الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري
[كتاب الحوالة]- مقدمة كتاب الفيض الجاري
- كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
- كتاب الإيمان
- كتاب العلم
- كتاب الوضوء
- كتاب الغسل
- كتاب الحيض
- [كتاب التيمم]
- كتاب الصلاة
- [كتاب مواقيت الصلاة]
- [كتاب الأذان]
- كتاب الجمعة
- [أبواب صلاة الخوف]
- [كتاب العيدين]
- [كتاب الوتر]
- [كتاب الاستسقاء]
- [كتاب الكسوف]
- [أبواب سجود القرآن]
- [أبواب تقصير الصلاة]
- [أبواب التهجد]
- [كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة]
- [أبواب العمل في الصلاة]
- [أبواب السهو]
- [كتاب الجنائز]
- [كتاب الزكاة]
- [أبواب صدقة الفطر]
- كتاب الحج
- [أبواب العمرة]
- [أبواب المحصر]
- [كتاب جزاء الصيد]
- [أبواب فضائل المدينة]
- كتاب الصوم
- [كتاب صلاة التراويح]
- [أبواب الاعتكاف]
- كتاب البيوع
- كتاب السلم
- [كتاب الشفعة]
- [كتاب الإجارة]
- [كتاب الحوالة]
- [كتاب الكفالة]
- كتاب الوكالة
- [كتاب المزارعة]
- [كتاب المساقاة]
- [كتاب الاستقراض]
- [كتاب الخصومات]
- [كتاب في اللقطة]
- [كتاب المظالم]
- [كتاب الشركة]
- [كتاب الرهن]
- [كتاب العتق]
- [كتاب المكاتب]
- كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
- كتاب الشهادات
- [كتاب الصلح]
- [كتاب الشروط]
- كتاب الوصايا
- [كتاب الجهاد والسير]
- [كتاب فرض الخمس]
- [كتاب الجزية والموادعة]
- كتاب بدء الخلق
- [كتاب أحاديث الأنبياء]
- [كتاب المناقب]
- [كتاب فضائل الصحابة]
- [كتاب مناقب الأنصار]
- كتاب المغازي
- كتاب التفسير
░(38▒) ♫
(الحَوَالاَتِ) بالألف والتاء، جمعُ: حَوالةٍ _بفتح الحاء وقد تكسَرُ_ من غير ذكرِ: كتاب، وللمُستَمليِّ كما في الفرع: <كتابُ الحوالاتِ، بسمُ الله الرحمن الرحيم>، وللأكثرِ كما في ((الفتح)): <بسم الله الرحمن الرحيم، بابٌ في الحَوالة>.
قال: وزاد النسفيُّ والمستمليُّ بعد البسمَلةِ: <كتابُ الحَوالةِ> وما في القسطلانيِّ / ممَّا حكاه عن الحافظِ، فغيرُ محرَّرٍ لمن تأمَّلَه.
░1▒ (باب فِي الْحَوَالَةِ) وهي لغةً: مشتقَّةٌ من التَّحويلِ، أو من الحَول، يقال: حالَ عن العَهدِ: انتقَلَ عنه، قال ابنُ الملقِّن: وفي ((نوادر اللحيانيِّ)): أُحيلُه إحالةً وإحالاً، وهي عند الفقهاء: نقلُ دَينٍ من ذِمَّةٍ إلى ذِمَّةٍ، وأركانُها: مُحيلٌ، ومُحالٌ، ومُحتالٌ عليه، ودَينٌ، وصيغةٌ، وشرطُ صحَّتِها: رضى المحيلِ بلا خلافٍ، وكذا المحتالُ عند الأكثرين خلافاً للحنابلةِ فيما إذا كان المحالُ عليه مَليًّا لا المحتالُ، خلافاً للحنفيَّة ولابنِ شعبانَ من المالكيَّةِ؛ لتفاوُتِ النَّاسِ في الاقتضاءِ، فلعلَّ المحالَ عليه مُعسِرٌ أو مُفلِسٌ، فيتضرَّرُ المحتالُ، إذ لا رجوعَ له على المحيلِ حينئذٍ، ويُشترَطُ تماثُلُ الحقَّينِ جنساً وقَدْراً وصفةً؛ كحُلولٍ وتأجيلٍ وصحَّةٍ وتكسُّرٍ وجودةٍ ورَداءةٍ، ولا يختصُّ جوازُها بالنقدَين خلافاً لبعضِهم.
