الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري
مقدمة كتاب الفيض الجاري- مقدمة كتاب الفيض الجاري
- كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
- كتاب الإيمان
- كتاب العلم
- كتاب الوضوء
- كتاب الغسل
- كتاب الحيض
- [كتاب التيمم]
- كتاب الصلاة
- [كتاب مواقيت الصلاة]
- [كتاب الأذان]
- كتاب الجمعة
- [أبواب صلاة الخوف]
- [كتاب العيدين]
- [كتاب الوتر]
- [كتاب الاستسقاء]
- [كتاب الكسوف]
- [أبواب سجود القرآن]
- [أبواب تقصير الصلاة]
- [أبواب التهجد]
- [كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة]
- [أبواب العمل في الصلاة]
- [أبواب السهو]
- [كتاب الجنائز]
- [كتاب الزكاة]
- [أبواب صدقة الفطر]
- كتاب الحج
- [أبواب العمرة]
- [أبواب المحصر]
- [كتاب جزاء الصيد]
- [أبواب فضائل المدينة]
- كتاب الصوم
- [كتاب صلاة التراويح]
- [أبواب الاعتكاف]
- كتاب البيوع
- كتاب السلم
- [كتاب الشفعة]
- [كتاب الإجارة]
- [كتاب الحوالة]
- [كتاب الكفالة]
- كتاب الوكالة
- [كتاب المزارعة]
- [كتاب المساقاة]
- [كتاب الاستقراض]
- [كتاب الخصومات]
- [كتاب في اللقطة]
- [كتاب المظالم]
- [كتاب الشركة]
- [كتاب الرهن]
- [كتاب العتق]
- [كتاب المكاتب]
- كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
- كتاب الشهادات
- [كتاب الصلح]
- [كتاب الشروط]
- كتاب الوصايا
- [كتاب الجهاد والسير]
- [كتاب فرض الخمس]
- [كتاب الجزية والموادعة]
- كتاب بدء الخلق
- [كتاب أحاديث الأنبياء]
- [كتاب المناقب]
- [كتاب فضائل الصحابة]
- [كتاب مناقب الأنصار]
- كتاب المغازي
- كتاب التفسير
♫
الحمد لله الذي شرح صدورنا بفيض فضله المتواتر المعروف الجاري، وفتح لنا مغلق كنوز الأحاديث النبوية من الجواهر المنيرة كالدراري، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله تفرد بإيجاد الكائنات حتى الذراري، وأشهد أن نبينا محمداً عبد ورسوله أفضل من دعا إلى توحيد المولى العزيز الباري، صلى الله وسلم عليه الذي أرسله الله تعالى لكافة خلقه بالرحمة والهدى الساري، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم والمسلمين، ولاسيما العالم والمحدث والقارئ أما بعد:
فيقول العبد الفقير إلى مولاه الغني الفتاح إسماعيل العجلوني الشافعي ابن محمد جراح:
قد التمس مني بعض الفضلاء من الأصدقاء والإخوان أن أضع مع إقرائي لـ((صحيح الإمام البخاري)) عليه شرحاً واضح البيان، فاعتذرت إليهم بأني لست من فرسان هذا الميدان، وبأنه قد أحجم عن هذا الأمر الخطير الكثير من الأئمة الأعيان، وكيف لا وقد قال بعض المحققين: إن أحداً لم يستصبح سراجه، ولا استوضح سبيله ومنهاجه، بل هو درَّة لم تُثقب، ومُهرة لم تركب، فكيف لي بهذا السبيل العسير الذي لا يسلكه إلا العالم النحرير، فلم يرتدعوا عن سؤالهم، ولم أجد بداً من تنفيذ آمالهم، فأجبتهم بالشُّروع في ذلك المرام، مستعيناً على إكماله بالمليك العلام، وقد قيل:
فتشبهوا إن لم تكونوا منهم إنَّ التشبه بالكرام فلاح
وكان ابتداء الشروع في ذلك سنة اثنتين وأربعين ومائة وألف، مستمداً من شروحه المفيدة، جامعاً لكثير ممَّا فيها من الفوائد السديدة، مع زوائد من خزانة الفكر سنح / بها البال، وتحقيقات التقطتها من كلام محققي الرجال، على أني متمثلاً أقول _كما قال الحافظ البرقاني من الفحول_:
وما لي فيه سوى أنني أراه هوى وافق المقصدا
وأرجوا الثواب بكتب الصلاة على السيد المصطفى أحمدا
وبالجملة فإنما أنا من عيون مناهلهم الصافية أغترف، وبفواضل فضائلهم الصافية أعترف، وأرجو من فضل الله تعالى أن يجعل هذا الشرح عمدة ومرجعاً؛ لكونه مشتملاً على غرر الفوائد، حاوياً لدرر البحار من الفرائد البوادي والعوائد.
