ حَمَلَتْهَا، فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ وَزَيدٌ وَجَعْفَرٌ، قَالَ عَلِيٌّ: أَنَا أَخَذْتُهَا، وَقَالَ: هِيَ(12) بِنْتُ عَمِّي، وَقَالَ جَعْفَرٌ: بِنْتُ(13) عَمِّي، وَخَالَتُهَا تَحْتِي، وَقَالَ زَيدٌ: بِنْتُ(14) أَخِي، فَقَضَى بِهَا النَّبِيُّ صلعم لِخَالَتِهَا وَقَالَ: «الخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ» وَقَالَ لِعَلِيٍّ: «أَنْتَ مِنِّي وَأَنَا مِنْكَ» وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: «أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي» وَقَالَ لِزَيدٍ: «أَنْتَ أَخُونَا وَمَولَانَا» قَالَ(15) عَلِيٌّ: أَلَا تَتَزَوَّجُ بِنْتَ حَمْزَةَ؟ قَالَ: «إِنَّهَا بِنْتُ(16) أَخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ»(17). [خ¦4251] [خ¦2699]
          [فِي لَفْظٍ آخرَ: فَقَالَ المُشْرِكُونَ: لَا تَكْتُبْ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ، لَو كُنْتَ رَسُولًا؛ لَمْ نُقَاتِلْكَ، فَقَالَ لِعَلِيٍّ: «امْحُهُ»، قَالَ(18) عَلِيٌّ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَمْحَاهُ، فَمَحَاهُ رَسُولُ اللهِ صلعم بِيَدِهِ، وَصَالَحَهُمْ عَلَى أَنْ يَدْخُلَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَلَا يَدْخُلُوهَا إِلَّا بِجُلبّانِ السِّلَاحِ، فَسَأَلُوهُ: مَا جُلبَانُ السِّلَاحِ؟ قَالَ(19): القِرَابُ بِمَا فِيهِ](20). [خ¦2698]
          348- حَدِيثُهُ: اعْتَمَرَ النَّبِيُّ(21) صلعم أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلُّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي كَانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ عُمْرَةً(22) مِنَ الحُدَيبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الجِعْرَانَةِ(23) حَيثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَينٍ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِهِ. [خ¦4148]
           وَفِي لَفْظٍ: قُلْتُ: كَمْ حَجَّ؟ قَالَ: وَاحِدَةً. [خ¦1778]


[1] (حديث العمرة): ليس في (ب).
[2] في (ب): (يحملُ).
[3] (عليهم): مخروم في (أ).
[4] في (ب): (يقيمُ).
[5] (أنْ): ليس في (ب).
[6] (ثلاثًا): ليس في (أ).
[7] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر عن الكشميهني، ورواية «اليونينية»: (قاضى).
[8] (صلَّى الله عليه): ليس في (ب) ولا في «اليونينية».
[9] ما بين معقوفين ليس في (ب).
[10] في (ب): (يخرج).
[11] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر وابن عساكر، ورواية «اليونينية»: (ابنةَ).
[12] في (ب): (وَهي).
[13] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر، ورواية «اليونينية»: (ابنة).
[14] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر وابن عساكر، ورواية «اليونينية»: (ابنةَ).
[15] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر والأصيلي وابن عساكر، ورواية «اليونينية»: (قال).
[16] في النسختين: (ابنت)، وفي «اليونينية»: (ابنة).
[17] في هامش (ب): (بلغ مقابلة).
[18] كذا في (أ)، وهي رواية أبي ذر وأبي الوقت، ورواية «اليونينية»: (فقال).
[19] كذا في (أ)، وهي رواية أبي ذر، ورواية «اليونينية»: (فقال).
[20] ما بين معقوفين ليس في (ب).
[21] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر وأبي الوقت، ورواية «اليونينية»: (رسول الله).
[22] (مَعَ حَجَّتِهِ عُمْرَةً): مخروم في (أ).
[23] في (ب): (الجعرَّانة).