قال في ((الفتح)): واختلفَ الفقهاءُ؛ هل هي بيعُ دينٍ بدينٍ رُخِّصَ فيه؛ أي: للحاجةِ، فاستُثنيَ من بيع الدَّينِ بالدَّينِ، أو هي استيفاءٌ؟ وقيل: عقدُ إرفاقٍ مستقِلٍّ، انتهى فتأمَّل.
(وَهَلْ يَرْجِعُ) أي: المحيلُ، قاله القسطلانيُّ كشيخِ الإسلامِ تَبعاً للعينيِّ، وقال البرماويُّ: ((وهل يرجِعُ)) أي: المحتالُ عن المحيلِ، قال: وفي بعضِها: ببنائه للمفعولِ، انتهى.
(فِي الْحَوَالَةِ) ولم يجزِمْ بالحُكمِ للاختلافِ فيه. فإن قلنا: إنَّ الحوالةَ عقدٌ لازمٌ؛ فلا يُرجَعُ فيها، وإن قلنا: عقدٌ جائزٌ؛ فيُرجعُ.
(وَقَالَ الْحَسَنُ) أي: البصريُّ (وَقَتَادَةُ) أي: ابنُ دعامةَ (إِذَا كَانَ) أي: المحالُ عليه (يَوْمَ) أي: وقتَ (أَحَالَ) أي: المُحيلُ (عَلَيْهِ مَلِيًّا) أصله بالهمز بعد التحتية الساكنة، فأُبدلتِ الهمزةُ ياءً، وأدغمَتِ الياء في الياء (جَازَ) جوابُ: ((إذا)) أي: جازَ هذا الفعلُ؛ وهو الحوالةُ، وحينئذٍ فليس للمُحتالِ أن يرجِعَ على المحُيلِ، وقد وصَلَ أثرَيهما المعلَّقِ ابنُ أبي شيبةَ والأثرَمُ، واللفظُ للثَّاني من طريقِ سعيدِ بن أبي عَروبةَ عنهما أنهما سُئلا عن رجلٍ احتال على رجلٍ فأفلَسَ، قالا: إذا كان مَليًّا يومَ احتالَ عليه، فلا يرجِعُ عليه.
ومفهومُ قولِهما: إذا كان مليًّا أنه إذا كان مُفلِساً يومَ الحوالةِ يرجِعُ عندهما، وعند أحمدَ: يرجِعُ إذا لم يعلَمِ المحتالُ بإفلاسِ المحالِ عليه، ومذهبُ الشافعيِّ أنَّ المحتالَ لا يرجعُ بحالٍ، ولو أفلَسَ المحالُ عليه أو ماتَ أو جحَدَ وحلَفَ، كما لو تعوَّضَ عن الدَّين ثم تلِفَ، وكذا لو بان المُحالُ عليه عبداً لغيرِ المحيلِ، بل يطالبُه بعد العتقِ.
وعند المالكيَّةِ: يرجِعُ عليه فيما إذا حصل منه غرورٌ، بأن يكونَ إفلاسُ المحالِ عليه مقترِناً بالحوالةِ وهو جاهلٌ به مع علمِ المحيلِ به، وعند الحنفيَّة: يرجِعُ عليه إذا توِيَ حقُّه.
قال العينيُّ: وبه قال شُريحٌ وعثمانُ البَتِّيُّ والشعبيُّ والنخعيُّ وآخرون، والتَّوى عند أبي حنيفةَ: إما أن يجحَدَ الحوالةَ ويحلفَ ولا بيِّنةَ عليه، أو يموتَ مفلِساً.
