غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

زينب بنت أبي سلمة

          1538 # زَينبُ بنتُ أبي سَلَمة بن عبد الأسد، الصَّحابيَّة، القرشيَّة، المخزوميَّة، بنت أمِّ سَلَمة، ربيبة رسول الله صلعم. كان اسمها برَّة، فغيَّره صلعم إلى زينب _كزينب بنت جحش، كما مرَّ_ ولدتها أمُّها بأرض الحبشة، وقدمت بها إلى المدينة.
          قالت زينب: كانت أمِّي / إذا دخل رسول الله صلعم يغتسل تقول: ادخلي عليه، فإذا دخلت نضح في وجهي الماء، ويقول: «ارجعي». فكبِرتُ ورونق الشَّباب في وجهي. قال عطَّاف بن خالد المخزوميّ: قالت [أمِّي] : إنِّي رأيت زينب وهي عجوز كبيرة، ما نقص من وجهها شيء من [ماء] الشَّباب.
          وتزوَّجها عبد الله بن زمعة بن الأسود، فولدت له ابنين قتلا يوم الحرَّة بالمدينة، فحملا ووضعا بين يدي زينب مقتولين، فقالت: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، والله إنِّ المصيبة عليَّ فيهما لكبيرة، وهي عليَّ في هذا أكبر منها في هذا؛ لأنَّه جلس في بيته، فدخلوا عليه، فقتلوه مظلوماً، وأمَّا الآخر، فإنَّه بسط يده وقاتل، فلا أدري عَلامَ هو من ذلك؟
          قال ابن الأثير(1) : وكانت زينب من أفقه نساء زمانها، وهي أخت عُمر، وَسَلمة، ودُرَّة.
          روت عن رسول الله صلعم سبعة أحاديث.
          وحدَّثت عن: أمِّها أمِّ سلمة، وأمِّ حبيبة بنت أبي سفيان، وزينب بنت جحش.
          روى عنها: عروة بن الزُّبير، وأبو سلمة بن عبد الرَّحمن، وحميد بن نافع، وكليب بن وائل.
          نقل عنها البخاريُّ بالواسطة، في باب الحياء في العلم، من كتاب العلم [خ¦130] ، (ثمَّ) في الجنائز [خ¦1280] ، وغيرها.
          ماتت بعد وقعة الحرَّة.
          خاتمة:
          ذكر ابن الأثير(2) في آخر ترجمة الزَّيانب زينباً، وقال: إنَّها غير منسوبة، يحتمل أن تكون إحدى الزَّيانب المذكورات، فروى عن أنس بن مالك، عن أمِّه قالت: كانت لي شاة، فجمعت من سَمْنها عُكَّة، فبعثت بها مع زينب، فقلت: يا زينب، أبلغي هذه العكَّة رسول الله صلعم يأتدم بها. فجاءته [زينب] ، فقالت: يا رسول الله، هذا سمن بعثته إليك أمُّ سُليم، فقال: «أَفْرغِوا لها عكَّتها». ففرغت العكَّة، ودفعت إليها، فرجعت، وأمُّ سليم غائبة، فعلَّقت العكَّة على وَتِد، فجاءت أمُّ سليم، وإذا العكَّة ممتلئة تقطر سمناً، فقالت: يا زينب، ألست أمرتك أن تبلغي هذه العكَّة إلى رسول الله صلعم؟ قالت: قد فعلت، وإن (لم) تصدِّقيني، فتعالي معي(3) إليه. فذهبت معها إلى رسول الله(4) صلعم، فقالت: إنِّي قد بعثت إليك بعكَّة فيها سمن معها، فقال: «قد جاءت بها». فقالت: والذي بعثك بالهدى، ودينِ الحقِّ(5) ، إنَّها ممتلئة سمناً يقطر. فقال صلعم: «أتعجبين يا أمَّ سُليم أنَّ الله ╡ أطعمك»؟


[1] أسد الغابة:7/133.
[2] أسد الغابة:7/137.
[3] في (ن) تصحيفاً: (معه).
[4] في غير (ن): (إلى النبي).
[5] في غير (ن): (بالحق أو دين الهدى).