-
تقدمة العلامة الندوي
-
مقدمة المصنف
-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلعم؟
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
كتاب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
كتاب مواقيت الصلاة
-
كتاب الأذان
-
كتاب الجمعة
-
أبواب صلاة الخوف
-
كتاب العيدين
-
أبواب الوتر
-
أبواب الاستسقاء
-
أبواب الكسوف
-
أبواب سجود القرآن
-
أبواب تقصير الصلاة
-
كتاب التهجد
-
كتاب فضل الصلاة
-
أبواب العمل في الصلاة
-
كتاب السهو
-
كتاب الجنائز
-
كتاب الزكاة
-
كتاب المناسك
-
أبواب العمرة
-
باب المحصر وجزاء الصيد
-
باب جزاء الصيد ونحوه
-
باب فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارة
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
أبواب الحرث والمزارعة
-
كتاب المساقاة
-
كتاب في الاستقراض وأداء الديون والحجر والتفليس
-
في الخصومات
-
كتاب اللقطة
-
أبواب المظالم والقصاص
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد
-
كتاب فرض الخمس
-
كتاب الجزية
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب الأنبياء على نبينا
-
كتاب المناقب
-
كتاب فضائل الصحابة
-
كتاب مناقب الأنصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب القدر
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام
-
كتاب الرد على الجهمية وغيرهم
تقدمة العلَّامة النَّدَويِّ ☼
♫
تقديم الكتاب مِنْ صاحب التَّحرير والقلم، فرعِ السُّلالة النَّبويَّة، الأديبِ الأريب، الحَبْرِ النَّبيل، ذي التَّآليف الشَّهيرة والتَّصانيف الكثيرة، فضيلة الأستاذ الشَّيخ
أبي الحسن عليٍّ الحسنيِّ النَّدَويِّ
معتمد دار العلوم ندوة العلماء لكهنؤ(1)
الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيِّد المرسلين وخاتم النَّبيِّين محمَّد، وآله وصحبه أجمعين، ومَنْ تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
أمَّا بعدُ: فممَّا تقرَّر عند المشتغلين بصناعة الحديث تدريسًا وتصنيفًا وشرحًا وتحقيقًا أنَّ الأبواب والتَّراجم في «الجامع الصَّحيح» لأمير المؤمنين في الحديث محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم(2) البخاريِّ ☼ مِنْ أدقِّ البحوث والمطالب، ومِنْ أعمقِها غورًا وأبعدِها مدًى، حتَّى اشتُهر بين العلماء أنَّ فِقه البخاريِّ في تراجمه، وأصبح ذلك شعارًا لهذا الكتاب، يتميَّز به عن أقرانه الصِّحاح، على جَلالة قدرها وفخامة شأنها، وأصبح مقياسًا لفطنة العلماء، وتوقُّد ذكائهم، وسيلان ذهنهم وبُعد غَورهم، واقتدارِهم على فهم هذا الكتاب الجليل، وحلِّ غوامضه وفتح أغلاقه، والتَّوصُّل إلى مقاصد المؤلِّف.
لا يُشهد لمؤلِّفٍ أو مدرِّسٍ ببراعة في العلم وتفوُّق في التَّدريس، وسَعة اطِّلاع على الشُّروح والحواشي وأقوال الأئمَّة والفحول مِنَ المحدِّثين، وطُولِ ممارسة لتدريس هذا الكتاب الشَّريف، وإضْناء القُوى وإفناءِ العمر في ذلك؛ حتَّى يجتمعَ له الشَّيءُ الكثير مِنْ هذا الباب، وينفردَ بتوجيهاتٍ وتعليلاتٍ تنحلُّ بها الألغاز، وتنفتحُ بها الأقفال، وتخلو عنها بطون الأسفار.
ولذلك عُنيَ بهذا الموضوع العلماءُ قديمًا وحديثًا، وأجالوا فيه قرائحَهم(3)، وأركضوا في هذا السِّباق جِيادَهم، واعتصروا في ذلك عقولهم الرَّاجحة، وعلومَهم الرَّاسخة، ولا نعرف أديبًا أو بليغًا(4) تعمَّق في فهم بيتٍ مِنْ الأبيات، ومعرفة معنًى مِنَ المعاني الشِّعريَّة، والوصولِ إلى غايةٍ مِنْ(5) غايات الشُّعراء، مثلَ تعمُّق شُرَّاح «الجامع الصَّحيح» والمشتغلين بتدريسه في فهم مقاصد المؤلِّف وشرح كلامه.
ولا نعرف على طُول اشتغالنا بالتَّاريخ العلميِّ مؤلَّفًا مِنْ مؤلَّفات العلماء أو الحكماء عُنيَ به رجالُ ذلك الفنِّ، وعكفوا على حلِّ غوامضه وفكِّ مشكلاته، حتَّى شقُّوا فيه الشَّعرة، مثلَما عُنيَ علماء الحديث / «بالجامع الصَّحيح»، وما ذلك إلَّا لإخلاص مؤلِّفه لعلم الحديث الشَّريف، وانقطاعِه إليه وجهادِه في سبيله، وتَفانيه في ذلك، كما بيَّنَّا ذلك في تقديمنا لمقدِّمة «لامع الدَّراري».
