الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري
[كتاب الاستقراض]- مقدمة كتاب الفيض الجاري
- كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
- كتاب الإيمان
- كتاب العلم
- كتاب الوضوء
- كتاب الغسل
- كتاب الحيض
- [كتاب التيمم]
- كتاب الصلاة
- [كتاب مواقيت الصلاة]
- [كتاب الأذان]
- كتاب الجمعة
- [أبواب صلاة الخوف]
- [كتاب العيدين]
- [كتاب الوتر]
- [كتاب الاستسقاء]
- [كتاب الكسوف]
- [أبواب سجود القرآن]
- [أبواب تقصير الصلاة]
- [أبواب التهجد]
- [كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة]
- [أبواب العمل في الصلاة]
- [أبواب السهو]
- [كتاب الجنائز]
- [كتاب الزكاة]
- [أبواب صدقة الفطر]
- كتاب الحج
- [أبواب العمرة]
- [أبواب المحصر]
- [كتاب جزاء الصيد]
- [أبواب فضائل المدينة]
- كتاب الصوم
- [كتاب صلاة التراويح]
- [أبواب الاعتكاف]
- كتاب البيوع
- كتاب السلم
- [كتاب الشفعة]
- [كتاب الإجارة]
- [كتاب الحوالة]
- [كتاب الكفالة]
- كتاب الوكالة
- [كتاب المزارعة]
- [كتاب المساقاة]
- [كتاب الاستقراض]
- [كتاب الخصومات]
- [كتاب في اللقطة]
- [كتاب المظالم]
- [كتاب الشركة]
- [كتاب الرهن]
- [كتاب العتق]
- [كتاب المكاتب]
- كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها
- كتاب الشهادات
- [كتاب الصلح]
- [كتاب الشروط]
- كتاب الوصايا
- [كتاب الجهاد والسير]
- [كتاب فرض الخمس]
- [كتاب الجزية والموادعة]
- كتاب بدء الخلق
- [كتاب أحاديث الأنبياء]
- [كتاب المناقب]
- [كتاب فضائل الصحابة]
- [كتاب مناقب الأنصار]
- كتاب المغازي
- كتاب التفسير
♫
░░43▒▒ كِتَابُ الِاسْتِقْرَاضِ وَأَدَاءِ الدُّيُونِ وَالْحَجْرِ وَالتَّفْلِيسِ
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ) سقطَتْ من بعضِ الأصول، وفي بعضٍ آخرَ تأخيرُها عن قولِه: ((كتابٌ في الاستقراض))، وهي ما في الفرع، لكنْ مع زيادةِ: ((بابٌ في الاستقراضِ)) بعدَها، وفي بعض الأصُول: <بابٌ في الاستِقراض> ووقعَ في بعضٍ آخَرَ: <كتَابُ الاستِقرَاضِ وأدَاءِ الدُّيونِ والحَجْرِ والتَّفْلِيسِ> وعليها تكلَّمَ في ((الفتح))، فقال: كذا لأبي ذرٍّ، وزاد غيرُه في أولِه البسملةَ، وللنَّسفيِّ: <باب> بدلَ: ((كتاب)) وعطفَ التَّرجمةِ التي تليه عليه بغيرِ بابٍ، انتهى.
وجمَعَ بين الأمورِ المذكورةِ لقِلَّةِ الأحاديثِ فيها، ولارتِباطِ بعضِها ببعضٍ، فنتكلَّمُ عليها، فالاستِقراضُ: _بالسين المهملة_ لغةً: طلَبُ القَرْضِ _بفتح القاف أشهَرُ من كسرِها_، ويُطلقُ القَرضُ اسماً للشيءِ المقترَضِ، ومصدَراً بمعنى الإقراض، وهو تمليكُ الشخصِ لغيرِه شيئاً على أن يرُدَّ مِثلَه ولو في الصُّورةِ سُمِّيَ بذلك؛ لأنَّ المقرِضَ يقطَعُ للمُقترِضِ قطعةً من ماله.
