الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: كنت أسقي أبا عبيدة بن الجراح وأبا

          1879- الثَّاني والثَّلاثون: عن إسحاقَ بنِ عبد الله بنِ أبي طلحةَ عن أنس أنَّه قال: «كنت أسقي أبا عبيدةَ بنَ الجرَّاح وأبا طلحةَ وأُبَيَّ بنَ كعب شراباً من فَضيخِ(1) زَهْوٍ وتَمرٍ، فأتاهم آتٍ فقال: إنَّ الخمر قد حُرِّمت، فقال أبو طلحةَ: يا أنس، قُم إلى هذه الجرَّة فاكسِرها، فقمت إلى مِهراسٍ لنا فضربتها بأسفله حتَّى تكسَّرت». [خ¦5582]
          وأخرجاه من حديث حَمَّاد بن زيد عن ثابتٍ عن أنس قال: «كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحةَ، فكان خمرُهم يومئذٍ الفَضيخ، فأمَر رسول الله صلعم منادياً ينادي: ألَا إنَّ الخمر قد حُرِّمت، قال: فَجَرَت في سِكَك المدينة، فقال لي أبو طلحة: اخرُج فأَهْرِقْها، فخرجت فهرقْتُها، فَجَرَت في سِكَك المدينة، فقال بعض القوم: قد قُتِلَ قومٌ وهي في بطونهم. فأنزل الله ╡: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ} [المائدة:93]». [خ¦2464]
          وأخرجاه من حديث إسماعيلَ بن إبراهيمَ ابنِ عُلَيَّة عن عبد العزيز بن / صهيب قال: سألوا أنسَ بنَ مالك عن الفَضيخ، فقال: «ما كانت لنا خمرٌ غيرَ فَضيخِكم هذا الَّذي تسمُّونه الفَضيخ، إنِّي لقائمٌ أسقيها أبا طلحة وأبا أيُّوب ورجالاً من أصحاب رسول الله صلعم في بيتنا، إذ جاء رجلٌ فقال: هل بلغكم الخبرُ؟ قالوا: لا، قال: فإنَّ الخمر قد حُرِّمت، فقال أبو طلحة: يا أنس، أَرِق هذه القِلال، قال: فما راجعوها ولا سألوا عنها بعد خبر الرَّجل». [خ¦4617]
          ومن حديث سليمان التَّيمي عن أنس قال: «كنتُ أسقي عمُومتي من فَضيخٍ لهم، وأنا أصغرُهم سِنَّاً، فجاء رجلٌ فقال: إنَّها قد(2) حُرِّمَتِ الخمرُ، فقالوا: اكفَأْها(3) يا أنس، فكَفَأتها، قال: قلت لأنس: ما هو؟ قال: بُسْرٌ ورُطَبٌ». [خ¦5583]
          وأخرجاه أيضاً من حديث هشام الدَّستَوائي عن قتادَةَ عن أنس قال: «إنِّي لأسقي أبا طلحةَ وأبا دُجَانةَ وسهيلَ بنَ بيضاءَ من مَزادةٍ فيها خليط بُسْرٍ وتَمرٍ، فدخل داخلٌ فقال: حدَث خبرٌ، نزل تحريم الخمر، فأَكفَأناها يومئذٍ». [خ¦5600]
          وأخرجه البخاريُّ تعليقاً فقال: وقال عمرو _يعني ابنَ الحارث_ عن قتادَةَ: سمعت أنساً. [خ¦5600]
          وأخرجه مسلم من حديث سعيد بن أبي عَروبَةَ عن قتادَةَ عن أنس بنَحوِه، وزاد: «ومعاذَ بن جبل في رهط من الأنصار». /
          وأخرج البخاريُّ وحدَه من حديث يونس بنِ عُبيد عن ثابتٍ عن أنس قال: «حرِّمت علينا الخمرُ حين حرِّمت وما نجد خمرَ الأعناب إلَّا قليلاً، وعامَّة خمرِنا البُسْرُ والتَّمر». [خ¦5580]
          وأخرجه أيضاً من حديث بَكر بنِ عبد الله المزنيِّ عن أنس قال: «إنَّ الخمر حرِّمت، والخمرُ يومئذٍ البُسْر والتَّمر». [خ¦5584]
          وأخرجه مسلم من حديث جعفرِ بنِ عبد الله بنِ الحكم عن أنس قال: «لقد أنزل الله الآيةَ الَّتي حرَّم فيها الخمرَ وما بالمدينة شرابٌ إلَّا من تَمرٍ».


[1] الفضيخ: تمر يشدخ وينبذ.
[2] سقط قوله: (قد) من (ق).
[3] كفأتُ الإناء: قلبتُه وكبَبتُه.