وما ذلك كذلك إلَّا لشدَّة اعتناء الأمَّة الإسلاميَّة بكلِّ ما يتَّصل بالحديث النَّبويِّ الشَّريف، ويتَّصل بالشَّخصيَّة النَّبويَّة الَّتي ضمن الله لها برَفْعِ الذِّكر، وتخليد الأثَر، وارتفاع المنار، ولسان صدقٍ في العالَمين، حتَّى تخَطَّت هذه البركةُ وسرَت إلى مَنِ اتَّصل به(6) عن قريبٍ أو بعيد، فأدركتْ كلَّ مَنِ انخرط في سِلك الرُّواة على مدى العصور والأجيال، فرَفعت عنه اللِّثام، وأزالت عنه لَوثة النَّكارة، أو وَصْمة الجهالة، فدُوِّن في كتبِ أسماءِ الرِّجال اسمُه واسمُ أبيه، وذُكِر كثيرٌ مِنْ أخباره، وبُحِث عن نَسَبه ونِسْبته ودراسته، ونشأتِه وأمانتِه وعدالتِه، حتَّى أصبح عَلَمًا يُعرَف، ومعرفة لا تُنْكر، وفاقَ في ذلك على كثير مِنَ المصلِحين في أممٍ أخرى، وكثيرٍ مِنَ العظماء والأبطال ومؤسِّسي الحكومات.
حتَّى قال أحدُ المستشرِقين الكبارِ وهو العالم الألمانيُّ المعروف (7)«إسبرنجر» في مقدِّمته بالإنجليزيَّة على كتاب «الإصابة» المطبوع في كلكتة سنة 1853-1864م: ولم تكن فيما مضى أمَّةٌ مِنَ الأمم السَّالفة، كما أنَّه لا توجد الآن أمَّة مِنَ الأمم المعاصِرة أتت في علم أسماء الرِّجال بمثل ما جاء به المسلمون في هذا العلم العظيمِ الخَطَرِ، الَّذي يتناول أحوال خمس مئة ألف رجل وشؤونَهم.
لم يقتصر هذا البِرُّ والرِّفد على الأولياء والمحبِّين مِنْ أمَّته، والخادِمين لدينه وعلمه، بل تعدَّى ذلك إلى الأعداء الكاشحين والمناوئين لدينه، فعَرف به العالمُ كثيرًا مِنْ أعدائه الألدَّاء، ممَّن طوتهم الجاهليَّة وطمستهم الأيَّام، فبقيت أسماؤهم وكثير مِنْ أخبارهم بفضل السِّيرة النَّبويَّة والحديث النَّبويِّ، ولولاهما لذهبتْ أخبارُهم أدراجَ الرِّياح، وطارت بأسمائهم العَنْقاء، فلا عجب إذا كان العصرُ الغابرُ والتَّاريخ الماضي يتمثَّلان بيتَ(8) الشَّاعر العربيِّ ويخاطبان هذه السَّحابة الَّتي مرَّت بهما فأفاضت عليهما الحياة والنَّماء ويُنْشِدان:
فَاذْهَبْ كَمَا ذَهَبَتْ غَوانِي(9) مُزْنَةٍ أَثْنى عَلَيْها السَّهْلُ والأَوْعَارُ
ونعود إلى الحديث فنقول: وكان مَظهرًا مِنْ مَظاهر هذه العنايةِ الفَائقةِ بهذا الكتاب الفَذِّ عنايةُ العلماء بتراجم الأبواب في «الجامع الصَّحيح»، فتناوله كُلُّ مَنْ شرح هذا الكتاب، أو عَلَّق عليه، أو عَكَف على تدريسه، وأفْردَ بعضُهم له تأليفاتٍ فات كثيرًا مِنَ المؤرِّخين أسماؤها، شأنَ العلوم الأخرى.
ومِنَ المؤلَّفات الَّتي حُفظت أسماؤها وجاءت الإشارة إليها ثلاثةُ مؤلَّفات في هذا الموضوع ذكرها الكاتبُ الجَلَبيُّ المشهور باسم الحاجِّ خليفة(10) المتوفَّى 1064هـ(11) في كتابه الشَّهير «كشف الظُّنون عن أسامي الكتب والفنون» وهي(12):
1- كتاب الإمام(13) ناصر الدِّين عليِّ(14) بن محمَّد بن [منصور بن أبي القاسم، المعروف بابن] المنيِّر الإسكندرانيِّ [المتوفى سنة 683 هـ] سمَّاه «المتواري على تراجم [أبواب] البخاري».
2- «ترجمان التَّراجم» لأبي عبد الله محمَّد بن عمر بن رُشيد الفِهْريِّ السَّبتيِّ المتوفَّى سنة 721 هـ، قال الجَلَبيُّ: وهو على أبواب الكتاب ولم يُكْمِله.
3- «حلُّ(15) أغراض البخاريِّ المبهَمة، في الجمع بين الحديث والتَّرجمة»(16) وهو(17) مئة ترجمة للفقيه أبي عبد الله محمَّد بن منصور ابن حمامة المَغْراويِّ السِّجِلْمَاسيِّ المتوفَّى سنة 370 هـ سمَّاه «مصابيح الجامع»(18)(19).