وتسمِّيه أهلُ الحِجاز: سَلَفاً، وقوله: ((أداءِ الديون)) بمدِّ ((أداء)) مجروراً عطفاً على ((الاستقراض)) بمعنى: إيفائِها، و((الدُّيون)) جمعُ دينٍ، وما لَزِمَ ذمَّةَ الإنسانِ من المال، ((والحجر)) بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم، لغةً: المنع.
قال في ((المصباح)): حجَرَ عليه، من بابِ قتَلَ، منعَه التَّصرُّفَ، فهو محجورٌ عليه، والفقهاءُ يحذِفونَ: عليه؛ تخفيفاً لكثرةِ الاستعمالِ، فيقولون: مَحجورٌ، وهو سائغٌ، انتهى.
وقال في ((القاموس)): الحجرُ _مثلَّثا_ المنعُ، كالحجرانِ _بالضم والكسر_، انتهى.
وأما في الشرع: فهو منعُ التصرُّفِ في المال لصِغَرٍ أو جنونٍ أو سَفَهٍ، أو لدَينٍ بشَرطِهِ، فعَطفُ: ((والتفليسِ)) عليه يقرُبُ من عطفِ الخاصِّ على العامِّ، وهو لغةً مصدَرُ فلَّسَه _بتشديد اللام_؛ أي: نادى عليه بالإفلاس وشهَرَه به، أخذاً من الفُلوسِ التي هي أخَسُّ الأموالِ، وشَرعاً: حَجْرُ الحاكمِ على المفلِسِ بسؤالِ الغُرَماءِ له إذا لم يَفِ مالَه بدَينٍ عليه.
وقال العينيُّ: سُمِّيَ مُفلِساً؛ لأنَّه صارَ ذا فُلوسٍ بعد أنْ كان ذا دَراهمَ ودنانيرَ، قال: وقيل: سُمِّيَ بذلك لأنه يُمنعُ التصرُّفَ إلاَّ في الشيءِ التَّافه؛ لأنَّهم لا يتعاملون به في الأشياءِ الخَطِيرةِ، انتهى.
وفي ((المصباح)): أفلَسَ الرجلُ؛ / كأنَّه صارَ إلى حالٍ ليسَ له فُلوسٌ، كما يقال: أقهَرَ إذا صارَ إلى حالٍ يُقهَرُ عليها، قال: وبعضُهم يقول: صارَ ذا فُلوسٍ بعدَ أن كان ذا دَراهمَ، فهو مُفلِسٌ، والجمعُ: مَفاليس، انتهى.
وفي ((القاموس)): الفِلسُ معروفٌ، والجمعُ: أَفلُسٌ وفُلوسٌ، وبائعُه فلَّاسٌ، وخاتَمُ الجِزيةِ في الحلق، وبالكسر: صنَمٌ لطيِّءٍ، وبالتحريك: عدَمُ النَّيلِ، مِنْ: أفلَسَ؛ إذا لم يبقَ له مالٌ، كأنَّما صارَتْ دراهِمُه فُلوساً، أو صارَ بحيثُ يقالُ له: ليسَ معَه فِلْسٌ، وفلَّسَه القاضي تَفلِيساً: حكَمَ بإفلاسِهِ، قال: ومَفاليسُ: بلدٌ باليمن، وتفليسُ: _وقد تُكسرُ_ بلدٌ افتُتِحَ في خلافةِ عُثمانَ بنِ عفَّانَ ☺، انتهى.
وهذه الأمورُ الأربعةُ ستأتي في أبوابٍ متفرِّقةٍ بعدُ، فلهذا كان التَّعبيرُ بـ((كتاب في الاستقراضِ...)) إلخ، أَولى من التَّعبيرِ بـ((باب)) لاندراجِ الأبوابِ في الكتَابِ دونَ البابِ، فافهم.
