الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: أولم ولو بشاة

          1924- السَّابع والسَّبعون: عن شعبَةَ عن قتادَةَ عن أنس، وعن شعبَةَ عن عبد العزيز بنِ صُهيب عن أنس، ولمسلم من حديث شعبَةَ عن قتادَةَ وحمَيد عن أنس: «أنَّ عبد الرَّحمن بنَ عوف تزوَّج امرأةً على وزن نَواةٍ(1) من ذهبٍ، وأنَّ النَّبيَّ صلعم قال له: أَوْلِم ولو بشاةٍ». كذا عند مسلم، وكذا عنده من حديث أبي عَوانةَ عن قتادَةَ عن أنس.
          وأخرجاه من حديث حُمَيد وحدَه عن أنس قال: «قدِم عبدُ الرَّحمن بنُ / عوف، فآخى النَّبيُّ صلعم بينه وبين سعد بن الرَّبيع الأنصاريِّ، وعند الأنصاريِّ امرأتان، فعرَض عليه أن يناصِفه أهلَه ومالَه، فقال له: بارك الله لك في أهلك ومالك، دُلّوني على السّوق، فأتى السّوق فرَبح شيئاً من أَقِط وشيئاً من سَمنٍ، فرآه النَّبيُّ صلعم بعد أيَّامٍ وعليه وَضَرٌ من صُفرة(2)، فقال: مَهْيَم يا عبد الرَّحمن؟! فقال: تزوَّجت أنصاريَّةً، قال: فما سُقت؟ قال: وزنَ نَواةٍ من ذهبٍ، قال: أَولِم ولو بشاةٍ(3)». [خ¦2049]
          وأخرجاه من حديث حمَّاد بنِ زيد عن ثابتٍ عن أنس: «أنَّ رسول الله صلعم رأى على عبدِ الرَّحمن بنِ عَوف أثر صفرةٍ، فقال: ما هذا؟ قال: يا رسول الله، إنِّي تزوَّجت امرأةً على وزن نواةٍ من ذهبٍ، قال: فبارك الله لك، أَوْلِم ولو بشاةٍ». [خ¦5155]
          وأخرجه مسلم من حديث شعبَةَ عن أبي حمزةَ عبد الرَّحمن بن أبي عبد الله عن أنس: «أنَّ عبد الرحمن تزوَّج امرأةً على وزن نَواةٍ من ذهبٍ». لم يزِد، وقال أبو مَسعودٍ: وذكرَ الحديثَ، فأوْهَم السَّامعَ أنَّ في الحديثِ زيادةً.


[1] النَّواة: من الوزن خمسة دراهم.
[2] وضَر من صُفرة: أي لطَخ من خَلوقٍ أو طيبٍ له لون، وكان ذلك من فعل العروس إذا بنى بأهله، ويكون الوضرُ من الصّفرةِ والحمرةِ والطيبِ والزُّهومة.
[3] أولمْ ولو بشاة: الوليمة الإطعام عند العُرس، والنقيعةُ: الإطعام عند الأملاك.