-
مقدمة كتاب الفيض الجاري
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
[كتاب التيمم]
-
كتاب الصلاة
-
[كتاب مواقيت الصلاة]
-
[كتاب الأذان]
-
كتاب الجمعة
-
[أبواب صلاة الخوف]
-
[كتاب العيدين]
-
[كتاب الوتر]
-
[كتاب الاستسقاء]
-
[كتاب الكسوف]
-
[أبواب سجود القرآن]
-
[أبواب تقصير الصلاة]
-
[أبواب التهجد]
-
[كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة]
-
[أبواب العمل في الصلاة]
-
[أبواب السهو]
-
[كتاب الجنائز]
-
[كتاب الزكاة]
-
[أبواب صدقة الفطر]
-
كتاب الحج
-
[أبواب العمرة]
-
[أبواب المحصر]
-
[كتاب جزاء الصيد]
-
[أبواب فضائل المدينة]
-
كتاب الصوم
-
[كتاب صلاة التراويح]
-
[أبواب الاعتكاف]
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
[كتاب الشفعة]
-
[كتاب الإجارة]
-
[كتاب الحوالة]
-
[كتاب الكفالة]
-
كتاب الوكالة
-
[كتاب المزارعة]
-
[كتاب المساقاة]
-
[كتاب الاستقراض]
-
[كتاب الخصومات]
-
[كتاب في اللقطة]
-
[كتاب المظالم]
-
[كتاب الشركة]
-
[كتاب الرهن]
-
[كتاب العتق]
-
[كتاب المكاتب]
-
كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
-
كتاب الشهادات
-
[كتاب الصلح]
-
[كتاب الشروط]
-
كتاب الوصايا
-
[كتاب الجهاد والسير]
-
[كتاب فرض الخمس]
-
[كتاب الجزية والموادعة]
-
كتاب بدء الخلق
-
[كتاب أحاديث الأنبياء]
-
[كتاب المناقب]
-
[كتاب فضائل الصحابة]
-
[كتاب مناقب الأنصار]
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
(♫)
░░48▒▒ (كتابٌ) بالتَّنوين (فِي الرَّهْنِ فِي الْحَضَرِ) وللكُشمِيهنيِّ: <كتاب الرَّهنِ في الحضر> ولغيرِ أبِي ذرٍّ: <باب> بالتَّنوينِ بدلُ: ((كتاب في الرهن)) وفي النُّسخَةِ المقرُوءَةِ على الميدُوميِّ: <كتابُ الرَّهنِ بابُ الرهن في الحضر>، ولابنِ شبَويه: <باب ما جاء في الرَّهنِ في الحضر> والجارُ والمجرورُ الأوَّلُ صفةُ كتَابٍ أو باب، والثَّانِي متعلِّقٌ بالرَّهنِ أو حالٌ منه، والرَّهنُ مصدَرُ: رهنَهُ يرهَنهُ _بفتحِ الهاءِ_ في الفعلينِ كمنعِ لغةِ الثُّبوتِ والدَّوامِ، ومنهُ الحالَةُ الرَّاهنةُ؛ أي: الثَّابتةُ.
وقالَ الماوَردِيُّ: الرَّهنُ الاحتبَاسُ، ومنه قولُهُ تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر:38] كذا في ((التوضيح))، وقالَ في ((الفتح)): والرَّهْن _بفتحِ أوَّله وسكونِ الهاء_ في اللُّغةِ الاحتِبَاسُ من قولِهِم: رهنَ الشَّيءَ إذا دامَ وثبتَ، ومنهُ: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}، انتهَى فتدبَّر.
وقالَ في ((القاموس)): رهَنتُهُ الشَّيءَ وعندَهُ وأرهَنْتُهُ أو لا تقُلْ أرهَنْتُهُ، وفي ((الصحاح)): رهَنْتُ الشَّيءَ عند فُلانٍ، وأرهَنتُهُ الشَّيءَ بمعنَى، قالَ عبدُ اللهِ بن همَّام السَّلوليُّ فلمَّا خشيتُ أظافِيرَهُم نجَوتُ وأرهنَهُم مالكاً، قالَ ثعلبٌ: الرُّواةُ كلُّهُم على أرهنَهُم على أنَّه يجوزُ رهَنتُهُ وأرهَنْتُهُ إلَّا الأصمعِيَّ فإنَّهُ رواهُ وأرهَنَهُم على أنَّه عَطف لفعلٍ مستقبِلٍ على فعلٍ ماضٍ، قال أي: وتركتُهُ مُقِيماً عندَهُم ليس من طريقِ الرَّهنِ؛ لأنَّهُ لا يقالُ: أرهَنْتهُ الشَّيء وإنَّما يقالُ: رهنتُهُ ورَهنَ دامَ وثبتَ، والرَّاهنُ: الثَّابتُ، انتهى.
