-
مقدمة كتاب الفيض الجاري
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
[كتاب التيمم]
-
كتاب الصلاة
-
[كتاب مواقيت الصلاة]
-
[كتاب الأذان]
-
كتاب الجمعة
-
[أبواب صلاة الخوف]
-
[كتاب العيدين]
-
[كتاب الوتر]
-
[كتاب الاستسقاء]
-
[كتاب الكسوف]
-
[أبواب سجود القرآن]
-
[أبواب تقصير الصلاة]
-
[أبواب التهجد]
-
[كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة]
-
[أبواب العمل في الصلاة]
-
[أبواب السهو]
-
[كتاب الجنائز]
-
[كتاب الزكاة]
-
[أبواب صدقة الفطر]
-
كتاب الحج
-
[أبواب العمرة]
-
[أبواب المحصر]
-
[كتاب جزاء الصيد]
-
[أبواب فضائل المدينة]
-
كتاب الصوم
-
[كتاب صلاة التراويح]
-
[أبواب الاعتكاف]
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
[كتاب الشفعة]
-
[كتاب الإجارة]
-
[كتاب الحوالة]
-
[كتاب الكفالة]
-
كتاب الوكالة
-
[كتاب المزارعة]
-
[كتاب المساقاة]
-
[كتاب الاستقراض]
-
[كتاب الخصومات]
-
[كتاب في اللقطة]
-
[كتاب المظالم]
-
[كتاب الشركة]
-
[كتاب الرهن]
-
[كتاب العتق]
-
[كتاب المكاتب]
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
[كتاب الصلح]
-
[كتاب الشروط]
-
كتاب الوصايا
-
[كتاب الجهاد والسير]
-
[كتاب فرض الخمس]
-
[كتاب الجزية والموادعة]
-
كتاب بدء الخلق
-
[كتاب أحاديث الأنبياء]
-
[كتاب المناقب]
-
[كتاب فضائل الصحابة]
-
[كتاب مناقب الأنصار]
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
░░29▒▒
░1▒ (باب حَرَمِ الْمَدِينَةِ) أي: بيان فضلِ حرمها، ولأبي ذرٍّ عن الحموي: <بسم الله الرحمن الرحيم، فضائل المدينة>، وفي روايةٍ عنه: <فضل المدينة، باب حرم المدينة>، ولأبي عليٍّ الشبوي: <باب ما جاء في حرم المدينة>.
و((المدينة)) علمٌ بالغلبة على مدينة النَّبيِّ صلعم المشهورة، وهي التي هاجرَ إليها، ودُفِن فيها، قال تعالى: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَة} [المنافقون:8]، فإذا أُريد غيرها من لفظ المدينة، فلا بدَّ من قرينةٍ، فهي كالنَّجم للثريا، واشتقاقُ المدينة من حيث هي من مدَنَ بالمكانِ أقامَ به، وقيل: من دانَ أطاعَ، فوزنها: فعيلة أو مفعلة، وحرمها عرضاً: ما بين لابتيها، وطولاً: من عير إلى ثور، كما سيأتي بيانُ الأمرين، وكان اسمها قبل الإسلامِ: يثرب، قال تعالى حاكياً عن المنافقين: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ} [الأحزاب:13].
وهو في الأصلِ اسم موضعٍ منها، ثمَّ سُمِّيت كلها به، وقيل: سُمِّيت باسم من نزلها أولاً وهو يثرب بن قانية من ولد أرم بن سام بن نوح، حكاهُ أبو عبيد البكري.
وقال ابن الكلبيِّ: لما أهلكَ الله قوم عادٍ تفرَّقت القبائلُ، فنزل قومٌ بمكَّة، وقومٌ بالطائف، وسار يثرب بن هذيل بن أرم وقومهُ، فنزلوا موضعَ المدينة، فاستخرجوا العيونَ، وغرسوا النَّخيل، وأقاموا زماناً فأفسدوا، فأهلكهم الله تعالى، / ويبست النَّخيل، وغارت العيون، حتى مرَّ بها تُبَّع فبناها.
واختلفوا فيها: فمنهم من يقول: إنها من بلادِ اليمن، ومنهم من يقول: إنها من بلاد الشَّام، وقيل: إنها عراقيَّةٌ، وبينها وبين العراق أربعونَ يوماً، والأصحُّ: أنها من بلادِ اليمن، وذلك لأنَّه بناها تُبَّع الأكبر حين بُشِّر بمبعث النَّبي صلعم، وأخبر أنَّه إنما يكون في مدينة يثرب، وكانت يثرب يومئذٍ صحراءَ، فبناها لأجل النَّبيِّ صلعم، وكتب بذلك عهداً.
وقال ابن إسحاق: لما نزل تُبَّع المدينةَ نزل بوادي قناة، وحفرَ فيه بئراً، فهي إلى اليومِ تدعى ببئرِ الملك.