وسميته:
((الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري))
ويناسب أن يسمى بـ: ((المنهل الجاري شرح صحيح البخاري))
جعله الله خالصاً لوجهه الكريم، وسبباً للفوز لديه بجنات النعيم ونفعني، ومن تلقاه بالقبول في الدارين بنبيه محمد سيد الكونين والثقلين، هذا وإن من الأسباب الحاملة لي على هذا الشرح ما أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة ☺ أنَّه قال: قال رسول الله صلعم: (إذا مات ابن آدم _وفي رواية: الإنسان_ انقطع عمله إلَّا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفعُ به، أو ولد صالحٍ يدعو له).
وما أخرجه ابن ماجه وابن خُزيمة عن أبي هريرة أيضاً أنَّه قال: قال رسول الله صلعم: (إنَّ مما يلحق المؤمن من حسناته بعد موته علماً نشره).
وحمل العلماء العلم المنشور والمنتفع به في الحياة، وبعد الموت والنشور على التَّصنيف والتعليم، لكنَّه في التَّصنيف أظهر؛ لأنَّه أطول استمراراً، ونفعه أكثر، وما قاله الزركشي وغيره من أن من فروض الكفاية تصنيف الكتب لمن منحه الله فهماً واطلاعاً، وما قاله النووي في ((شرح المهذب)) في باب آداب العالم: ينبغي أن يعتني بالتصنيف من تأهل له، إذ به يطلع على حقائق العلم ودقائقه، ويثبت معه ويرسخ في ذهنه؛ لأنه يضطره إلى كثرة التفتيش والمراجعة لكلام العلماء فيتبحر فيه، وما قاله الخطيب قل ما يتمهر الإنسان في علم الحديث، ويقف على غوامضه إلا إذا جمع متفرقه، واشتغل بتصنيف أبوابه وترتيب أصنافه، فإن ذلك يثبت الحفظ، ويَشْحَذ الطبع، ويبسط اللسان، ويجيد البيان، ويكسب أيضاً جميل الذكر وتخليده إلى آخر الدهر، كما قال الشاعر:
يموت قوم فيحيي العلم ذكرهم والجهل يلحق أمواتاً بأموات
وكما قال أبو الفتح علي بن محمد البستي:
يقولون ذكر المرء يبقى بنسله وليس له ذكر إذا لم يكن نسل
فقلت لهم نسلي بدائع حكمتي فمن سره نسل فإنا بذا نسلو
وقال الخطيب أيضاً: وكان بعض شيوخنا يقول: من أراد الفائدة فليكسر قلم النسخ، وليأخذ قلم التخريج، وقال الجاحظ: القلم أبقى أثراً، واللسان أكثر هَذَراً، وقالوا: اللسان مقصور على القريب الحاضر، والقلم مطلق في الشاهد، والغابر، والكتاب يقرأ في كل مكان، ويدرس في كل زمان، واللسان لا يعدو الحاضر السامع والقلم يشمله والبعيد الشاسع، فهو أتم للفائدة، وأبقى للعائدة، فينبغي له كمال التحري فيه، والاشتغال من الكامل النبيه.
