الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن الأنصار كرشي وعيبتي، وإن الناس سيكثرون

          1930- الثَّالث والثَّمانون: عن شعبَةَ عن قتادَةَ عن أنس أنَّ رسول الله صلعم قال: «إنَّ الأنصار كَرِشي(1) وعَيْبتي(2)، وإنَّ النَّاس سيكثرون ويَقِلُّون، / فاقبلوا من محسِنِهم، وتجاوَزوا عن مُسيئِهِم». [خ¦3801]
          وأخرجه البخاريُّ من حديث هشام بنِ زيدٍ عن أنس قال: «مَرَّ أبو بكرٍ والعبَّاس بمجلسٍ من مجالسِ الأنصار وهم يبكون، فقال: ما يُبكيكُم؟ قالوا: ذكرنا مجلس النَّبيِّ صلعم مِنَّا، فدخَل على النَّبيِّ صلعم فأخبره بذلك، قال: فخرج النَّبيُّ صلعم وقد عَصّب على رأسه حاشيةَ بُرْد، قال: فصعِد النَّبيُّ صلعم المنبر، ولم يصعَده بعد ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه، ثمَّ قال: أوصيكم بالأنصار، فإنَّهم كَرِشي وعَيْبتي، وقد قضَوا الَّذي عليهم، وبقي الَّذي لهم، فاقبَلوا من محسِنِهم، وتجاوزوا عن مُسيئِهِم». [خ¦3799]


[1] الكَرِش: الجماعة من الناس، كأنه صلعم قال: الأنصار جماعتي وصحابتي الذين أثق بهم وأعتمد عليهم في أموري، وأضافهم إلى نفسه تخصيصاً لهم، حكى هذا المعنى أبو عُبيد عن أبي زيد.
[2] عيبتي: أي موضع سري الذين أثق بهم في حفظه وكتمانه، وذلك أنّ الرجل يضع في عَيبته حُرّ ثيابه، وما يريد أن يحفظه ويحوطه.