وذكر أيضاً: أنَّ الدار التي نزلها رسولُ الله صلعم، وقال: ومن يوم مات تُبِّع إلى مولد نبينا صلعم ألف سنةٍ.
وروى الثَّعلبيُّ بسنده إلى سهل بن سعدٍ ☺ قال: سمعتُ النَّبيَّ صلعم يقول: ((لا تسبُّوا تُبَّعاً فإنَّه كان قد أسلم)).
ويقال: كان سُكَّان المدينة العماليقَ، ثمَّ نزلها طائفةٌ من بني إسرائيل، قيل: أرسلهم موسى عليه الصلاة والسلام، كما رواه الزُّبير بن بكَّارٍ في ((أخبار المدينة)) بسندٍ ضعيفٍ، ثمَّ نزلها الأوسُ والخزرجُ لما تفرَّق أهل سبأ بسبب سيل العرم، والأوس والخزرج أخوان، وأمهما: قيلة بنت الأرقم بن عمرو بن جفنة، وهما الأنصار الأوسيون والخزرجيُّون.
تنبيه: المدينة اسمها المشهورُ الذي اشتُهِر في الإسلام، وكانت في الجاهليَّةِ تُسمَّى يثرب كما مرَّ، لكنه يكرهُ تنزيهاً تسميتها بذلك؛ لأنَّه من التَّثريب، وهو المؤاخذةُ بالذنب، ومنه: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} [يوسف:92]، أو من الثرب محرَّكة وهو الفساد، وأمَّا تسميتها به في القرآنِ العزيزِ فهو حكاية لكلامِ المنافقينَ.
وأما ما في ((الصحيحين)) في الهجرة: ((فإذا هي يثربُ)).
فقد أجيبَ عنه: بأنَّه قبل النَّهي، ففي الحديثِ الصَّحيح: ((يقولون: يثرب، وهي المدينة)).
بل روى أحمدٌ عن البراء بن عازب رفعَه: ((من سمَّى المدينةَ يثربَ كُتِب عليه خطيئةٌ))، قيل: والتَّوبة منها أن يقول: المدينة عشر مرات.
وفي ((السيرة الحلبية)) أن النَّبيَّ صلعم قال: ((من سمَّى المدينة يثرب فليستغفِرْ اللهَ هي طابةُ)) كشامة، قال ذلك ثلاثاً، وفي رواية: ((فليستغفرْ الله، قاله ثلاثاً هي طيبةٌ كهيبة، قاله ثلاثاً هي طايب ككاتب))، انتهى.
ولها كمكَّة _شرفها الله تعالى_ أسماء كثيرة.
قال ابنُ حَجر المكي في ((حاشية الإيضاح)): وهي كثيرةٌ جدًّا حتى أوصلها بعض المتأخِّرين إلى ألفا اسم.
قال: وكثرة الأسماء تدلُّ غالباً على شرفِ المسمَّى، حتى قال بعضُهم: لا نعلمُ بلداً أكثر أسماءَ من مكة والمدينة؛ لكونهما أفضلَ الأرض.
وعن القاسمِ بن محمَّدٍ: بلغني أنَّ للمدينة في التَّوراة أربعين اسماً، انتهى.
وقد نظَّم الدميري في ((رموز الكنوز)) كثيراً منها فقال:
وطيبة أسماؤها كثيرة كبَحيرة بُحَيرة بَحِيره
وطيبة ركابة وطيِّبة جابرة مجبورة مطيبه
عذراً والمحبة المحببه مدخل صدق قد تسامت مرتبه
ويندر بلندر حبيبه قاصمة وسميت محبوبه
حسنة تدعى ودار السنة والدار والإيمان دار الهجره
وهي قباء لقرية والمدينة تسمى وبالمرحومة المسكينة
ومن دعاها يثرباً يستغفر فقوله خطيئة تسطر
قال فتى النجار عدت أربعين أسماؤها والكشف عن ذاك يبين
انتهى.
وسيأتي إن شاء الله تعالى عدُّ شيءٍ من أسمائها في الأبواب الآتية.
واعلم أنَّ البخاريَّ ☼ رتَّب أحاديثَ الباب كما في ((الفتح)) ترتيباً حسناً، ففي حديثِ أنسٍ التَّصريح بكون المدينة حرماً، وحدثيهُ الثَّاني تخصيصُ النَّهي عن قطْعِ الشَّجرِ بما لا ينبتُهُ الآدميُّونَ.
وفي حديثِ أبي هُريرة بيانُ ما أجمل من حدَّ حرمها في حديثِ أنسٍ، وفي حديث عليٍّ زيادة تأكيد التَّحريم، وبيان حدِّ الحرم أيضاً.