الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: ما رأينا من شيء، وإن وجدناه لبحراً

          1928- الحادي والثَّمانون: عن شعبَةَ عن قتادَةَ عن أنس قال: «كان فزَعٌ بالمدينة، فاستعار النَّبيُّ صلعم فرساً من أبي طلحةَ يقال له: المندوب، فرَكِبه، فلمَّا رجَع قال: ما رأينا مِن شيءٍ، وإن وجَدْناه لبَحراً !»(1). [خ¦2627]
          وأخرجاه من حديث حَمَّاد بن زيد عن ثابتٍ عن أنس قال: «كان رسول الله صلعم أحسنَ النَّاس، وكان أجودَ النَّاس، وكان أشجعَ النَّاس، ولقد فزِع أهلُ المدينة ذاتَ ليلةٍ، فانطَلَق ناسٌ قِبَلَ الصَّوت، فتلقَّاهم رسول الله صلعم راجعاً وقد سبقهم إلى الصَّوت». [خ¦2820]
          وفي رواية سليمانَ بن حرب عن حماد: «وقد استبرأ الخبرَ وهو على فرسٍ لأبي طلحةَ عُرْي في عنُقِه السَّيف وهو يقول: لَم تُراعوا(2)، لم تُراعوا(3).
          فقال: وجدناه بحراً، أو: إنَّه لبحرٌ! قال: وكان فرساً يُبَطّأُ». [خ¦2908]
          وحديث عمرِو بنِ عَونٍ عن حمَّاد بنِ زيد _مختصر_ : «استقبَلَهم النَّبيُّ صلعم على فرسٍ عُرْي ما عليه سَرْج، في عنُقِه سيفٌ»، لم يزد(4). /
          وأخرجه البخاريُّ من حديث سعيد بن أبي عَروبَةَ عن قتادَةَ عن أنس: «أنَّ أهل المدينة فزعوا مرَّةً، فركب النَّبيُّ صلعم فرساً لأبي طلحة كان يَقْطِف، أو كان فيه قِطاف، فلمَّا رجع قال: وجدنا فرسَكم هذا بحراً ! فكان بعدُ لا يُجارى». [خ¦2867]
          وأخرجه أيضاً من حديث محمَّد بنِ سيرين عن أنس قال: «فزع النَّاس، فركب رسول الله صلعم فرساً لأبي طلحة بطيئاً، ثمَّ خرج يركُض وحدَه، فركب النَّاس يركضون خلفَه، فقال: لَم تُراعوا، إنَّه لبحر. فما سُبق بعد ذلك اليوم». [خ¦2969]


[1] إنه لبحر: يصفه بالسرعة في الجري.
[2] لم يراعوا: من الرَّوع وهو الفزع.
[3] تكرر في (ق) قوله: (لم تراعوا) ثلاث مرات.
[4] قال الحافظ المقدسي بعد ذكر رواية سليمان بن حرب وعمرو بن عون: وهاتان الروايتان للبخاري.قلنا: هي فيه برقم: ░2866▒ مختصراً، ثم ░6033▒ مطولاً.