اسم الكتاب : الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري
اسم المؤلف الكامل : العجلوني إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي الدمشقي أبو الفداء
تاريخ الوفاة : 1162
دار النشر : عطاءات العلم
تاريخ النشر : 1439
بلد النشر : المملكة العربية السعودية
المحقق : تنضيد ومقابلة محمد توفيق تكله وطائفة من الباحثين
الأجزاء : 6
حول الكتاب :
الكتاب من أجل شروح صحيح البخاري التي ألفت في القرن الثاني عشر، دعاه إلى تصنيفه ما ذكره في المقدمة حين قال: « قد التمس مني بعض الفضلاء من الأصدقاء والإخوان أن أضع مع إقرائي لـ((صحيح الإمام البخاري)) عليه شرحاً واضح البيان، فاعتذرت إليهم بأني لست من فرسان هذا الميدان، وبأنه قد أحجم عن هذا الأمر الخطير الكثير من الأئمة الأعيان، وكيف لا وقد قال بعض المحققين: إن أحداً لم يستصبح سراجه، ولا استوضح سبيله ومنهاجه، بل هو درَّة لم تُثقب، ومُهرة لم تركب، فكيف لي بهذا السبيل العسير الذي لا يسلكه إلا العالم النحرير، فلم يرتدعوا عن سؤالهم، ولم أجد بداً من تنفيذ آمالهم، فأجبتهم بالشُّروع في ذلك المرام، مستعيناً على إكماله بالمليك العلام ».
واستمده مؤلفه من شروح من سبقه، كما بيَّن في المقدمة حين قال: « مستمداً من شروحه المفيدة، جامعاً لكثير ممَّا فيها من الفوائد السديدة، مع زوائد من خزانة الفكر سنح بها البال، وتحقيقات التقطتها من كلام محققي الرجال ». وذلك أثناء إقراءه الصحيح تحت قبة النسر، كما ذكر هو رحمه الله في خاتمة كتابه، وابتدأ كتابة الشرح سنة (1142) كما في المقدمة _وذكر في الخاتمة أنه ابتدأه سنة (1141)_ ومات رحمه الله قبل إتمامه، ووصل فيه إلى أثناء كتاب التفسير عند تفسير {êêمَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَêêê} [البقرة: 97] الحديث (4480) وكان إقراءه للبخاري عصر كل يوم من رجب وشعبان ورمضان، وتأخر ابتداء الشرح عشرين عامًا عن الإقراء، وقرظه له الشيخ أبو البركات عبد الله بن يحيى السويدي سنة (1157) وحثَّه على إتمامه، والملاحظ على الكتاب أن المصنف رحمه الله يجوب الشروح وينتقي مختصرًا مهذِّبًا، وهو خلال نقولاته البديعة يدعو الباحث إلى التأمل والتفكر فيما ينقل.
حول المؤلف :
أبو الفداء إسماعيل بن محمد بن عبد الهادي الجرَّاحي العجلوني الدمشقيُّ، محدِّث الشام في أيامه.
مولده ونشأته:
مولده بعجلون سنة (1087) ومنشأه بدمشق. عيِّن مدرسًا تحت قبة النسر وقارئًا لصحيح البخاري ما بين (1121-1162) عصر كل يوم من رجب وشعبان ورمضان، هذا المنصب الذي كان من شرط القائم به أن يكون أعلم أهل زمانه.
كتبه:
له كتب منها:
-كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس
- الفيض الجاري في شرح صحيح البخاري، وهو كتابنا هذا
- شرح الحديث المسلسل بالدمشقيين
- عقد الجوهر الثمين
- الفوائد الدراري في ترجمة الإمام البخاري.
وفاته:
توفي بدمشق سنة (1162).
عملنا :
قابلنا على نسختين خطيتين نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق، ونسخة مكتبة أحمد الثالث في تركيا هذه المرحلة الأولى من العمل، ثم وقعنا على مخطوط المصنف التي تفضل بها الشيخ زهير شاويش رحمه الله فأعدنا المقابلة عليها وعزونا إحالات الكتاب إلى مواضعها.