والرَّاجحُ ما قالَهُ ثعلبٌ من جوازِ رهنتُهُ وأرهنتُهُ، والرَّهنُ شَرعاً جعلُ مالٍ وثيقَةً على دَينٍ ليستوفِيَ منه عندَ تعذُّرِ وفائهِ، ويطلَقُ الرَّهنُ على العينِ المرهُونَةِ من إطلاقِ المصدَرِ على اسمِ المفعُولِ.
قال شيخُ الإسلامِ: وخصَّ الحضرَ بالذِّكرِ جَرياً على الغَالبِ، وإلَّا فالسَّفرُ مثلُهُ مع أنَّه ذكرَهُ في قوله:
(وَقَوْلِهِ تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِباً فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} [البقرة:283]) أو يقالُ: خصَّه بالذِّكرِ ردًّا على من قال: لا يُشرَعُ الرَّهنُ إلَّا في السَّفرِ؛ لأنَّه قد لا يوجَدُ الكاتِبُ فيه، وهو مذهَبُ مجَاهدٍ والضَّحَّاك كمَا نقَلهُ الطَّبريُّ عنهُمَا، وقد ردَّ عليهمَا، كما قالَ البيضَاويُّ بأنَّهُ عليه السَّلام رهنَ درعَهُ في المدينَةِ عند يهُودِيٍّ بعشرِين صاعاً من شعِيرٍ أخذَهَا لأهلِهِ، ومثلهُ في حديثِ البابِ على أنَّ الآيَةَ ليس فيها تعرُّضٌ لعدمِ جوَازهِ في الحضرِ، فتأمَّل.
وزادَ في ((الفتح)): عزوهُ لداودَ وأهلُ الظَّاهرِ، وقال ابنُ حزمٍ: إن شرَطَ المرتهنُ الرَّهنَ في الحضرِ لم يكُنْ لهُ ذلك وإن تبرَّعَ به الرَّاهنُ جازَ وحُمل حديثُ البابِ على ذلكَ، لكن يردُّ على ابنِ حزمٍ بحدِيثِ أبي رافعٍ مِن أنَّ النَّبيَّ بعثَهُ إلى يهُودِيٍّ يستَلِفُ له طعَاماً لضَيفٍ نزَلَ به فأَبَى إلَّا برَهنٍ فرهَنهُ درعَهُ.
وأجيب: بأنَّه حدِيثٌ تفرَّدَ به مُوسَى الرَّبذِيُّ وهو ضعيفٌ، وقد أشارَ البُخاريُّ إلى ما وردَ في بعضِ طرُقهِ كعادَتهِ بلفظِ: ولقَد رهَنَ درعاً له بالمدينَةِ عندَ يهُوديٍّ قال: وعُرِف بذلك الرَّدُّ على مَن اعترَضَ بأنَّهُ ليس في الآيَةِ، والحديثُ تعرُّضٌ للرَّهنِ في الحضرِ، انتهى فتدبَّره.
وقولهُ: بالضَّميرِ، وفي بعضِ الأصُولِ: <وقول الله تعالى> وهو عليهَا مجرورٌ ويجوزُ رفعهُ، والآيَةُ في آخرِ البقرَةِ، وجملَةُ: {وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِباً} حاليَّةٌ أو معطوفةٌ على {كُنْتُم}.
وقال القسطَلانيُّ: ولأبي ذرٍّ: <وقول الله تعالى: {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ}> كذا في ((الفرع)) قال: وهو يُنافِي قولَ الحافظِ ابن حجرٍ، / وكلُّهم ذكرَ الآيةَ من أوَّلها، انتهى.
وجملةُ: {فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ} جوَابُ إن الشَّرطيَّة، ورُهُن _بضمِّ الرَّاء والهاء_ قراءةُ ابنِ كثيرٍ وأبِي عَمرٍو وابنِ مُحيصنٍ واليزيدِيُّ، قالَ أبو عَمرو: إنَّما قرَأتُ فرهنٌ للفَصلِ بينَ الرِّهانِ في الخيلِ وبين جمع رَهن في غيرِها، وقرئ كمَا في البَيضاويِّ بإسكانِ الهاءِ تخفِيفاً للضَّمِّ، وقرأَ الباقُونَ: ▬فرِهان↨ بكسر الرَّاء وبألفٍ بعد الهاءِ، وهو كالسَّابقَتين، جمعُ: رَهن.
قالَ في ((الصحاح)): الرَّهنُ: معرُوفٌ، والجَمعُ: رِهانٌ، وقالَ أبُو عَمرو بن العَلاءِ: رُهُنٌ _بضمِّ الهاءِ_ قالَ الأخفشُ: وهي قبيحَةٌ؛ لأنَّه لا يُجمَع فَعْلٌ على فُعُلٍ إلَّا قلِيلاً شاذًّا كسَقْفٌ وسُقُفٌ، قالَ: وقد يكونُ رُهُنٌ جَمعاً للرِّهَانِ، كأنَّهُ يجمَعُ رُهنٌ على: رِهَانٍ، ثمَّ يجمعُ رِهَانٌ على رُهُن مثل: فِرَاش وفرُشٌ، انتهى.