الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: إن العبد إذا وضع في قبره، وتولي

          1945- الثَّامن والتِّسعون: عن سعيد عن قتادَةَ عن أنس عن النَّبيِّ صلعم قال: «إنَّ العبدَ إذا وُضِعَ في قبره، وتُوِلِّي(1) وذهَب عنه أصحابُه حتَّى إنَّه ليسمع قَرْعَ(2) نِعالهم _وفي حديث محمَّد بن منهال: إنَّه لَيسمع خَفْق نِعالهم إذا انصرفوا_ أتاه مَلَكان فأقعَداه، فيقولان له: ما كنتَ تقولُ في هذا الرَّجل محمَّدٍ؟ فأمَّا المؤمنُ فيقول: أشهَد أنَّه عبدُ الله ورسولُه، فيقال له: انظر إلى مَقعَدِك من النَّار، أبدَلَك الله به مَقعَداً من الجنَّة.
          قال النَّبيُّ صلعم: فيراهما جميعاً _،قال قتادةُ: وذُكِر لنا: أنَّه يُفسَحُ له(3) في قبره. ثمَّ رجع إلى حديث أنس_ وأمَّا الكافرُ أو المنافق _وفي رواية عبد الأعلى عن سعيد: وأمَّا المنافق والكافر_ فيقول: لا أدري، كنت أقولُ ما يقولُ النَّاس فيه، فيقال: لا دَريتَ ولا تَليت(4)، ثمَّ يُضرَب بمِطرقةٍ من حديدٍ ضربةً بين أذنيه، فيصيح صيحةً يسمعها من يليه إلَّا الثَّقلين».
          ولفظ حديث البخاريِّ أتمُّ. [خ¦1338]
          وأخرجه مسلم من حديث شَيبان بنِ عبد الرَّحمن عن قتادَةَ عن أنس عن النَّبيِّ صلعم قال: «إنَّ العبدَ إذا وُضع في قبره...» ثمَّ ذكر نحوَ ما ذكرنا في حديث سعيدٍ عن قتادَةَ، إلى أن قال: قال قتادةُ: وذُكِر لنا أنَّه يُفسَح له في قبره سبعون / ذراعاً، ويُملأ عليه خَضِراً(5) إلى يوم يُبعَثون. لم يزد فيه ولا في حديث سعيدٍ على هذا.


[1] كذا في جميع روايات البخاري، أي: تُولِّي أمره أي: الميت، وفي مَوضعٍ: (وتَوَلَّى عنه أصحابه).انظر «الفتح» 3/206.
[2] القرْع: الضَّرب.
[3] سقط قوله (له) من (ق)، كما عند البخاري، وما أثبتناه موافق لما في «مسلم».
[4] ولا تليت: أي ولا قرأت، وأصله الواو، وحوَّلوها إلى الياء لتُعاقب الياء في دَريت، وقيل: ولا اتبعت ما ينبغي أن يتبع.
[5] الخَضِر: كل شيء ناعم غضٌّ طري.