غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

هجيمة بنت حيي

          1555 # هُجَيْمَةُ بنت حُيَي(1) _بضمِّ المهملة، وفتح المثنَّاة التَّحتيَّة الأولى_ الوُصَابيَّة _قبيلة من حِمْيَر_ الشَّاميَّة، التَّابعيَّة، الفقيهة.
          الثِّقة، أمُ الدَّرداء الصُّغرى، وأمَّا أمُّ الدَّرداء الكبرى فاسمها خَيْرة بنت أبي حَدْرَد، أخت أبي محمَّد، وهي أمُّ بلال بن أبي الدَّرداء، لا هذه، وماتت قبل أبي الدَّرداء، وهي صحابيَّة، ولها رواية، وهي التي روت أنَّ النَّبيَّ صلعم صلَّى الوتر ثلاث عشرة ركعة، وهي التي قالت: خرجت من الحمَّام، فلقيني رسول الله صلعم فقال: «من أين أقبلت يا أمَّ الدَّرداء»؟ فقلت: من الحمَّام فقال: «والذي نفسي بيده، ما منكنَّ امرأة تضع ثيابها في بيت أحد إلَّا وهي هاتكة كلَّ ستر بينها وبين الله». قال ابن الأثير(2) .
          قال: ومن جعل خَيْرة وهُجيمة واحدة فقد وهم(3) ، وكلاهما كانتا تحت أبي الدَّرداء.
          روت خيرة عن رسول الله صلعم خمسة أحاديث. قاله ابن حزم.
          قالت: سمعت رسول الله صلعم يقول: «يستجاب للمرء بظهر الغيب، فما دعا بدعوة إلَّا قال الملك: ولك مثل ذلك». وكانت من فضلاء النِّساء الصَّحابيَّات، ومن عقلائهنَّ، ومن ذوات العبادة، وتوفِّيت قبل أبي الدَّرداء بسنتين، في الشَّام، في خلافة عثمان، وأمَّا هجيمة صاحبة هذه التَّرجمة، فهي التي خطبها معاوية، فأبت أن تتزوَّجه.
          سمعت من زوجها أبي الدَّرداء.
          روى عنها: سالم بن أبي الجعد، وإسماعيل بن عُبيد الله.
          نقل عنها البخاريُّ بالواسطة، / في الصَّلاة [خ¦650] ، والصَّوم [خ¦1945] .
          وحجَّت سنة إحدى وثمانين، وماتت تلك السَّنة.


[1] ويقال في اسم أبيها (حَي). كما ذكر المزي في تهذيب الكمال:35/352.
[2] في غير (ن): (قال) وانظر أسد الغابة:7/100، 316، يقال: هُجيمة وجُهيمه، ويقال: أَوصابيه، ووصَّابية، وأصَّابية، وأُصَابِيَّة، ووُصَابِيَّة، وخيرة بنت أبي حَدْرَد، قيل: اسمها كريمة، كما في الثقات لابن حبان:5/517، وترجم لها ابن الأثير في(كريمة)، وقال: كريمة بنت أبي حدرد، سلامة الأسلمي، يقال: لها صحبة، وهي أم الدرداء الكبرى، ولم يثبت لها البخاري صحبة:7/244.
[3] في (ن) تصحيفاً: (فعدوهم) بدل (فقد وهم).