الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أن المسلمين بينما هم في صلاة الفجر

          1864- السَّابع عشر: عن الزُّهريِّ عن أنس: «أنَّ المسلمين بينما هم في صلاة الفجر من يومِ الإثنين وأبو بكرٍ يصلِّي بهم لَم يفجَأْهم إلَّا رسول الله صلعم قد كشف سِتر حُجرة عائشةَ، فنظر إليهم وهم في صفوف الصَّلاة، ثمَّ تبسَّم يضحكُ، فنكَص أبو بكرٍ على عَقِبيه(1) ليصِلَ الصَّفَّ، وظنَّ أنَّ رسول الله صلعم يريد أن يخرج إلى الصَّلاة، قال أنس: وَهَمَّ المسلمون أن يُفتَتنوا في صلاتهم فَرَحاً برسول الله صلعم، فأشار إليهم بيده: أن أتِمُّوا صلاتكم، ثمَّ دخل الحُجرة وأرخى السِّتر». [خ¦681]
          وفي حديث شعيب(2) نحوُه، وفيه: «فكشَف سِتر الحُجرة ينظرُ إلينا وهو / قائمٌّ، كأنَّ وجهَه ورقةُ مُصحَف»، وفيه: «فتوُفِّي من يومه». [خ¦680]
          وفي حديث صالح نحوُه، وفي حديث سفيانَ بنِ عيَينةَ: «آخرُ نظرةٍ نظرتُها إلى رسول الله صلعم: كشفَ السِّتارة يومَ الإثنين...» وذكر نحوَه، والَّذي قبلَه أتمُّ.
          وأخرجاه من حديث عبد الوارث(3) بن سعيد عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: «لَم يخرج إلينا نبيُّ الله صلعم ثلاثاً، فأقيمت الصَّلاة، فذهب أبو بكرٍ يتقدَّم، فقال نبيُّ الله صلعم بالحِجاب فرفَعه، فلمَّا وضَح لنا وجهُ نبيِّ الله صلعم ما نظرنا منظراً قطُّ كان أعجبَ إلينا من وجه النَّبيِّ صلعم حين وَضَحَ لنا! قال: فأومأ نبيُّ الله صلعم بيده إلى أبي بكرٍ أن يتقدَّم، وأرخى نبيُّ الله صلعم الحِجاب، فلم نقدِر(4) عليه حتَّى مات صلعم». [خ¦681]


[1] نكَص على عقِبَيه: أي رجع القهقرى إلى خلفه.
[2] تحرف في (ق) إلى (شعبة).
[3] تحرف في (ق) إلى (عبد الواحد) !.
[4] في (الحموي): (يُقدر) وكذا عند البخاري، وما أثبتناه موافق لما عند مسلم.