الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما

          1936- التَّاسع والثَّمانون: عن شعبَةَ عن قتادَةَ عن أنس قال: «قالتْ أمُّ سُليم: يا رسول الله، خادِمُك أنس، ادعُ الله له، فقال: اللَّهمَّ أكثِر مالَه وولَدَه، وبارِك له فيما أعطَيتَه». / [خ¦6334]
          وفي روايةِ محمَّد بنِ جَعفرٍ عن شعبَةَ عن قتادَةَ عن أنس عن أمِّ سُليم، جعَلَه من مُسنَدِها، وسَيأتي هنَالِك. [خ¦6378]
          وللبخاريِّ من حديث حُمَيد عن أنس قال: «دخل النَّبيُّ صلعم على أمِّ سُلَيمٍ، فأتَته بتمرٍ وسَمنٍ، فقال: أعيدوا سمنَكم في سِقائه، وتمرَكم في وِعائه. ثمَّ قام إلى ناحية البيت فصلَّى غير المكتوبة، فدعا لأمِّ سُلَيم وأهلِ بيتها، فقالت: أمُّ سُلَيم: يا رسول الله، إنَّ لي خُويْصَة(1)، قال: ما هي؟ قالت: خادمُك أنسٌ، فما ترَك خيرَ آخرَةٍ ولا دنيا إلَّا دعا به: اللَّهمَّ ارزقه مالاً وولداً، وبارِك له». فإنِّي لَمِن أكثرِ الأنصار مالاً، وحدَّثَتني ابنتي أُمَينَة أنَّه دُفِنَ لصُلبي إلى مَقدَم الحجَّاج البصرةَ بضعٌ وعشرون ومئة. [خ¦1982]
          وأخرجه مسلمٌ من حديث هشام بنِ زيدِ بنِ أنسٍ عن أنس: «أنَّ أمَّ سُلَيم قالت: يا رسول الله، خادمُك أنسٌ، ادعُ الله له...»، وذكَر نحوَحديثِ شعبةَ عن قتادَةَ عن أنس، ولم يذكُره أبو مَسعودٍ في ترجمةِ هشام بنِ زيدٍ.
          وأخرجه أيضاً من حديث سليمانَ بنِ المغيرةِ عن ثابتٍ عن أنس قال: «دخَل النَّبيُّ صلعم علينا وما هو إلَّا أنا وأمِّي وأمُّ حَرامٍ خالتي، فقال: قوموا فلِأصلِّيَ لكم(2) _في غير وقت صلاةٍ_ فصلَّى بنا.
          فقال رجلٌ لثابت: أين جعَل أنساً منه؟ قال: جعله على يمينه، ثمَّ دعا لنا أهلَ البيت بكلِّ خيرٍ من خير الدُّنيا / والآخرة، فقالت أمِّي: يا رسول الله، خُوَيدمُك، ادعُ الله له، قال: فدعا لي بكلِّ خيرٍ، وكان في آخر ما دعا لي أن قال: اللَّهمَّ أكثِر مالَه وولَدَه، وبارك له فيه».
          ومن حديث إسحاقَ بنِ عبد الله بن أبي طلحةَ عن أنس قال: «جاءت بي أمِّي أمُّ سُلَيم إلى رسول الله صلعم قد أزَّرَتني بنِصف خمارها وردَّتني بنِصفه، فقالت: يا رسول الله، هذا أُنيسٌ ابني، أتيتك به يخدُمُك، فادعُ الله له، فقال: اللَّهمَّ أكثِر مالَه وولَدَه».
          قال: فوالله؛ إنَّ مالي لكثيرٌ، وإنَّ ولدي وولد ولدي لَيَتعادُّون على نحو المئة اليومَ.
          ومن حديث الجعد أبي عثمان عن أنس قال: «مَرَّ رسول الله صلعم، فسَمِعَت أمُّ سليم صوتَه، فقالت: بأبي وأمِّي يا رسول الله، أُنيسٌ، فدعا لي رسول الله صلعم بثلاث دَعَواتٍ، قد رأيتُ منها اثنتين في الدُّنيا، وأنا أرجو الثَّالثة في الآخرة».


[1] إنَّ لي خُويْصَة: أي: حاجة تخصني.
[2] في (ق): (لأصلي لكم)، وفي هامشها: (نسخة: فلأصلي لكم)، وفي «مسلم» (فلأصلي بكم).