وقال أبو يوسفَ ومحمدٌ: يحصلُ التَّوَى أيضاً بأن يحكُمَ الحاكمُ بإفلاسِه في حالِ حياتِه، لكن نَقلَ في ((الفتح)) عن أبي حنيفةَ أنه يرجِعُ بالفَلَسِ مطلَقاً، عاشَ أو ماتَ، ولا يرجِعُ عنده بغير الفَلَسِ، قال: وعن الحكَمِ: لا يرجِعُ إلا إذا ماتَ المحالُ عليه، وعن الثوريِّ: يرجِعُ بالموت، وأما بالفَلَسِ فلا يرجِعُ إلا بمَحضَرِ المُحيلِ والمحالِ عليه.
وقال مالكٌ: لا يرجعُ إلا إنْ غرَّه، علِمَ بإفلاسِه أم لا، وقال الحسنُ وشريحٌ وزُفرُ: الحوالةُ كالكفالةِ، فيرجعُ على أيِّهما شاء، / وبه يُشعِرُ إدخالُ البُخاريِّ أبوابَ الكفالةِ في أبواب الحوالة، قال: وذهب الجمهورُ إلى عدم الرُّجوعِ مطلَقاً، واحتجَّ الشافعيُّ بأنَّ معنى قولِ الرجلِ: أحَلتُه وأبرأَني: حوَّلتُ حقَّه عني، وأثبتُّه على غيري.
وذكرَ أنَّ محمَّدَ بن الحسَنِ احتجَّ لقوله بحديثِ عثمانَ أنه قال في الحوالةِ أو الكفالةِ: يرجِعُ صاحبُها، لا توًى على مسلمٍ، قال: فسألتُه عن إسنادِه، فذكَرَه عن رجلٍ مجهولٍ عن آخرَ معروفٍ، لكنه منقطِعٌ، فبطلَ الاحتجاجُ به من أوجُهٍ، انتهى باختصار.
(وَقَالَ ابنُ عبَّاسٍ) ممَّا وصله ابنُ أبي شيبةَ بمعناه (يَتَخَارَجُ الشَّرِيكَانِ) أي: إذا كان لهما دَينٌ على إنسانٍ، فأفلسَ، أو ماتَ، أو جحَدَ وحلفَ حيثُ لا بيِّنةَ، فيخرُجُ هذا الشريكُ مما وقع في نصيبِ صاحبِه، وذلك الآخرُ كذلك إذا وقعَتِ القسمةُ بالتراضي مع استواءِ الدَّين.
(وَأَهْلُ الْمِيرَاثِ) أي: وكذلك يتخارَجُ أهلُ الميراثِ، وعطفُه على ما قبله من عطفِ الخاصِّ على العامِّ، فألحقَ المصنِّفُ الورَثةَ بالشريكَين (فَيَأْخُذُ هَذَا) أي: أحدُ الشريكَين (عَيْناً وَهَذَا) أي: الشريكُ الآخَرُ.
(دَيْناً، فإنْ تَوِيَ) بفتح المثناة الفوقية وكسر الواو، من باب علِمَ، قال ابنُ الملقِّن نقلاً عن ابنِ التِّين: ((تَوِيَ)) ضبطناه: بفتح الواو وسكون الياء، والصوابُ: كسر الواو وفتح الياء على وزن: غَوِيَ، والتَّواءُ: ممدودٌ، وقد يُقصَرُ.
وقال صاحبُ ((المغيث)) عن أبي بكرٍ في قوله: ((ذاك الذي لا تَوًى عليه)) أي: لا ضياعَ ولا خسارةَ، من قولهم: تَويَ المالُ: هلَكَ، يَتوي، وتَوِيَ حقُّ فلانٍ على غريمِهِ: ذهَبَ، تَوْياً وتَوًى، والقصرُ أجودُ، فهو توٍ وتاوٍ، وقيل: من التو، بمعنى: المنفرِدِ، انتهى؛ أي: بأن هلَكَ.
(لأَحَدِهِمَا) أي: لأحدِ الشريكَين أو الوارثَين شيءٌ مما أخذَه (لَمْ يَرْجِعْ عَلَى صَاحِبِهِ) أي: لأنَّه رضي بالدَّينِ عِوَضاً، كما لو اشترى عَيناً فتلفَتْ في يدِه، وألحَقَ المصنِّفُ الحوالةَ بذلك.
