الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: لم يبلغ من الشيب إلا قليلاً

          1907- السِّتُّون: عن محمَّد بن سيرين قال: سألتُ أنساً: أخضَب النَّبيُّ صلعم؟ فقال: «لَم يبلُغ من الشَّيب إلَّا قليلاً». [خ¦5894]
          وفي رواية عبد الله بنِ إدريسَ عن ابن سيرين قال: وقد خضَب أبو بكرٍ وعمرُ بالحنَّاء والكَتَم(1).
          وأخرجاه من حديث حمَّاد بنِ زيد عن ثابتٍ قال: سُئل أنسٌ عن خِضاب النَّبيِّ صلعم، فقال: «لو شئتُ أن أَعُدَّ شَمَطاتٍ(2) كُنَّ في رأسه فعَلتُ، قال: ولَم يخضِب(3)». [خ¦5895]
          زاد في رواية أبي الرَّبيع العَتكي عن حمَّاد: وقد اختضب أبو بكرٍ بالحنَّاء والكَتَم، واختضب عمرُ بالحنَّاء بَحْتاً.
          وقد تقدَّم من روايةِ ربيعةَ عن أنس: «أنَّه صلعم توُفِّي وليس في رأسِه ولحيَتِه عشرون شعرةً بيضاءَ». /
          وأخرج البخاريُّ من حديث همَّام عن قتادَةَ قال: سألتُ أنساً: هل خَضبَ رسول الله صلعم؟ فقال: «لَم يبلغ ذلك، إنَّما كان شيئاً يسيراً في صُدْغيه». [خ¦3550]
          وأخرجه مسلم من حديث المُثنَّى بنِ سعيدٍ عن قتادَةَ عن أنس أنه قال: يُكرَه أن ينتِف الرَّجل الشَّعرةَ البيضاء من رأسه ولحيتِه.
          قال: «ولَم يخضِبْ رسول الله صلعم، إنَّما كان البياضُ في عنفَقَتِه، وفي الصُّدغَين، وفي الرَّأس نَبْذٌ».
          ومن حديث أبي إياس معاويةَ بنِ قُرَّة عن أنس أنَّه سئل عن شيب النَّبيِّ صلعم، قال: «ما شانَه الله ببيضاءَ».


[1] قال الحافظ المقدسي: وهذه الرواية لمسلم.اهـ.
[2] الشمَط: اختلاط الشيبِ بالشباب، قالوا: وكلُ خليطين خلطتهما فقد شمطتهما، وهما شميط، وبه سُمي الصباح شميطاً؛ لاختلاطه بباقي ظلمة الليل، كذا في «المجمل».
[3] في هامش(ق): (نسخة الأصل: ولم يختضب)، وهي رواية «مسلم».