الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: هل مسستما من مائها شيئًا؟

          2963- مُسْلِمٌ: عنْ معاذِ بنِ جبلٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رسولِ الله صلعم عَامَ غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَكَانَ يَجْمَعُ الصَّلَاةَ، فَيصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ أَخَّرَ الصَّلَاةَ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّكُمْ سَتَأْتُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ عَيْنَ تَبُوكَ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يُضْحِيَ النَّهَارُ، فَمَنْ جَاءَهَا مِنْكُمْ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئًا حَتَّى آتِيَ»، فَجِئْنَاهَا وَقَدْ سَبَقَنَا إِلَيْهَا رَجُلَانِ وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُّ بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ(1) ، فسألهما رسولُ اللهِ صلعم: «هل مَسَسْتما من مائها شيئًا؟» قَالَا: نَعَمْ، فَسَبَّهُمَا رسولُ الله(2) صلعم وقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ، قَالَ: ثُمَّ غَرَفُوا بِأَيْدِيهِمْ مِنَ الْعَيْنِ قَلِيلًا قَلِيلًا، حَتَّى اجْتَمَعَ شَيْءٌ، قَالَ: وَغَسَلَ رَسُولُ اللهِ صلعم فِيهِ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ فِيهَا(3) ، فَجَرَتِ الْعَيْنُ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ_أَوْ قَالَ: غَزِيرٍ، شَكَّ أَبُو عَلِيٍّ الحنفيُّ أَيُّهُمَا قَالَ_ قال(4) : اسْتَقَى النَّاسُ، ثُمَّ قَالَ: «يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ أَنْ تَرَى مَا هَهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا».
          لم يخرِّجِ الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيثَ.


[1] زيد في (أتم): (قال).
[2] في (س): (النبي).
[3] في (ق): (منها).
[4] زيادة من (صق)، وفي المطبوع: (حتى).