[4-] وأضاف إلى هذه الكتب الثَّلاثةِ مُسنِدُ الهندِ وأستاذُ الأساتذة فيها، الشَّيخُ عبد العزيز بن وليِّ الله الدِّهْلَويُّ م 1239 هـ كتابًا رابعًا في كتابه المفيد «بستان المحدِّثين» وهو: «تعليق المصابيح على أبواب الجامع الصَّحيح» لأبي عبد الله محمَّد بن أبي بكر عمر القُرَشيِّ المَخْزوميِّ الإِسْكَنْدرانيِّ الملقَّبِ ببدر الدِّين المعروف بالدَّمامينيِّ المتوفَّى [سنة] 828 هـ(20).
هذا ما أُثر عن المتقدِّمين والأئمَّة المحقِّقين في البلاد الإسلاميَّة العربيَّة(21).
ومِنَ المعروف أنَّ علماء الهند قد سَمَتْ همَّتُهم في خدمة علم الحديث، وتفَنَّنوا فيها كلَّ تفنُّن، فكانت لهم في كل فنٍّ مِنْ فنونه وغرضٍ مِنْ أغراضه جَولةٌ، وقد انتهت إليهم رئاسة علم الحديث، والصَّدارة في تدريسِه ونشره في العصر الأخير، فلا بدَّ أن تكون لهم مؤلَّفات لم تصلْ إلينا أسماؤها، وجزى الله عنَّا وعنهم مؤلِّفَ كتاب «الثَّقافة الإسلاميَّة في الهند» إذ حفظ لنا الشَّيءَ الكثير مِنْ مؤلَّفات علماء الهند في علم الحديث، واستقصاها استقصاءً كبيرًا.
ولكنَّه لم يَذكر ممَّا(22) أُلِّف في موضوع الأبواب والتَّراجم إلَّا رسالةً لشيخِ مشايخ الهند وأستاذ الأساتذة وناشر علم الحديث في هذه الدِّيار، الإمام وليِّ الله بن عبد الرَّحيم الدِّهْلَويِّ المتوفَّى سنة 1176 هـ، وهي رسالة وجيزةُ المباني غزيرة المعاني(23)، تكاد تكون كلُّها أصولًا كلِّيَّة ونُكَتًا حُكْميَّة، ولُبَّ اللُّباب في فهم التَّراجم والأبواب، شأنَه في كلِّ موضوعٍ يطرقُه، وبحثٍ يتناوله.
ومِنَ المرجَّح أنَّ مؤلِّف الثَّقافة لم يطَّلع على رسالة العلَّامة الشَّيخ محمود حسن الدِّيوبَنْديِّ المتوفَّى(24) 18 ربيع الأوَّل سنة 1339 هـ المعروف بشيخ الهند، فإنَّما طُبعت بعد وفاة مؤلِّف الثَّقافة المتوفَّى(25) سنة 1341 هـ(26).
وهذا جلُّ ما انتهى إلينا مِنْ أخبار الكتب والرَّسائل في موضوع الأبواب والتَّراجم للبخاريِّ في الماضي.
وسرُّ الغُموض في هذه الأبواب والتَّراجم تنوُّعُ مقاصد المؤلِّف الإمام، وبُعدُ مراميه، وفَرطُ ذكائه، وحِدَّةُ ذهنِه، وتعمُّقُه في فهم الحديث، وحرصُه على الاستفادة منه أكبرَ استفادةٍ ممكنة، فهو كنحلةٍ حريصة توَّاقة، تجتهد أن تتشرَّب مِنَ الزَّهرة آخرَ قطرة مِنَ الرَّحيق، ثمَّ تحوِّلها إلى عسل مصفًّى فيه شفاءٌ للنَّاس.
وشأنُ الإمام البخاريِّ مع الحديث النَّبويِّ الصَّحيح(27)، شأنُ العاشق الصَّادق والمحبِّ الوامق مع الحبيب الَّذي أسبغ اللهُ عليه نعمة الجمال والكمال، وكساه ثوبًا مِنَ الرَّوعة والجلال، فهو لا يكاد يملأ عينيه منه، وهو كلَّما نظر / إليه اكتشف جديدًا مِنْ آيات جماله، فازداد افتنانًا وهُيامًا، ورأى جَماله يتجدَّد في كلِّ حين، وإذا الوجهُ غيرُ الوجه، والجَمالُ غيرُ الجَمال، فلا قديم في الحبِّ، ولا إعادة عند المحبِّ، وصَدق الشَّاعرُ:
يَزِيدُكَ وجْهُهُ حُسْنًا إِذَا ما زِدْتَه نَظَرا
ولذلك نرى الإمامَ البخاريَّ لا يكاد يشبعُ مِنِ استخراج المسائل واستنباط الفوائد، والنُّزول إلى أعماق الحديث، والْتِقاط الدُّرر منه، والخروج على قرَّائه بها، حتَّى يذكر حديثًا واحدًا أكثر مِنْ عشرين مرَّةً:
1- وقد روى حديث بَريرة عن عائشة ☻ أكثر مِنْ اثنتين وعشرين مرَّة، واستخرج [منه] أحكامًا وفوائدَ جديدة.
2- وروى حديث جابر ☺ (28) قال: ((كنتُ مع النَّبيِّ صلعم في غزوةٍ فأبطأ بي جملي وأعيا...)) الحديث، أكثرَ مِنْ عشرين مرَّة.
