الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة

          2965- وَخَرَّجَ الْبُخَارِيُّ أَيْضًا في علاماتِ النُّبوَّةِ في الإسلامِ [خ¦3595] ، عن عديِّ بنِ حاتمٍ، قَالَ: بينا أنا عندَ النَّبيِّ صلعم؛ إذ أتاه رجلٌ، فشكا إليهِ الفاقةَ، ثمَّ أتاه آخرُ فشكا إليهِ قطعَ السَّبيلِ، فقَالَ: «يا عديُّ؛ هلْ رأيتَ الحيرةَ؟» فقلتُ: لمْ أرها وقدْ أنبئتُ عنها، قَالَ: «فإنْ طالتْ بكَ حياةٌ لترينَّ الظعينةَ ترتحلُ منَ الحيرةِ حتَّى تطوفَ(1) بالكعبةِ لا تخافُ أحدًا إلَّا اللهَ»_قَالَ: قلتُ فيما بيني وبينَ نفسي: فأينَ دُعَّارُ طيِّءٍ الذينَ قد سعَّروا البلادَ؟_ «ولئنْ طالتْ بكَ حياةٌ لتُفتحنَّ كنوزُ كسرى»، قلتُ: كسرى بنِ هرمزَ؟ قَالَ: «كسرى بنِ هرمزَ، ولئن طالتْ بكَ حياةٌ لترينَّ الرَّجُلَ يُخرجُ ملءَ كفِّهِ من ذهبٍ أو فضةٍ، يطلبُ من يقبلهُ منهُ(2) فلا يجدُ أحدًا يقبله منهُ(3) ، وليلقينَّ اللهُ أحدَكمْ يومَ يلقاهُ وليسَ بينهُ وبينهُ تُرجمانُ(4) يترجمُ لهُ، فَلَيَقولَنَّ لهُ: ألمْ أبعثْ إليكَ رسولًا فيبلِّغُكَ؟ فيقولُ: بلى، فيقول: ألم أعطكَ مالًا وأفضِّلَ عليكَ؟ فيقولُ: بلى، فينظرْ عنْ يمينهِ فلا يرى إلَّا جهنَّمَ، وينظرُ عن يسارهِ فلا يرى إلَّا جهنَّمَ»، قَالَ عديٌّ: سمعتُ / رَسُولَ الله صلعم يقولُ: «اتَّقوا النّارَ ولو بشِقِّ تمرةٍ، فمنْ لم يجدْ شِقَّ تمرةٍ؛ فبكلمةٍ طيِّبةٍ»، قَالَ عديٌّ: فرأيتُ الظَّعينةَ ترتحلُ منَ الحيرةِ حتَّى تطوفَ بالكعبةِ، لا تخافُ إلَّا اللهَ، وكنتُ فيمنِ افتتحَ كنوزَ كسرى بنِ هرمزَ، ولئنْ طالتْ بكمْ حياةٌ لترونَّ ما قَالَ النَّبيُّ صلعم: «يُخرجُ ملءَ كفِّهِ». [خ¦3595]
          تفرَّدَ الْبُخَارِيُّ بهَذَا الْحَدِيثِ إلَّا كلماتٍ أخرجها مسلمٌ منْ آخرهِ تقدَّمتْ في كتابِ الزَّكاةِ.


[1] في (أت): (لتطوف).
[2] في (صق): (عنه).
[3] في (س): (منه)، وفي هامش (أ) كالمثبت.
[4] في (س): (تَرجمان).