غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

عائشة بنت طلحة

          1545 # عائشة بنت طلحة بن عبيد الله بن عثمان، التَّيميَّة، القرشيَّة، التَّابعيَّة.
          سمعت خالتها عائشة أمَّ المؤمنين.
          روى عنها: حبيب بن أبي عَمْرة، ومعاوية بن إسحاق.
          نقل عنها البخاريُّ بالواسطة، في أوَّل الحجِّ [خ¦1520] ، وأوَّل الجهاد [خ¦2784] ، ووسطه [خ¦2875] .
          وتكنَّى أمَّ عمران، وكانت فائقة الجمال، حتَّى قالوا: إنَّها من أجمل نساء قريش. وقال السُّبكي: قال المؤرِّخون: إنَّها أجمل نساء زمانها وأظرفهنَّ. وأخبارها في هذا الباب كثيرة، وأمُّها أمُّ كلثوم بنت أبي بكر الصِّدِّيق، وعائشة خالتها، وكان صداق أمِّ كلثوم أمِّها مئة ألف لمَّا تزوَّجها أبوها طلحة، فقدِّر أن دعا مصعب بن الزُّبير بالملتزم بمكَّة المشرَّفة أن يتزوَّج عائشة هذه، فقبل الله دعاءه، وأصدقها ألف ألف درهم، فأنشد في معنى ذلك عبد الله بن هشام السَّلوليُّ، من البحر الكامل:
أبلغْ أميرَ المؤمنين رسالةً                     من ناصحٍ لك لا يريد دفاعاً
بُضْعُ الفتاةِ بألفِ ألفٍ كاملٍ                     وتَبيتُ ساداتُ الجيوشِ جياعا
          ثمَّ تزوَّجها بعد مصعب عمرُ بن(1) عبد الله بن معمَّر التَّيميُّ، فأصدقها مئة ألف دينار، وذكرها ابن حبَّان في الثِّقات(2) .
          روى لها الجماعة، قاله الدَّميريُّ. قال السُّبكيِّ في الطَّبقات الكبرى(3) : جمع مصعب بن الزُّبير بين عقيلتي العرب، سكينة بنت الحسين بن عليِّ بن أبي طالب، وعائشة بنت طلحة، وحجَّت في ستِّين بغلاً، عليها الهوادج، في حشمة زائدة، وكانت سكينة أيضاً حجَّت معها، فكانت(4) عائشة أحسن آلة وثَقَلاً، فأخذ الحُداة يتفاخرون بمن حملن، فقال حادي عائشة:
عائشُ يا ذاتَ البغالِ السِّتِّينْ                     لازلتِ ما عشتِ كذا تحجِّينْ
          فشقَّ ذلك على سكينة، فقال حاديها:
عائشُ هذي ضَرَّةٌ تشكوكِ                     لولا أبوها ما اهتدى أبوكِ
          فأمرت حاديها، فكفَّ عن ذلك أدباً مع رسول الله صلعم، / فغلبت سكينة لكون جدِّها صلعم سيِّد(5) العرب والعجم.
          ماتت بعد المئة.


[1] في (ن) تصحيفاً: (بعد).
[2] الثقات لابن حبان:5/289.
[3] طبقات الشافعية للسبكي:1/313. والشعر مع الخبر فيه.
[4] في (ن): (ولكن).
[5] في (ن): (مفخر).