الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: اطلبوا فضلةً من ماء

          2959- وذكرَ في علاماتِ النُّبوَّةِ [خ¦3579] عنْ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ الآيَاتِ بَرَكَةً، وَأَنْتُمْ تَعُدُّونَهَا تَخْوِيفًا(1) ، كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم فِي سَفَرٍ فَقَلَّ الْمَاءُ، فَقَالَ:«اطْلُبُوا فَضْلَةً مِنْ مَاءٍ»، فَجَاءوا بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ قَلِيلٌ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ، ثُمَّ قَالَ: «حَيَّ عَلَى الطُّهرِ(2) الْمُبَارَكِ، وَالْبَرَكَةُ مِنَ اللهِ» فَلَقَدْ رَأَيْتُ الْمَاءَ يَنْبُعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ النَّبيِّ صلعم، وَلَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهْوَ يُؤْكَلُ. [خ¦3579]
          وفيها: [خ¦3576] عنْ سالمِ بنْ أبي الجعدِ، عنْ جَابِرِ بنِ عبد ِاللهِ قَالَ: عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ، وَالنَّبِيُّ صلعم بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ، فَتَوَضَّأَ، فَجَهَشَ النَّاسُ نَحْوَهُ، قَالَ: «مَا لَكُمْ؟» قَالُوا: لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ وَلَا نَشْرَبُ(3) إِلَّا مَا بَيْنَ يَدَيْكَ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَثُورُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ، فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا، قُلْتُ: كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ(4) : لَوْ كُنَّا مِئَةَ أَلْفٍ؛ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِئَةً.
          لم يُخرِّجْ مسلمُ [بنُ الحجَّاجِ](5) عنِ ابنِ مسعودٍ في هذا البابِ شيئًا، وأخرجَ حديثَ جَابِرِ بنِ عبدِ اللهِ مختصرًا بمعناهُ ولمْ يذكرِ الحديبيةَ.


[1] في (أت): (نحو ما تقدم) ولعله تصحيف.
[2] في (أتم): (الطهور).
[3] في (أت): (يشرب).
[4] في (ص): (قالوا).
[5] سقط من (ص) و(ك).