غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

زينب بنت خزيمة

          1536 # زينب بنت خزيمة بن الحارث، الهلاليَّة، الصَّحابيَّة، أمُّ المؤمنين، أخت ميمونة بنت الحارث لأمِّها، تلقَّب أمَّ المساكين في الجاهليَّة.
          تزوَّجها صلعم قبل ميمونة، وإنَّما لقِّبت أمَّ المساكين لرأفتها بهم، وكثرة صدقتها عليهم.
          قال ابن عبد البرِّ(1) : لم يقل أحد أنَّها أخت ميمونة سوى عليِّ بن عبد العزيز الجرجانيِّ.
          قال ابن سيِّد النَّاس(2) : كانت أوَّلاً عند الطُّفيل بن الحارث، فطلَّقها، فتزوَّجها أخوه عبيدة، فقتل يوم بدر شهيداً، فتزوَّجها صلعم في رمضان، على رأس أحد وثلاثين شهراً من الهجرة، ومكثت عنده ثمانية أشهر، وتوفِّيت في ربيع الآخر، سنة أربع، على رأس تسعة وثلاثين شهراً من الهجرة، وصلَّى عليها رسول الله صلعم، ودفنها بالبقيع، وقد بلغت ثلاثين سنة، أو نحوها، ولم يمت أحد من نسائه في حياته سواها وخديجة، وفي ريحانة خلاف.
          وقال ابن عبد البرِّ(3) : كانت قبل النَّبيِّ صلعم عند عبد الله بن جحش، قتل عنها يوم أحد، فتزوَّجها صلعم سنة ثلاث، ولم تلبث عنده إلَّا شهرين أو ثلاثة، وهذا هو المرجَّح(4) عند الطَّبريِّ، ومال إليه ابن الأثير(5) ، ولمَّا تزوَّجها جعلت أمرها إليه، فتزوَّجها وأصدقها اثنتي عشرة(6) أوقية ونِشَّاً، والنِّشُّ _بكسر النُّون، وشدَّة المعجمة_ نصف أوقية، وأرادت أن تعتق جارية لها سوداء، فقال لها صلعم: «ألا تفدين (بها) بني أخيك وأختك من رعاية الغنم»؟
          قال ابن الأثير: ما ذكر ابن منده _في قول النَّبيِّ صلعم: «أسرعكن لحوقاً بي أطولكنَّ يداً». فكان نساء النبي صلعم / يتذارعن، أيَّتها(7) أطول يداً؟ فلمَّا توفِّيت زينب بنت خزيمة علمن أنَّها كانت أطول يداً في الخير_ فهو وهم منه، إنَّما أراد التي تموت بعد وفاته، وهي زينب بنت جحش _كما مرَّ_ لا هذه التي توفِّيت في حياته.
          واعلم أنَّ هذه ليست ممَّن روى عنها البخاريُّ، ولكنَّها من أمَّهات المؤمنين، فما أردت أن يخلو كتابي من ذكرها، وكذلك زينب بنت رسول الله، ليست من شيوخ البخاريِّ، لكن لها ذكر في صحيحه، فأحببت أن أشرِّف كتابي بذكرها.


[1] الاستيعاب:4/1853.
[2] عيون الأثر:2/385.
[3] الاستيعاب:4/1853.
[4] في غير (ن): (الراجح).
[5] أسد الغابة:7/130.
[6] في (ن): (اثني عشر).
[7] في غير (ن): (أيتهن).