اسم الكتاب : الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري
اسم المؤلف الكامل : العجلوني إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي الدمشقي أبو الفداء
تاريخ الوفاة : 1162
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1439
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : تنضيد ومقابلة محمد توفيق تكله وطائفة من الباحثين
الأجزاء : 6
حول الكتاب :
الكتاب من أجل شروح صحيح البخاري التي ألفت في القرن الثاني عشر، دعاه إلى تصنيفه ما ذكره في المقدمة حين قال: « قد التمس مني بعض الفضلاء من الأصدقاء والإخوان أن أضع مع إقرائي لـ((صحيح الإمام البخاري)) عليه شرحاً واضح البيان، فاعتذرت إليهم بأني لست من فرسان هذا الميدان، وبأنه قد أحجم عن هذا الأمر الخطير الكثير من الأئمة الأعيان، وكيف لا وقد قال بعض المحققين: إن أحداً لم يستصبح سراجه، ولا استوضح سبيله ومنهاجه، بل هو درَّة لم تُثقب، ومُهرة لم تركب، فكيف لي بهذا السبيل العسير الذي لا يسلكه إلا العالم النحرير، فلم يرتدعوا عن سؤالهم، ولم أجد بداً من تنفيذ آمالهم، فأجبتهم بالشُّروع في ذلك المرام، مستعيناً على إكماله بالمليك العلام ».
واستمده مؤلفه من شروح من سبقه، كما بيَّن في المقدمة حين قال: « مستمداً من شروحه المفيدة، جامعاً لكثير ممَّا فيها من الفوائد السديدة، مع زوائد من خزانة الفكر سنح بها البال، وتحقيقات التقطتها من كلام محققي الرجال ». وذلك أثناء إقراءه الصحيح تحت قبة النسر، كما ذكر هو رحمه الله في خاتمة كتابه، وابتدأ كتابة الشرح سنة (1142) كما في المقدمة _وذكر في الخاتمة أنه ابتدأه سنة (1141)_ ومات رحمه الله قبل إتمامه، ووصل فيه إلى أثناء كتاب التفسير عند تفسير {êêمَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَêêê} [البقرة: 97] الحديث (4480) وكان إقراءه للبخاري عصر كل يوم من رجب وشعبان ورمضان، وتأخر ابتداء الشرح عشرين عامًا عن الإقراء، وقرظه له الشيخ أبو البركات عبد الله بن يحيى السويدي سنة (1157) وحثَّه على إتمامه، والملاحظ على الكتاب أن المصنف رحمه الله يجوب الشروح وينتقي مختصرًا مهذِّبًا، وهو خلال نقولاته البديعة يدعو الباحث إلى التأمل والتفكر فيما ينقل.
حول المؤلف :
أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي الجرَّاحي العجلوني الدمشقيُّ، محدِّث الشام في أيامه.
مولده ونشأته:
مولده بعجلون سنة (1087) ومنشأه بدمشق. عيِّن مدرسًا تحت قبة النسر وقارئًا لصحيح البخاري ما بين (1121-1162) عصر كل يوم من رجب وشعبان ورمضان، هذا المنصب الذي كان من شرط القائم به أن يكون أعلم أهل زمانه.
كتبه:
له كتب منها:
-كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس
- الفيض الجاري في شرح صحيح البخاري، وهو كتابنا هذا
- شرح الحديث المسلسل بالدمشقيين
- عقد الجوهر الثمين
- الفوائد الدراري في ترجمة الإمام البخاري.
وفاته:
توفي بدمشق سنة (1162).
عملنا :
قابلنا على نسختين خطيتين نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق، ونسخة مكتبة أحمد الثالث في تركيا هذه المرحلة الأولى من العمل، ثم وقعنا على مخطوط المصنف التي تفضل بها الشيخ زهير شاويش رحمه الله فأعدنا المقابلة عليها وعزونا إحالات الكتاب إلى مواضعها.