فقد قال / الإمام ابن الجوزي كما نقله عنه في ((فتح الباري)): الأمل مذموم للناس إلا للعلماء، فلولا أملهم لما صنفوا ولا ألفوا، وقد أحببنا أن نقدم أمام الشروع في المقصود فوائد له بها انتفاع محمود فنقول:
اسم الكتاب : الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري
اسم المؤلف الكامل : العجلوني إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي الدمشقي أبو الفداء
تاريخ الوفاة : 1162
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1439
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : تنضيد ومقابلة محمد توفيق تكله وطائفة من الباحثين
الأجزاء : 6
حول الكتاب :
الكتاب من أجل شروح صحيح البخاري التي ألفت في القرن الثاني عشر، دعاه إلى تصنيفه ما ذكره في المقدمة حين قال: « قد التمس مني بعض الفضلاء من الأصدقاء والإخوان أن أضع مع إقرائي لـ((صحيح الإمام البخاري)) عليه شرحاً واضح البيان، فاعتذرت إليهم بأني لست من فرسان هذا الميدان، وبأنه قد أحجم عن هذا الأمر الخطير الكثير من الأئمة الأعيان، وكيف لا وقد قال بعض المحققين: إن أحداً لم يستصبح سراجه، ولا استوضح سبيله ومنهاجه، بل هو درَّة لم تُثقب، ومُهرة لم تركب، فكيف لي بهذا السبيل العسير الذي لا يسلكه إلا العالم النحرير، فلم يرتدعوا عن سؤالهم، ولم أجد بداً من تنفيذ آمالهم، فأجبتهم بالشُّروع في ذلك المرام، مستعيناً على إكماله بالمليك العلام ».
واستمده مؤلفه من شروح من سبقه، كما بيَّن في المقدمة حين قال: « مستمداً من شروحه المفيدة، جامعاً لكثير ممَّا فيها من الفوائد السديدة، مع زوائد من خزانة الفكر سنح بها البال، وتحقيقات التقطتها من كلام محققي الرجال ». وذلك أثناء إقراءه الصحيح تحت قبة النسر، كما ذكر هو رحمه الله في خاتمة كتابه، وابتدأ كتابة الشرح سنة (1142) كما في المقدمة _وذكر في الخاتمة أنه ابتدأه سنة (1141)_ ومات رحمه الله قبل إتمامه، ووصل فيه إلى أثناء كتاب التفسير عند تفسير {êêمَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَêêê} [البقرة: 97] الحديث (4480) وكان إقراءه للبخاري عصر كل يوم من رجب وشعبان ورمضان، وتأخر ابتداء الشرح عشرين عامًا عن الإقراء، وقرظه له الشيخ أبو البركات عبد الله بن يحيى السويدي سنة (1157) وحثَّه على إتمامه، والملاحظ على الكتاب أن المصنف رحمه الله يجوب الشروح وينتقي مختصرًا مهذِّبًا، وهو خلال نقولاته البديعة يدعو الباحث إلى التأمل والتفكر فيما ينقل.
حول المؤلف :
أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي الجرَّاحي العجلوني الدمشقيُّ، محدِّث الشام في أيامه.
مولده ونشأته:
مولده بعجلون سنة (1087) ومنشأه بدمشق. عيِّن مدرسًا تحت قبة النسر وقارئًا لصحيح البخاري ما بين (1121-1162) عصر كل يوم من رجب وشعبان ورمضان، هذا المنصب الذي كان من شرط القائم به أن يكون أعلم أهل زمانه.
كتبه:
له كتب منها:
-كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس
- الفيض الجاري في شرح صحيح البخاري، وهو كتابنا هذا
- شرح الحديث المسلسل بالدمشقيين
- عقد الجوهر الثمين
- الفوائد الدراري في ترجمة الإمام البخاري.
وفاته:
توفي بدمشق سنة (1162).
عملنا :
قابلنا على نسختين خطيتين نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق، ونسخة مكتبة أحمد الثالث في تركيا هذه المرحلة الأولى من العمل، ثم وقعنا على مخطوط المصنف التي تفضل بها الشيخ زهير شاويش رحمه الله فأعدنا المقابلة عليها وعزونا إحالات الكتاب إلى مواضعها.

