غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

غزية بنت جابر حكيم

          1547 # غَزِيَّةُ بنت جابر(1) بن حكيم، ويقال: غُزيلة. بزائدة لام بعد المثنَّاة التَّحتيَّة، وعلى الأوَّل هي بمعجمتين، بعدهما تحتيَّة شديدة، هي دَوسيَّة، يقال لها: أمُّ شريك. واختلفوا، هل [هي التي] وهبت نفسها للنَّبيِّ صلعم أو لا؟ ولهذا عدَّها بعضهم من أمَّهات المؤمنين، وقال أبو عُمر(2) : هي من بني النَّجَّار، والصَّواب غُزيلة باللَّام(3) (إن شاء الله تعالى). واختلفوا أيضاً، هل هي العامريَّة أو لا؟ بعد اتِّفاقهم أنَّها صحابيَّة، قال أبو هريرة: كانت امرأة من دوس. يقال لها: أمُّ شَريك.
          أسلمت في رمضان، فأقبلت تطلب من يصحبها إلى رسول الله صلعم، فلقيت رجلاً من اليهود، فقال: ما لك يا أمَّ شريك؟ قالت: أطلب من يصحبني إلى رسول الله صلعم. فقال اليهوديُّ: أنا أصحبك. ثمَّ ذكر الحديث بتمامه(4) ، وكانت تحت أبي العَكر الدَّوسيِّ، فأسلمت، وجعلت تدخل على نساء قريش، فتدعوهنَّ، وترغبهنَّ في الإسلام حتَّى ظهر أمرها بمكَّة، فأخذوها فسيَّروها إلى قومها.
          وهي التي روى عنها جابر أنَّها سمعت (رسول الله) صلعم يقول: «ليفرنَّ النَّاسُ من الدَّجال في الجبال». قالت أمُّ شريك: يا رسول الله، فأين العرب؟ قال: «هم يومئذ قليل».
          وروى عنها سعيد بن المسيَّب أنَّ النَّبيَّ صلعم أمرها بقتل الأوزاغ. انتهى كلام ابن الأثير(5) .
          وقال أبو نصر(6) : هي غزيَّة بنت الأعجم، أمُّ شريك، من ولد عامر بن لؤيٍّ، القرشيَّة، العامريَّة، سمعت النَّبيَّ صلعم، روى عنها سعيد بن المسيَّب، نقل عنها البخاريُّ بالواسطة، في كتاب بدء الخلق [خ¦3307] .


[1] في (ن): (جبير) والمثبت موافق لطبقات ابن سعد:8/154.
[2] الاستيعاب:4/1888.
[3] في (ن): (ياللام الثانية).
[4] في (ن) تصحيفاً: (همامه).
[5] أسد الغابة:7/206، 339.
[6] في (ن) تصحيفاً: (قال أبو النضر بني) وقوله في الهداية والإرشاد:2/851.