3- وروى حديث عائشة ♦ (29): ((أنَّ النَّبيَّ صلعم اشترى طعامًا مِنْ يهوديٍّ إلى أجلٍ ورَهنه درعًا مِنْ حديد)) في أحد عشر موضعًا وعقد له أبوابًا وترجم(30) لها(31).
4- وروى قصَّة موسى والخَضِر ♂(32) في أكثر مِنْ عشرة مواضعَ.
5- وأخرج حديث كعب بن مالك ☺ (33) في تخلُّفه مِنْ غزوة تَبوكَ، في أكثرَ مِنْ عشرة مواضع، وفوائدُه أكثرُ مِنْ خمسين.
6- وروى حديث أسماء ♦ (34) في كسوف الشَّمس وخطبته صلعم في عشرة مواضع.
7- وروى حديث ((أنَّ مِنَ الشَّجر شجرةً(35) لا يسقط ورقُها...)) الحديث، واستخرج منه فوائد جديدة(36).
فكأنَّه تأخذه النَّشوة والطَّرب عند رواية الحديث، فلا يملُّ مِنْ إعادته، وينشد بلسان الحال:
أعِدْ ذِكْرَ نُعْمانٍ لنَا إنَّ ذِكْرَهُ هُو الْمِسْكُ مَا كَرَّرْتَه يَتَضَوَّعُ
وكأنَّه يتمثَّل ببيت الشَّاعر:
وحَدَّثْتَنا يا سَعْدُ عَنْهُم فَزِدْتَنا شُجُونًا فَزِدْنَا مِنْ حَدِيِثك يا سَعْدُ
ثم يشتعل ذكاؤه الَّذي ضَرب فيه بسهمٍ وافر، ويتوقَّد ذهنُه، وتسيلُ قريحتُه، فيُفلِتُ زِمامَ التَّأليف ويرسلُ النَّفسَ على سَجِيَّتها، ويستخرج مِنْ حديثٍ واحد نتائجَ وفوائد لا تدور بخَلَد كثير مِنَ الأذكياء، وما ذاك(37) إلَّا لحدَّة ذِهنه، وإفراط حبِّه، ولم يَزَل الحُبُّ ملهِمًا للبدائع ملهِبًا للقرائح، والمحبُّ يقع على ما لا يقع عليه المتأمِّل المرهِقُ لجسمه، المتعِب لعقله.
وسرٌّ آخرُ للغموض في تراجم الأبواب: أنَّ المؤلِّف الإمامَ غيرُ خاضع لأساليب(38) التَّأليفيَّة، والقوانين الوضعيَّة الَّتي جرى عليها المؤلِّفون في فنِّ الحديث في عصره، وبَعدَ عصره، بل هو واضعٌ طريقةً خاصَّة في التَّأليف، وإمامُ مذهب خاصٍّ، فهو(39) لم يقتصر على ما يتبادر إليه الذِّهنُ مِنَ الأحكام الفقهيَّة المستخرَجة مِنَ الأحاديث، شأنَ أقرانه ومَنْ سبقَه مِنَ المؤلِّفين في علم الحديث والفِقه، بل يَستخرج مِنَ الأحاديث فوائدَ علميَّةً وعمليَّةً، لا تدخل تحت بابٍ مِنْ أبواب / الفِقه المعروفة.
وقد أحسنَ الإشارةَ إلى ذلك أكبرُ شرَّاح كتابه وأعرفُهم بمُرَادِه، العلَّامةُ الحافظ ابن حَجَر العَسْقَلَانيُّ، في مقدِّمة كتابه الفريد «فتح الباري» [حيث] قال: ثمَّ رأى ألَّا يُخْليَه مِنَ الفوائد الفقهيَّة، والنُّكت الحُكْميَّة، فاستخرجَ بفهمِه مِنَ المتون معانيَ كثيرةً فرَّقَها في أبواب الكتاب بحسب تناسُبها، واعتنى فيه بآيات الأحكام، فانتَزع منها الدِّلالاتِ البديعة، وسلكَ في الإشارة إلى تفسيرها السُّبل الوسيعة، قال الشَّيخ محيي الدِّين نفع الله به:
ليس مقصودُ البخاريِّ الاقتصارَ على الأحاديث فقط، بل مراده الاستنباطُ منها والاستدلالُ لأبوابٍ أرادها، ولهذا المعنى أخلى كثيرًا مِنَ الأبواب عن إسناد الحديث، واقتصر فيه على قوله: فيه فلان عن النَّبيِّ صلعم، أو نحو ذلك، وقد يذكر المتن بغير إسناد، وقد يورده معلَّقًا، وإنَّما يفعل هذا لأنَّه أراد الاحتجاج للمسألة الَّتي تَرجم لها، وأشار إلى الحديث لكونه معلومًا، وقد يكون ممَّا تقدم، وربَّما تقدَّم قريبًا(40).
