الجمع بين الصحيحين للحميدي مع تعقبات الضياء المقدسي

حديث: رأيت رسول الله وحانت صلاة العصر، فالتمس

          1881- الرَّابع والثَّلاثون: عن إسحاقَ بنِ عبد الله عن أنس قال: «رأيتُ رسول الله وحانتْ صلاةُ العصر، فالتمس النَّاس الوَضوء فلم يجدوه، فأُتي رسول الله صلعم بوَضوءٍ، فوضع رسول الله صلعم في ذلك الإناء يده وأمر النَّاس أن يتوضَّؤوا منه، قال: فرأيت الماء ينبُعُ من تحت أصابعه، فتوضَّأ النَّاس حتَّى توضَّؤوا من عندِ آخرهم!». [خ¦169]
          وأخرجاه من حديث حَمَّاد بن زيد عن ثابتٍ عن أنس: «أنَّ النَّبيَّ صلعم دعا بماءٍ، فأُتي بقدحٍ رَحْراح(1)، فجعَل القومُ يتوضَّؤون، فحزَرت ما بين السَّبعين إلى الثَّمانين، فجعلتُ أنظر إلى الماء ينبُع من بين أصابعه!». [خ¦200]
          وأخرجه البخاريُّ من حديث حُمَيد عن أنس قال: «حضرتِ الصَّلاة، فقام مَن كان قريب الدَّار إلى أهله، وبقي قومٌ، فأُتي رسول الله صلعم بِمِخْضَبٍ(2) من حجارةٍ فيه ماءٌ، فصغُر المخضبُ عن أن يَبسُطَ فيه كفَّه، فتوضَّأ القومُ كلُّهم، فقلنا(3) : كم كنتم؟ قال: ثمانينَ وزيادة». / [خ¦195]
          وأخرجه أيضاً البخاريُّ من حديث الحسن بن أبي الحسن عن أنس بن مالك قال: «خرَج النَّبيُّ صلعم في بعض مخارجِه ومعه أناسٌ من أصحابه، فانطلقوا يسيرون، فحضَرتِ الصَّلاة فلم يجدوا ماءً يتوضَّؤون به، فانطلق رجلٌ من القوم فجاء بقدحٍ من ماءٍ يسيرٍ، فأخَذه النَّبيُّ صلعم فتوضَّأ، ثمَّ مَدَّ أصابعه الأربع على القدح، ثمَّ قال: قوموا توضَّؤوا. فتوضَّأ القومُ حتَّى بلَغوا فيما يريدون من الوضوء وكانوا سبعين أو نحوَه». [خ¦3574]
          وأخرجاه من حديث سعيد بن أبي عَروبَةَ عن قتادَةَ عن أنس قال: «أُتي النَّبيُّ صلعم بإناءٍ وهو بالزَّوراء، فوضَع يده في الإناء، فجعَل الماءُ ينبُع من بين أصابعه، فتوضَّأ القومُ، قال قتادة: قلت لأنس: كَم كنتم؟ قال: ثلاثَ مئة، أو زُهاءَ(4) ثلاث مئة!». [خ¦3572]
          وأخرجه مسلم من حديث هشام الدَّستَوائي عن قتادَةَ عن أنس: «أنَّ نبيَّ الله صلعم كان وأصحابه بالزَّوراء _قال: والزَّوراء بالمدينة عند السُّوق والمسجدِ فيما ثَمَّةَ(5)_ دعا بقدحٍ فيه ماءٌ، فوضع كفَّه فيه، فجعل ينبُع بين أصابعه، فتوضَّأ جميع أصحابه، قال: قلت: كم كانوا يا أبا حمزة؟ قال: كانوا زُهاءَ ثلاث مئة!».


[1] الرَّحراح: الواسع.
[2] المِخضَب: شِبهُ المِركَن كالإجَّانة ونحوها.
[3] زاد في (ق): (قال) وما أثبتناه موافق لما عند البخاري.
[4] الزُّهاء في العدد، يقال: قوم ذوو زُهاءٍ: أي ذوُوا عددٍ وكثرة، وهم زُهاء مائة: أي قدر مائة.
[5] في (ق): (فيما به)، وفي هامشها: (نسخة: في ثمة)، وهو موافق لما في «مسلم».