ويقع في كثير مِنْ أبوابه الأحاديثُ الكثيرة، وفي بعضها ما فيه حديثٌ واحد، وفي بعضها ما فيه آيةٌ مِنْ كتاب الله، وفي بعضها(41) لا شيء فيه ألبتَّة، وقد ادَّعى بعضُهم أنَّه صَنع ذلك عَمْدًا، وغَرَضُه أن يبيِّن أنَّه لم يثبتْ عنده حديثٌ بشرطه في المعنى الَّذي ترجم عليه، ومِن ثَمَّة وقع في بعضٍ مِنْ نُسخِ الكتاب ضمُّ بابٍ لم يُذكر فيه حديثٌ إلى حديثٍ لم يُذكر فيه باب، فأشكل فهمُه على النَّاظر فيه(42).
وقد زاد على ذلك حكيمُ الإسلام، الشَّيخ وليُّ الله الدِّهْلَويُّ، فأحسن وأجاد، وأوضح التَّفاوتَ الواقع بين أفهام العلماء، ومقاصد المؤلِّف الإمام، وكأنَّه يقول بلسان الشَّاعر:
نَزَلُوا بمَكَّةَ في قِباءَيْ(43) هَاشِمٍ ونَزَلْتُ بالبَيْدَاءِ أَبْعَدَ مَنْزِلِ
قال ☼: وكثيرًا ما يستخرج الآدابَ المفهومةَ بالعقل بالكتاب(44) والسُّنَّة والعادات الكائنة في زمانه صلعم، ومثلُ هذا لا يُدرِك حُسنَه إلَّا مَنْ مارَس كُتب الآداب، وأجال عقله في ميدان آداب قومه، ثمَّ طلب لها أصلًا مِنَ السُّنَّة(45).
ومَنْ أَكْثَرَ قراءةَ «الجامع الصَّحيح» درسًا وتدريسًا، وأنعَمَ النَّظر فيه، شَهِد بصدق شيخ الإسلام فيما قاله، وإصابتِه الصَّميم، ووجد شيئًا كثيرًا ممَّا يتأدَّب به، ويَتَخَلَّق بأخلاق الرسول صلعم وعادات الصَّحابة منثورًا في ثنايا هذا الكتاب العظيم، حتَّى يستطيعَ أن يستخرجَ منه كتابًا آخر ويسمِّيَه «الأدب المفرَد» أو بما شاء.
وقد يستهين المختصُّ بالفقه والحديث بقيمة هذه الثَّروة العظيمة، وقد يَلتوي عليه فهمُها وحكمة وضعِها في هذا الكتاب، الَّذي أفرد لجمع الأحاديث الصَّحيحة على شروط الإمام البخاريِّ، ولكنَّ نظرَ المحبِّ يختلفُ عن نظر غيره، وقد أراد الإمامُ البخاريُّ أن يكون هذا الكتابُ نِبْراسًا للسَّاري، وصورة لما كان عليه الصَّحابة والمسلمون / في عصر النُّبَّوة.
والسبب الثَّاني لتعقُّد بعض ما أورده في هذا الكتاب مِنَ الأبواب والتَّراجم والتوائها على فهمِ كثيرٍ مِنَ الشُّرَّاح والمدرِّسين حتَّى قال الكَرْمانيُّ: إنَّ هذا قِسمٌ عَجَز عنه(46) الفحولُ البوازل مِنَ(47) الأعصار، والعلماء الأفاضلُ مِنَ الأمصار، فتركوها [واعتذروا عنها] بأعذار، وهو(48) عدم اطِّلاع أكثرهم على ما كان يسودُ في عصره مِنْ آراءٍ وأقوال، يشتدُّ حولَها الخِصَامُ، ويكثر فيه(49) القيلُ والقالُ، وما ذهب إليه بعضُ معاصريه ومَنْ تقدَّمه بقليل مِنْ مذاهبَ، فإنَّه يعقد بابًا ويأتي بترجمةٍ وما قصدُه مِنْ ذلك إلَّا نقضُ ما انتشر في النَّاس، وجرى عليه العامَّة أو نُقِل عن عالِمٍ وهو عنده مخالِف للحديث وما ثبتَ مِنَ السُّنَّة، فهو يودي(50) بذلك أو ينظر إليه مِنْ طَرْف خَفِيٍّ، ولا يَستملح(51) ذلك ولا يَفهم سِرَّ إيراده له إلَّا مَنِ اتَّسع علمُه، وأحاط بأكثر ما كان يوجد في عصره مِنَ الأخلاق والعادات والأقوال والآراء، وكذلك اطَّلع على كتب معاصريه أو مَنْ سبقه بقليل كـ«مصنَّف عبد الرَّزَّاق» و«مصنَّف ابن أبي شَيبة» وغيرهما.
وقد أشار إلى هذه النُّكتة الشَّيخ وليُّ الله الدِّهْلَويُّ في بعض مباحثه في كتابه المتقدِّم ذكرُه، إذ قال: وأكثر ذلك تعقُّبات وتَبْكيتات على عبد الرَّزَّاق وابن أبي شَيبة في تراجم «مصَنَّفَيهما»، إذ شواهدُ الآثار تُروى عن الصَّحابة والتَّابعين في «مُصَنَّفَيْهما»، ومثلُ هذا لا يَنتفع به إلَّا مَنْ مارس الكتابين واطَّلع على ما فيهما.
وسببٌ آخرُ لهذا الغموض والتَّعقُّد وعجزِ العلماء والشُّراح عن حلِّه، ومعاناتِهم في ذلك الشِّدَّة والمشقَّة حتَّى التجأ كثير منهم إلى تأويلاتٍ وتكلُّفاتٍ لا يُسيغها الذَّوقُ السَّليم، حتَّى قال الباجيُّ: وإنَّما أوردتُ هذا هاهنا لِمَا عُني به أهلُ بلدنا مِنْ طلبِ معنًى يجمع بين التَّرجمة والحديث الَّذي يليها، وتكلُّفهم في ذلك مِنْ تعسُّف التَّأويل ما لا يَسوغ(52)؛ هو أنَّ الكتاب لم يزل في دَور التَّنقيح والتَّهذيب والحذف والزِّيادة شأنَ الكتب الَّتي يُعنى بها أصحابُها أشدَّ عِناية، ويصبُّون فيها عِلمهم، ويعتبرونها عمدةَ بضاعتهم، ورأسَ مالِهم وزادَهم في الآخرة، وشأنَ العلماء الَّذين لا يزال عقلُهم في نُبوغ وعلمُهم في نموٍّ فلا يزال عقلُهم مشغولًا بهذا الكتاب ولا يزال قلمُهم يتناوله بالتَّحسين والتَّحبير.
وحياةُ الإمام البخاريِّ لم يكن فيها هدوء واستقرارٌ، بل كان ينتقل مِنْ بلد إلى بلد، ومِنْ محنةٍ إلى محنة، ومِنْ جفاء إلى جفاء، حتَّى لقي ربَّه.
ويدلُّ على ذلك ما نقله الإمامُ أبو الوليد الباجيُّ في مقدِّمة كتابه في «أسماء رجال البخاريِّ» فقال: أخبرني الحافظُ أبو ذرٍّ عبد الرَّحيم بن أحمد الهَرَويُّ قال: حدَّثنا الحافظُ أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المُسْتَمْلي قال: انتسختُ «كتاب البخاريِّ» مِنْ أصله الَّذي كان عند صاحبه محمَّد بن يوسف الفَرَبْريِّ فرأيتُ فيه أشياءَ لم تتمَّ وأشياءَ مبيَّضةً، منها تراجمُ لم يُثْبت بعدها شيئًا، وفيها أحاديثُ لم يُتَرجِم لها، فأضفنا بعضَ ذلك إلى بعض.
قال الباجيُّ: وممَّا يدلُّ على صحَّة هذا القولِ أنَّ رواية أبي إسحاق المُسْتملي ورواية أبي محمَّد السَّرَخْسيِّ ورواية أبي الهيثم الكُشْمِيهَنيِّ ورواية أبي زيد المَرْوَزيِّ مختلفةٌ بالتَّقديم والتَّأخير، مع أنَّهم انتسخوا مِنْ أصلٍ واحد، وإنَّما ذلك بحسب ما قدَّر كلُّ واحدٍ منهم فيما كان [في] طُرَّة أو رقعةٍ مضافة أنَّه مِنْ موضعٍ ما، فأضافه إليه، ويبيِّن ذلك أنَّك تجد ترجمتين وأكثرَ مِنْ ذلك متَّصلةً ليس بينها أحاديثُ.
وأيَّده العلَّامة الحافظُ ابنُ حَجَرٍ صاحبُ «فتح الباري» فقال: وهذه قاعدة حَسنة، يُفزع إليها حين(53) يتعسَّر وجهُ الجمع بين التَّرجمة والحديث، وهي مواضعُ قليلة جدًّا.
وعلى كلٍّ فهذه بعضُ أسبابٍ لتعقُّد الأبواب والتَّراجم في هذا الكتاب الَّذي اعتنت به الأمَّة أشدَّ اعتناء بعد كتاب الله، وصلتْ إليها دراسةٌ قاصرةٌ لِمَنْ لم يكن صاحبَ اختصاصٍ في فنِّ الحديث، وقد يكون أكثرُ مِنْ ذلك، ولا آخِرَ في العلم والتَّأمُّل(54) والبحث، {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [يوسف:76].
ولم يَزل الموضوع غضًّا طريًّا يطرقُه كلُّ باحث في علم الحديث، وكلُّ دارس ومدرِّس لـ«الجامع الصَّحيح» وكان الموضوع في حاجة بعد ضياع كتب المتقدِّمين الأربعة، الَّتي تقدَّم ذكرُها، إلى كتاب [أكمل و]أشملَ وأجمعَ وأوعى، فجاء هذا الكتاب والحمد لله وافيًا بالغرض، مُسعِفًا بالحاجة، لصدق(55) قول الأوَّلين:
كَمْ تَرَكَ الأَوَّلُ لِلْآخِرِ.
وكان المؤلِّف بارك الله في حياته قد ذَكر في كتابه: «مقدِّمة كتاب لامع الدَّراري» كلَّ ما جاء مِنْ أصول الشَّيخ الإمام وليِّ الله الدِّهْلَويِّ، والقواعدَ الكلِّيَّةَ للتَّطبيق بين الأبواب والتَّراجم، وأبواب لا ترجمة لها، وكذلك كلُّ ما جاء في «رسالة الشَّيخ العلَّامة محمود حسن الدِّيُوبَنْديِّ»، وكلُّ ما وجد مِنْ فوائد في دروس الشَّيخ الكبير مولانا رشيد أحمد الكنكوهيِّ(56)، وكذلك كلُّ ما وجده مِنْ أصول وقواعد مِنْ(57) كلام الحافظ ابن حَجَر والقَسْطلَّانيِّ، والحافظ العَيْنيِّ، فاستوعبَها وزاد عليها ممَّا كان خاطرُه أبا عُذْرِهِ ولم يُسبق إليه، حتَّى بلغ عددُ هذه الأصول [والقواعد] الكلِّيَّة إلى سبعين أصلًا وقاعدةً، فاحتوى على علم غزير لم نجده في كتاب واحدٍ والغيبُ عند الله.
فاقترحتُ على المؤلِّف، كما اقترح كثير مِنْ تلاميذه، تجريدَ هذا الجزء وطبعه ككتاب مستقلٍّ، فقبل هذا الاقتراح مشكورًا، محسنًا إلى المشتغلين بتدريس هذا الكتاب العظيم بصفة خاصَّة والخادمين لعلم الحديث بصفَّة عامَّة، مستحقًّا ثناءهم وتقديرَهم ودعواتِهم الصَّالحة، وما عند الله أوفى وأبقى وأعظمُ وأجلُّ.
وكان قد تَناوَلَ كلَّ كتاب مِنْ كتب «الجامع الصَّحيح»، وتكلَّم على أبوابها وتراجمها بابًا بابًا، وترجمةً ترجمةً، فجاء الكتاب سِفرًا ضخمًا قد يقع في عدَّة أجزاء، وأصبح الكتابُ موسوعةً أو دائرةَ معارفَ _بالتَّعبير الحديث_ في كلِّ ما يتَّصل بالأبواب والتَّراجم في «الجامع الصَّحيح» للبخاريِّ، مغنيًا عن غيره، وبذلك أغنى طَلَبة الحديث ومدرِّسيه عن تتبُّع هذا الموضوع في كلِّ كتاب، والتقاط الدُّرر مِنْ كلِّ بحر، ووفَّر عليهم وقتًا طويلًا وعناءً كبيرًا.
ولا يَعرف قيمةَ هذا الكتابِ وما فتح الله به على مؤلِّفه مِنَ الرَّأي السَّديد والقول الصَّواب، وما أتى به فيه مِنْ لُباب النُّقول، وصَفوة الأقوال ومحصول العقول والألباب، إلَّا مَنْ مارس هذه الصِّناعةَ، واشتغل بتدريس الكتاب مدَّةً طويلةً، ولقي الجهد والعَناء في حلِّ غوامضه وفكِّ مشكلاته، وقد قال القائل:
إِنَّمَا يَعْرِفُ ذَا الفَضْــ ـــلِ مِنَ النَّاسِ ذَوُوهُ
وندعو اللهَ أن ينفع بهذا الكتابِ طَلَبةَ العلمِ وأساتذةَ الحديث، كما نفع بمؤلَّفاته الأخرى، وأن يبارك في حياته، وينفع به المسلمين، ويعزَّ به العلمَ والدِّين.
وفي الأخير نعترف لزميلنا [العزيز] الأستاذ سعيد الأعظميِّ النَّدَويِّ بالإخلاص، وبَذلِ الجهد في طبع هذا الكتاب، والإشراف على تصحيحه، شأنَه في مؤلَّفات الشَّيخ الأخرى، الَّتي سَعِدَ بنشرها وطبعِها في مطبعة ندوة العلماء، وتقبَّل اللهُ سعيَه وجزاه خيرًا.
أبو الحسن عليٌّ الحَسنيُّ النَّدَويُّ
المسجد الجامع رأي بريلي الهند
يوم الأربعاء 11 جمادى الآخرة 1391 هـ /
[1] في (المطبوع): ((تقديم الكتاب بقلم العلامة أبي الحسن علي الحسني الندوي ☼. بسم الله الرحمن الرحيم)) بدل قوله: ((تقدمة العلامة ......... ندوة العلماء لكنهؤ)).
[2] قوله: ((بن إبراهيم)) ليس في (المطبوع).
[3] في (المطبوع): ((قداحهم)).
[4] في (المطبوع): ((لغويًا)).
[5] قوله: ((غاية من)) ليس في (المطبوع).
[6] في (المطبوع): ((بها)).
[7] زاد في (المطبوع): ((بــ)).
[8] في (المطبوع): ((ببيت)).
[9] في (المطبوع): ((غوادي)).
[10] المعروف أن اسمه: ((حاجي خليفة)).
[11] في (المطبوع): ░1067 هـ▒.
[12] كشف الظنون 1/541.
[13] في (المطبوع): ((للإمام)).
[14] في (المطبوع): ((أحمد)).
[15] في (المطبوع): ((فك)).
[16] ما أطلق عليه «مصابيح الجامع» هو للبدر الدَّمامينيِّ وسيردُ الحديث عنه، ولم أجد مَنْ أطلق هذا الاسم على كتاب السِّجِلْمَاسيِّ المذكور ولعله سبقُ قلم والله أعلم.
[17] في (المطبوع): ((وهي)).
[18] قوله: ((سماه مصابيح الجامع)) ليس في (المطبوع).
[19] قال الشَّيخ عبدُ الحيِّ الحسنيُّ في ترجمة الدَّمامينيِّ: وله شرح على البخاريِّ سمَّاه «مصابيح الجامع» أوَّلُه الحمد لله الَّذي في خدمة السُّنَّة النَّبويَّة أعظم سيادة، ذكر فيه أنَّه ألَّفه للسُّلطان أحمد شاه المذكور، وعلَّق على أبواب منه ومواضع، يحتوي على غريبٍ وإعرابٍ وتنبيهٍ، وقد دخل ابنُ الدَّمامينيِّ مدينة أحمد آباد سنة 820 هـ، ولا بدَّ أن يكون هذا الكتاب قد أُلِّف بين سنة 820 هـ وسنة 838 هـ. نزهة الخواطر:3/268.
[20] فاته: «تراجم البخاريِّ» لابن جماعة ☼ (ت: 733).
و«مناسباتُ أبواب صحيح البخاريِّ بعضِها لبعض» للسِّراج البُلْقِينيِّ ☼ (ت:805).
[21] هامش مِنَ الأصل: «طبعت باسم رسالة شرح تراجم صحيح البخاريِّ، دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد سنة 1323 هـ، وهي تقع في 129 ص بالقطع المتوسِّط»، ثم صدر بتحقيق عزَّت محمَّد فرغلي عن دار الكتاب المصريِّ سنة 1999 م.
[22] في (المطبوع): ((بما)).
[23] هامش مِنَ الأصل: «والكتاب يقع في 72 صفحة وهو في اللُّغة الأُرْديَّة، وفي آخره نحو أربع صفحات بالعربيَّة، وهو بمذكِّرات معلِّم أشبهُ منه بكتابٍ مستقلٍّ، طبع في مطبعة الأمان في نكينه بنور».
[24] في (المطبوع): ((م)).
[25] في (المطبوع): ((م)).
[26] هامش مِنَ الأصل: «عمدة القاري للعلَّامة العَينيِّ مجلد 5 ص 415»، انظر عمدة القاري: 11/182 وقد اختصر الشَّيخُ المقدِّمُ ⌂ كلام الحافظ العينيِّ عن مواضع إخراج البخاريِّ للحديث المذكور.
[27] قوله: ((الصحيح)) ليس في (المطبوع).
[28] قوله: ((☺)) ليس في (المطبوع).
[29] قوله: ((☻)) ليس في (المطبوع).
[30] في (المطبوع): ((وتراجم)).
[31] هامش مِنَ الأصل: «نشكر لهذه الإحصائيات فضيلة الشَّيخ عبد السَّتَّار الأعظميِّ مدرِّسَ الحديث الشَّريف في دار العلوم ندوة العلماء.
[32] قوله: ((عليهما السلام)) ليس في (المطبوع).
[33] قوله: ((☺)) ليس في (المطبوع).
[34] قوله: ((☻)) ليس في (المطبوع).
[35] في (المطبوع): ((إن من الشجر لشجرةً)).
[36] انظر التَّلخيص شرح الجامع الصَّحيح للنَّووي: ص 230.
[37] في (المطبوع): ((ذلك)).
[38] في (المطبوع): ((للأساليب)).
[39] في (المطبوع): ((وهو)).
[40] مقدِّمة فتح الباري ص 8.
[41] في (المطبوع): ((وبعضها)) بإسقاط في.
[42] شرح تراجم أبواب صحيح البخاريِّ ص 5 طبع حيدر آباد سنة 1323 هـ.
[43] في (المطبوع): ((قبائل)).
[44] في (المطبوع): ((من الكتاب)).
[45] التعديل والتجريح لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح لأبي الوليد الباجي1/311.
[46] قوله: ((عنه)) ليس في (المطبوع).
[47] في (المطبوع): ((في)).
[48] في (المطبوع): ((هو)) بلا واو.
[49] في (المطبوع): ((فيها)).
[50] في (المطبوع): ((يورِّي)).
[51] في حاشية (المطبوع): ((كذا في الأصل، والظاهر: ولا يستلمح)).
[52] أحمد بن عبد الرَّحيم الفاروقيُّ الدِّهْلَويُّ الهنديُّ، شاه وَليُّ الله أبو عبد العزيز، فقيهٌ حنفيٌّ مِنَ المحدِّثين. مِنْ أهل دِهْلي بالهند، قال صاحب «فهرس الفهارس»: أحيا الله به وبأولاده وأولاد بنته وتلاميذهم الحديثَ والسُّنَّةَ بالهند بعد مَواتهما، وعلى كتبه وأسانيده المدارُ في تلك الدِّيار، مِنْ كتبه: «الفوز الكبير في أصول وفتح الخبير بما لا بدَّ مِنْ حفظه في علم التَّفسير»، و«حجة الله البالغة»، و«الإنصاف في أسباب الخلاف»، و«شرح تراجم أبواب»، وغيرها كثير، ت سنة 1176 ه. الأعلام للزِّرَكْليِّ:1/149.
[53] في (المطبوع): ((حيث)).
[54] في (المطبوع): ((ولا آخر في عالم التأمل)).
[55] في (المطبوع): ((يصدق)).
[56] في (المطبوع): ((الگنگوهي)).
[57] في (المطبوع): ((في)).